الحقب البشري.. أغرب حقب في تاريخ الأرض!
إبراهيم ايت إبراهيم
هوية بريس – الخميس 11 دجنبر 2014
“في ذلك العالم الآخر.. كل شيء مختلف عما نراه ونعيشه، ليس من السهل أن تعيشفقانون الحياة هناك معقد جدا، ومبدأ الانتقاء الطبيعي ساري المفعول، وكلكائن أراد أن يعيش يحتاج إلى أن يكون بداخله وحش ضخم لا يتجرأ عليه إلا وحوش أمثاله.
منظر الدماء مألوف فكل الكائنات مصاصة دماء، ثارت ضد النبات ووجدت في الدم حلاوة الخمر ولذة الأكل، الكل يفترس، الكل حساس ورائحة الدم أكثر ما يثير الغريزة، من لا يشم الدم ولا يتذوقه يعتبر حالة شاذة ويتم التخلص منه بأبشع الطرق..
لم يعد للنوع الواحد خصوصيات فالكل سيان والقوة هي الفارق الوحيد، لايهم أن يكون لك قرن واحد أو إثنين، المهم أن يوفر لك الثقل الذي تحمله على رأسك حماية كافية ممن هم أقوى أو أمكر منك.. مصير الصغير لا يختلف عن الكبير، ومصير الأنثى هو مصير الذكر، فالدم يجمع أو يفرق ولا عاطفة ولا حاسة غير الشم،أما الغرائز الأخرى فليست إلا اكسيسوارات للتخلص من الملل..”مقتطف من الواقع اليومي ببعض مناطق العالم..
4.6 مليار سنة هو العمر النسبي للأرض كما قدره علماء الأرض، حيث تشكلت هي والكواكبالأخرى من بقايا الغازات والركام اللذان لم يدخلا في تركيب الشمس،تشكلت الأرض الغبية ولم تكن تعلم أن لن تستقر أبدا وأنها ليست إلاكوكبا كتب له الغثيان إلى أجل غير مسمى..
حوكمغاليلي حين كررها “إنها تدور إنها تدور”، مات فارتاح من دورانها الغريب ومن دوران الأفكار في أذهان سكانها الأكثر غرابة، مات غاليلي وبقيت فكرتة حية عن الأرض الميتة، فجاء بعده العديد ممن كان ليهم الفراغ والشجاعة، فقاموا ببناء نظريات علمية أسسوا من خلالها لمفهوم التطور ودرسوا الأحياء والكائنات الحية واتفقوا نوعا ما على أن الكائنات الحية تطورت عبر الأزمنة الجيولوجية، نظرا لعدة عوامل وظروف جيولوجية تعرض لها الكوكب المجهول..
خلال ملايين السنين التي مرت على نشوء الأرض خلقت كائنات نباتية وحيوانية بملايين الأنواع منها التي اختفت بسبب الازمات الجيولوجية ومنها التي صمدت ومنها التي تحولت..
لم يذكر في تاريخ الجيولوجيا يوما أن كائنات من نفس النوع اقتتلت في ما بينها للبقاء، لكن الصراعات بين أفراد الأنواع المختلفة كانت موجودة للحفاظ على التوازن، ملايين السنين والأرض تبحث عن الاستقرار المنشود إلى أن ظهر على ظهرها ذلك الكائن المتطور والذييرجى منه البحث عن الاستقرار، للأسف تغيرت المفاهيم وأصبح الإشكال أكبر. فمن كان الحل أضحى هو المشكل. فصاحب العقل الآن هو من تحول إلى مصاص دماء وتطوره لم يزده إلا غباء وغريزية.
ظهر الإنسان فأباح لنفسه قتل بني جنسه للانتقام لا للأكل، أباح لنفسه الإبادة التي لم تعرفعنالحيوانات المفترسة،أراد أن يدخل في حسابات التدمير التي كانت طبيعيةقبله متناسيا أنه لا يمثل على سطح الأرض إلا نوعا من الأنواع التي تقاوم الانقراض..
أبان الانسان على حيوانيتة بامتياز منذأن بدأ بإعمال العقل، فدمر نفسه ودمر غيره تحت ذريعة السيطرة، وما السيطرة إلا وهم لا يدرك، ومن يفكر فيها فليحاول السيطرة في نفسه أولا.
ليس الانسان إلا ذلك الكائن الجاهل وعلى مر العصور وحتى في الأساطير القديمة كانت السيطرة سائدة في فكره..
من السيف إلى القنابل كانالموت مصير الكل. تغيرت مفاهيم السيطرة ولكن لم يغير الموت لا من اسمه ولا عنوانه فهو في الانتظار!!
رأينا من الأساطير كفاية ورأينا من الخيال كفاية ولم نرى من الواقع إلا محاكاة غبية لكل ذلك..
مظاهر بشعة جدا لن تلونها الملوناتالحمراء وملايين الأشخاص يتساقطون وسط قانون جديد أسسلحقب جيولوجي غريب هو الحقب البشري حيث تم تجاوز الخيال حتىأصبحنا نرى امتصاص الدماء في وضح النهار..
مات الناس باسم الدين وماتوا باسم العلم وماتوا تحت مسمى الوطن، ومازال الإنسان يموت ولكن هذه المرة دون أسباب معروفة، وبما أن الازمنة الجيولوجية الغابرة تميزت بسيطرة الطبيعة علىكائناتها ومكوناتها، فهي تدفع ثمن تلك السيطرة بعد أن ظهر عليها كائن لا يعرف قيمة الحياة مادام يقتل في بني جلدته بكل برودة الدم، أبان الحقب البشري على أن العقل البشري وتطوره لا يزيد إلا من الأزمات ولن يؤدي إلا إلى انقراض حتمي لم يعد بعيدا!