تقرير أمريكي يؤكد أن الانقلاب في مصر تم بتخطيط أمريكي وتنفيذ من الجيش المصري..
هوية بريس – نبيل غزال
الثلاثاء 03 شتنبر 2013م
نشرت مجلة الـ”فورن بوليسي” الأمريكية تقريرا تحت عنوان “مرسى رفض العروض بازدراء.. ورؤية الجيش يمكن ترويضها”، تحدثت فيه عن كواليس آخر ساعات من حكم الرئيس محمد مرسي.
حيث نقل التقرير على لسان من وصفهم بكبار مستشارى الرئيس أنه بينما كان مرسى يجتمع في دار الحرس الجمهوري خلال ساعاته الاخيرة؛ كأول رئيس مصري منتخب؛ تلقى اتصالا من وزير خارجية إحدى الدول العربية مع عرض أخير لينهي المواجهة مع كبار القادة في البلاد.
وأن وزير الخارجية الذي قدم العرض قال أنه يتصرف على أنه مبعوث لواشنطن، وسأل إن كان مرسي يقبل أن يُنصب رئيس وزراء جديد ومجلس شورى له كافة الصلاحيات التشريعية وأن يستبدل المحافظين الذين اختارهم.
وقال مساعدو الرئيس أنهم كانوا بالفعل يعرفون ماذا ستكون إجابة مرسى، فقد رد سابقا على عروض مماثلة بإشارة بيده على عنقه قائلا: “دونها الرقاب“، وكما أخبر مساعديه مرارا أنه أخذ على نفسه عهدًا أن يموت قبل قبول ما اعتبره انقلابا حقيقا على السلطة، وبالتالي يعتبر بمثابة ضربة قاضية للديموقراطية المصرية.
وقال كبار مساعديه: ثم قام كبير مستشاريه للسياسة الخارجية “عصام الحداد” وغادر الغرفة للاتصال بسفيرة الولايات المتحدة آن باترسون ليخبرها أن الرئيس رفض، وعندما عاد قال أنه تحدث إلى سوزان رايس مستشارة الأمن القومي وأن الانقلاب العسكري على وشك أن يبدأ.
“ماما اخبرتنا أن اللعب سيتوقف في خلال ساعة واحدة فقط”.
ذلك النص يُنسب لمساعد الرئيس للسياسة الخارجية، باللعب على التعبير الساخر للمصريين حيث يدعون الدولة الغربية الراعية “ماما امريكا”.
وتابع التقرير وصف المشهد في مصر قبيل الانقلاب، وجاء في التقرير:
“كانت النهاية المفاجئة لأول حكومة مصرية إسلامية هي ذروة شهور من تصاعد الضغوط والعروض الأمريكية الغير مجدية في نهاية المطاف للوصول لحل وسط يـُبقى على السيد محمد مرسى في مكتبه المنتخب على الأقل في الإسم إن لم يكن في السلطة”.
ويضيف التقرير: أحد كبار مسئولي الإخوان المسلمين قال أن صلابة السيد محمد مرسى في الاستجابة إلى الاقتراح الأخير هو مزيج من المثالية والاصرار، والتي تجسدت في فترة حكمه، قد يكون مصيرها رئاسته.
وقبل وقت طويل في الخريف، قال أحد كبار مستشاريه: تحدثت إليه مجبرًا عن احتمالية الإطاحة به، فقال المستشار بقلق واضح أثناء أول أزمة سياسية كبرى: “هل تظن أن هذه هي ذروة الأمر؟ “لا”. قال السيد مرسى باستسلام: “عندما ترى دمي مراقا على الأرض عندها ستكون هذه هي ذروة الأمر”.
وكان مسئولون في الولايات المتحدة الأمريكية قد حثوا السيد مرسى مرارا وتكرارا للوصول لحل وسط مع المعارضة وإدراجهم في الحكومة، وفي دجنبر التقى الرئيس أوباما مع مستشار مرسي للشئون الخارجية “الحداد” في المكتب البيضاوي ليوصل تلك الرسالة، مستشار مرسى قال في نقطة واحدة: قالوا عرض أوباما للتدخل مع قادة المعارضة، أما السيد محمد البرادعى الدبلوماسى السابق لدى الامم المتحدة او عمرو موسى وزير الخارجية السابق في عهد مبارك، ولكن السيد مرسى رفض.
قال مستشارو الرئيس: “حاول مسئولو السفارة العمل كوسطاء، واقترح وزير الخارجية جون كيري تسمية محمد البرادعي كرئيس للوزراء، ولكن هذا العام أخبرت السيدة باترسون مساعدي الرئيس بحدة أن البعض في واشنطون بدأ صبرهم ينفذ”.
هكذا يعمل الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية على قلب كل نظام يهدد مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة، وقد كشفت وثائق الفيدرالية الأمريكية أيضا عن أموال ضخمة أغدقت على بعض معارضي الرئيس المنتخب محمد مرسي، بهدف خلق حالة الفوضى التي عمت مصر، والضغط لعزل الرئيس، ومساعدة الانقلاب العسكري الذي قاده الفريق عبد الفتاح السيسي.