«علماء المسلمين» تروي وقائع مؤلمة عن قتل وتجويع أهل السنة بالعراق
هوية بريس – متابعة
الإثنين 01 دجنبر 2014
عبَّرت هيئة علماء المسلمين في العراق عن أسفها الشديد واستنكارها؛ للصمت العربي والدولي على مستوى الحكومات والمنظمات الإنسانية حيال العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين في الفلوجة وغيرها من المدن العراقية وجرائم التطهير الطائفي التي تطال العراقيين، وفقا للمفكرة.
وفي بيان لها صدر اليوم الاثنين، أكدت الهيئة أن آلة الحصار والقتل والدمار العسكرية الحكومية تحصد أرواح المواطنين الأبرياء في مدينة الفلوجة الصابرة؛ مبينة أن عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء القصف العشوائي منذ بداية العمليات العسكرية حتى هذه الساعة بلغ (5103) قتلى وجرحى، وهو ما تؤكده إحصائيات مشفى الفلوجة العام، وفقًا لـ”تواصل”.
وفي السياق ذاته؛ أشارت الهيئة إلى أن مشفى الفلوجة نفسه والذي يعمل بأدنى طاقته؛ بسبب المشاكل الأمنية التي يواجهها ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية فضلًا عن قلة الكوادر العاملة – لم يسلم من البطش الحكومي، إذ يتعرض باستمرار لقصف واستهداف مباشر لمنشآته وقسم الطوارئ فيه، مشيرة إلى أن ذلك الاستهداف أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا من المدنيين والكادر الطبي.
ووصفت الوضع الإنساني في الفلوجة بالكارثي بكل ما لهذه الكلمة من معان وأبعاد؛ مبينةً أن الحصار مطبق على المدينة منذ قرابة الشهر، بعد أن عمدت القوات الحكومية إلى إغلاق جميع منافذها ومنعت دخول المواد الغذائية الأساسية والوقود -على الرغم من شحها أصلًا- ما أدى إلى ارتفاع كبير بأسعارها.
وتابع بيان الهيئة القول: إن التيار الكهربائي مقطوع عن المدينة منذ ستة أشهر تقريبًا على الرغم من تقلب الأجواء، وتعرض الأهالي لموجات برد شديدة، مضيفة أن مما زاد الطين بلة؛ القصف المتواصل من القوات الحكومية للمنافذ الذي يفتحها المواطنون في المدينة لغرض إدخال المواد الضرورية، فضلًا عن القرار الحقود الذي اتخذته السلطات الحكومية بمحافظتي (كربلاء وبابل) بمنع خروج السيارات والشاحنات التي تحمل المواد الغذائية وحليب الأطفال باتجاه محافظة الأنبار؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث شبه مجاعة في المدينة، التي وصل الحال بعائلاتها أنها تقتصر على وجبة واحدة فقط في اليوم على الرغم من البرد والجوع وصراخ الأطفال.
وفي ختام بيانها أكّدت الهيئة أن هذه الجريمة المنظمة بحق الفلوجة وضواحيها؛ ترقى إلى أن تكون جريمة إبادة جماعية متكاملة الأوصاف والدلائل الجرمية؛ داعية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية وكل ضمير إنساني حي؛ إلى استيعاب هذه الأوضاع المأساوية، والقيام بواجباتهم الإنسانية واتخاذ التدابير السياسية والقانونية اللازمة لفك الحصار عن أهالي المدينة، ووقف مسلسل القتل اليومي الممنهج.