الحسناوي يوجه رسالة للرأي العام الوطني والدولي بعد عام ونصف على اعتقاله

04 ديسمبر 2014 15:45
معضلة ازدواجية لغة التعليم (دراسة نقدية)

الحسناوي يوجه رسالة للرأي العام الوطني والدولي بعد عام ونصف على اعتقاله

هوية بريس – متابعة

الخميس 04 دجنبر 2014

توصلت اللجنة الوطنية للتضامن والمطالبة بإطلاق سراح الصحفي والحقوقي مصطفى الحسناوي من عائلة المعتقل بالبيان التالي:

“سنة ونصف مرت على اعتقالي دون أن تلوح في الأفق بادرة التراجع عن هذه الجريمة المقترفة بحقي وتصحيح هذا الخطأ الذي تشترك فيه الأجهزة الأمنية والقضائية المرتبطة ببعضها برباط محكم وثيق ضاربة عرض الحائط بكل شعارات الاستقلالية والنزاهة والشفافية والعدالة والحرية والكرامة المرفوعة.

وإن في اعتقالي مثال واضح بعكس كل ذلك وتجربة فريدة لاختلاق التهم ورمي الناس بها ومحاكمتهم بلا بينة أو دليل أو برهان.

منذ أن تم اعتقالي وأنا أتحدى و أمام الشعب المغربي كل من له يد في اختطافي واحتجازي أن يدلي بحججه التي تدينني بهذه التهمة الغبية المضحكة: “تكوين عصابة إرهابية من أجل تهديد الأمن العام” و”النية في الذهاب للقتال في سوريا”.

لا عجب أن نحاكم على نوايانا وأفكارنا وأحلامنا وخلجات أنفسنا ونبضات قلوبنا في ظل حكم مخزني مخابراتي مستبد فاسد لا توجد أجهزة تحاسبه ولا مؤسسات تراقبه ولا سبيل للشعب عليه سوى متابعة هذه المسرحية المتقنة الحبكة ،نظام يتقرب بأمثالي للسيد الأمريكي والغربي من أجل أن يزود ه هذا السيد بنظرة عطف بخصوص قضية صحرائنا وهذه أمور أصبحت معروفة ويتم التصريح بها في الخطابات الرسمية، وها أنا ذا قربان أذبح في سبيل أهداف سياسية داخلية وخارجية.

…منذ أن تم اعتقالي وأنا انتظر خطوة لتصحيح هذه الجريمة بإطلاق سراح أو بإعادة محاكمة أو بعفو أو بأي وسيلة تعيد إلي حريتي وتخلص الأجهزة المسؤولة من ورطتها في هذا الاعتقال التعسفي وهذه المحاكمة غير العادلة وتساهم في ترميم واجهة حقوقية متداعية متهالكة لكن تأبى هذه الأجهزة إلا أن ترسخ صورة قاتمة مظلمة عنها بالتمادي بعنجهية وصلف في تجاهل مظلمة معتقدة أنها تؤدبني لكنها في حقيقة الأمر تنتقم مني بعقلية مريضة لا تليق بأجهزة دولة.

منذ أن تم اعتقالي وأنا أطرق الأبواب لأني واثق من عدالة قضيتي ونظافة سيرتي.

أقف بشموخ في وجه تلك التهم المتهافتة واستطعت انتزاع التضامن والتعاطف مع قضيتي من جهات شريفة مستقلة عن المخزن وألاعيبه ومن جهات خارج البلاد لكن كل ذلك لم يحرك ساكنا لدى الجهات المعينة، لا يهم، أنا أيضا لم يتحرك فيَّ أي ساكن.

هذا ما يحسنه الطغاة والمستبدون، سجن المخالف والمعارض أو قتله، مقابلة كلمته بالسوط وقلمه بالسلاح، لكن لا سبيل لهم على قلبه وفكره وعقله وقناعته ومبادئه واختياراته.

سنة ونصف من عذابات اعتقالي كنت شاهدا فيها على انتهاكات وخروقات وتجاوزات ولا زلت، والتي توضح أن ما يروج المخزن وأجهزته ليس سوى كذبة كبرى وواجهة للتزيين تخفي القبح والظلام واللاعدالة والتسلط والفساد والحكرة تخفي الأذى والأمر.

بعد سنة نصف أوجه هذه الرسالة لكل المهتمين والمتابعين والرأي العام الداخلي والخارجي ونحن على مشارف استضافة ملتقى عالمي معني للحقوق والحريات بمراكش لأقول: إني أنا مصطفى الحسناوي اعتقلت بسبب أفكاري وقناعتي وتوجهاتي ومقالاتي وأنشطتي الإعلامية والحقوقية ومواقفي السياسية، وبسبب رفضي عرضا من جهاز المخابرات بالانخراط في صفوفه والاشتغال لصالحه وتدبيج المقالات بما تمليه مقاربته ورؤيته والتجسس على أبناء شعبي. وأعتبر رميي بتهم الإجرام والإرهاب وغيرها من التهم الغريبة دون بينة أو حجة أو دليل أو وثيقة، ضحك واستخفاف بالشعب المغربي وكل المدافعين عن حقوق الإنسان. وجريمة في حقي يستحق من شارك فيها المتابعة والملاحقة هذا طبعا لو كنا في ظل نظام يعتبر المواطن إنسانا ويحترم آدميته فضلا على ضمان حقوقه. وفي غياب ذلك أعلن تشبثي ببراءتي من التهم المنسوبة إلي.

كما أتشبث بقناعاتي التي دفعت المخزن للانتقام مني. ولأن القناعات لا يغيرها البطش والإرهاب والسجن والتهديد. بل تقارع بالحجة والبرهان والفكر والإقناع والدليل والحوار. وهي أمور يفتقد إليها المخزن وسائر أجهزته ومؤسساته. فإني لازلت على مواقفي من كل أنواع الفساد والاستبداد وكل مشاريع التبعية والارتهان للقوى واللوبيات العالمية وخدمة مصالحها وتنفيذ أجندتها. وكل مشاريع استهداف عقيدتنا وديننا وهويتنا وقيمنا ومقوماتنا ومقدراتنا وثرواتنا.

وأختم بالقول مذكرا بشكاوى سابقة من تعرضي لانتهاكات وتجاوزات داخل السجن أجملها في التعرض للعنف الجسدي واللفظي والتعامل التمييزي سلبا وتجاهل النيابة العامة لبعض حقوقي الإدارية ومراسلاتي. في مفارقة وانفصام صارخ مع ما يتم إعلانه وترويجه من تقدم وتحسن أوضاع الحقوق والحريات في البلاد .

سنة ونصف من الظلم والعدوان والكذب والبهتان أضعها من موقع التجربة والمعايشة. بين يدي المتابعين والمهتمين والرأي العام. للدراسة والتحليل والتأمل والتدبر واستقاء العبر وإعادة النظر. وهي شهادة وتوثيق لهذه الحقبة المظلمة من الظلم والانتهاكات والتي أنا أحد ضحاياها و أمثلتها.

توقيع الصحفي مصطفى الحسناوي”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M