نضال عبد الله بها بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة من أجل إحداث المسجد واستمراره ومنع بيع الخمور
هوية بريس – عبد الله المصمودي
الأربعاء 10 دجنبر 2014
في كتابه: “ذاكرة الحركة الإسلامية المغربية” (الجزء الثاني)، أورد معده بلال التليدي حوارا مع الأستاذ عبد الله بها رحمه الله؛ تحدث فيه الراحل عن مسار حياته وكيف انضم إلى الحركة الإسلامية وعمل فيها، ومما جاء في الحوار حديثه عن المسجد الذي أحدثه ورفاقه في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، والذي حاول طلبة اليسار إغلاقه، لكنه ورفاقه ناضلوا لاستمراره، وكذلك فعل رحمه الله للمطالبة بمنع بيع الخمور في مقصف المعهد، فإليكم ما قاله في الموضوع:
“وما قصة المعركة التي خضتموها من أجل المسجد بالمعهد؟
كان في المعهد سكن مهجور (للطلبة) وكان بابه مكسرا، وقد ارتأينا أن نصلح هذا السكن لنتخذه مسجدا، وكنا قبل ذلك طلبنا من جمعية الطلبة أن يوفروا لنا مسجدا لأداء شعائرنا التعبدية بالمعهد فتلكئوا، فقمنا بإخبار الإدارة بنيتنا اتخاذ هذا السكن المهجور مسجدا، فاستجابت الإدارة، وبدأنا نؤدي الصلاة في هذا المسجد، وتم اعتبار ما قمنا به عملا نوعيا وتاريخيا، لأن المعهد كان يعد معقلا أساسيا لليسار، وقد حنق اليسار لذلك، فعقدوا العزم على إزالة المسجد في السنة الموالية، وبرروا مطلبهم بكون المسجد هو في الأصل محل للسكن، والطلبة يعانون من غياب السكن في المعهد، فقبلت إزالة المسجد لكني اشترطت عليهم شرطين: الأول أن نقوم بمسح لجميع غرف المعهد لننظر البيوت الفارغة أو البيوت التي يسكنها شخص واحد(وكان قادة اليسار يتخذون لهم في المعهد غرفا لمفردهم) والثاني ألا يبقى بدون سكن إلا طالبان لأنه إذا بقي أكثر من طالبين فإن إزالة المسجد لا تحل المشكلة.
ولما رأوا تماسك هذا المنطق توجهوا نحو العنف اللفظي فقلت لهم: “إذا أردتم التحاكم للمنطق فقد تحدثنا به، وإذا أردتم اللجوء إلى القوة لإزالة المسجد، فمن كانت له الشجاعة ليفعل ذلك فليتفضل”، وبقي المسجد ولم يستطع اليسار أن يزيلوه.
ماذا عن المعركة ضد بيع الخمور في المعهد؟
كانت تباع الخمر في مقصف المعهد (وهكذا كان الأمر في المدارس الفلاحية جميعها) فقمنا بمحاولة منع بيعه عن طريق عريضة لجمع توقيعات الطلبة، واستجاب بحمد الله كثير من الطلبة، ومنهم من صرح لنا وقتها بأنه يشرب الخمر لكنه سيوقع العريضة ويوافق على منع بيع الخمر في المعهد، وبعد أن وقعت حادثة في المدرسة الغابوية للمهندسين بسلا (خرج أحد الطلبة مجردا من ثيابه بعد ما سكر) صدر القرار بمنع الخمور في المدارس الفلاحية، فاعتبر ذلك انتصارا للطلبة ضد مروجي الخمور.
وماذا عن العمل الإسلامي في الثانوية؟
في أواخر سنة 1973 انتقلت إلى ثانوية يوسف بن تاشفين بأكادير، وكان معي سعد الدين العثماني في نفس القسم أيضا، ولما دخلنا إلى مسجد الثانوية وجدناه مهجورا، فأحييناه، وسعينا إلى جلب الحصائر له، وقد لقينا معارضة من طرف بعض الطلبة، ولكننا نجحنا في مبادرتنا لإحيائه، وتكونت مجموعة من التلاميذ متعاونة معنا في هذا الدور، فصرنا ننظم عملية الصيام كل اثنين وخميس، ونحضر الدروس في المسجد بشكل منظم، وكان من بين هذه المجموعة إبراهيم هميش وكان له دور كبير في مساري الدعوي”.