إطلاق مشاريع مهيكلة كبرى في جهة الرباط سلا زمور زعير سنة 2014
هوية بريس – و م ع
الخميس 18 دجنبر 2014
شهدت جهة الرباط سلا زمور زعير، خلال سنة 2014، إطلاق مشاريع مهيكلة ستجعلها تتبوأ مكانة متقدمة ضمن الأقطاب التنموية الكبرى على الصعيد الدولي.
وعلى إيقاع هذه المشاريع الكبرى تتطلع جهة الرباط سلا زمور زعير إلى تحقيق قفزة نوعية ومتميزة في مسارها التنموي وهو ما سينعكس بشكل إيجابي على مختلف أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بهذه الجهة.
ويشكل البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط (2014-2018)، الذي أطلق عليه “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية” أحد أعمدة هذه المشاريع التي ستساهم في تعزيز التنمية، والارتقاء بعاصمة المملكة إلى مصاف العواصم العالمية الكبرى.
ويهم هذا البرنامج، الذي رصدت له اعتمادات مالية بلغت قيمتها تسعة ملايير و425 مليون درهم، صيانة وتثمين التراث الثقافي والحضاري للرباط، والمحافظة على المساحات الخضراء والمحيط البيئي للمدينة، وتحسين الولوج للخدمات والتجهيزات الاجتماعية للقرب ودعم الحكامة الجيدة، وحماية وتأهيل النسيج العمراني.
كما يشمل هذا البرنامج، الذي يستحضر روح ومبادئ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشاريع تروم تعزيز وتحديث تجهيزات قطاع النقل الطرقي والسككي وتطوير الحركية الاقتصادية والتجارية ودعم القطاعات المنتجة، وتعزيز وتقوية البنية التحتية والشبكة الطرقية.
ويهدف المشروع الثاني “وصال بورقراق” الذي يندرج ضمن البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط، الذي خصص له غلاف مالي يقدر بـ9,4 ملايير درهم، إلى تعزيز الإشعاع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمدينة، وبعث دينامية سوسيو-اقتصادية جديدة في المنطقة، وتعزيز البعد السياحي للمدينة وإحداث فرص الشغل.
ويتوخى مشروع “وصال بورقراق”، الذي أطلقه الملك محمد السادس في ماي الماضي تثمين الموروث العمراني والمساهمة في الإشعاع الثقافي لمدينتي سلا والرباط، خاصة بعد إدراج العاصمة في لوائح اليونيسكو باعتبارها موروثا عالميا، كما يسعى إلى إنعاش قلب مدينتي الرباط وسلا، وتمكين الساكنة من الاستفادة من بنيات تحتية ترفيهية وفضاءات للالتقاء.
كما سيتم في إطار هذا البرنامج المندمج الذي من المتوقع أن يخلق 12 ألف منصب شغل، بناء المسرح الكبير للرباط بسعة 2000 مقعد، ومتحف وطني للأركيولوجيا وعلوم الأرض، وعدد من دور الثقافة، ومركب سكني، ووحدات فندقية، وفضاءات مخصصة للأنشطة التجارية والترفيهية، وتهيئة الفضاءات الخضراء، فضلا عن إنجاز مشروع مارينا. وإلى جانب هذا المشروع التنموي الضخم، عرفت الجهة خلال سنة 2014 إطلاق برنامج التأهيل الحضري المندمج لمدينة سلا (2014/2016) الذي رصدت له استثمارات تجاوزت قيمتها مليار درهم.
ويروم هذا البرنامج الحفاظ على ثقافة وتراث المدينة، وتعزيز البنيات التحتية الأساسية، وتطوير قطاعي السياحة والصناعة التقليدية، ومحاربة السكن غير اللائق، كما يتوخى تلبية الاحتياجات الأساسية للساكنة وتسهيل الولوج إلى الخدمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الضرورية، فضلا عن الارتقاء بالمدينة إلى مستوى قطب سياحي وذلك بالنظر لمؤهلاتها المتنوعة التي ستجعل منها قطبا سياحيا وثقافيا متميزا سيساهم في تعزيز مكانة المدينة ضمن خريطة التراث العالمي الإنساني.
وعلى مستوى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تمت بجهة الرباط سلا زمور زعير خلال سنة 2014 الموافقة على تمويل 39 مشروعا باعتمادات مالية بلغت قيمتها 37 مليون و280 ألف درهم.
وتتوزع هذه المشاريع التي تهدف الى محاربة الهدر المدرسي، وتحسين الولوج للمدرسة، وإدماج الأشخاص في وضعية هشاشة ومواكبة الشباب في البحث عن شغل ودعم الجمعيات العاملة في مجال محاربة الهشاشة، وإدماج الأشخاص في وضعية صعبة، ودعم البنيات السوسيو-تربوية، وتشجيع التمدرس بالعالم القروي، على 15 مشروعا بعمالة الرباط (21 مليون و280 ألف درهم) و16 بعمالة سلا (7 ملايين درهم) وستة مشاريع بإقليم الخميسات (4,1 مليون درهم) ومشروعين بعمالة الصخيرات تمارة (9ر4 مليون درهم). وتأتي هذه البرامج التنموية الكبرى، لتعزز المنجزات التي تحققت بالجهة على مدى عقود في إطار الشراكة في أفق ترسيخ ركائز تنمية شاملة ومندمجة قوامها خلق توازن بين التطور الاقتصادي والتماسك الاجتماعي.