يوم دراسي بوجدة حول «الجهوية بالقطاع الصحي.. طموح واقع وآفاق»
هوية بريس – و م ع
السبت 27 دجنبر 2014
شكل موضوع “الجهوية بالقطاع الصحي طموح واقع وآفاق”، محور يوم دراسي نظمته اليوم السبت بوجدة الجمعية الوطنية لمتصرفي قطاع الصحة بتعاون مع المديرية الجهوية للصحة بالجهة الشرقية.
ويروم هذا اللقاء خلق فرص للمشاركة في النقاش العام الدائر بالقطاع حول مختلف الأوراش الإصلاحية التي تصب في اتجاه التأسيس لحكامة جديدة للمنظومة الصحية، تضطلع فيها كل فئة مهنية بدورها كاملا في احترام تام لمبادئ الاحترافية والمهنية وتقاسم الأدوار خدمة للمرفق العمومي للصحة ولمرتفقيه.
وأكد المدير الجهوي للصحة، عبد المالك كوالا، أن الهدف من هذا اليوم الدراسي هو تقييم عشر سنوات من الجهوية التي كانت أول تجربة في قطاع الصحة يتم إطلاقها من الجهة الشرقية من مدينة وجدة في سنة 2006، في إطار برنامج دعم تدبير القطاع الصحي (ميدا)، وذلك من خلال الوقوف عند ما تم إنجازه وما لم يتم إنجازه وكذا الإكراهات والمعيقات التي واجهت القطاع خلال هذه الفترة.
وأضاف أن هذا اللقاء شكل أيضا مناسبة لمناقشة مستقبل الجهوية في قطاع الصحة في ظل ما ينتظره من تحديات جديدة أمام تنزيل الجهوية الموسعة، وكذا القانون الذي سيطبق سنة 2015 المتعلق بقانون الخريطة الصحية والمخططات الجهوية للعرض الصحي التي سيتم العمل بها في إطار هذه الجهوية.
من جهته، أبرز رئيس الجمعية، ميري مولاي الهاشمي، البنيات التحتية الصحية التي عرفتها الجهة الشرقية، (كلية الطب والمركز الاستشفائي الجامعي…)، مشيرا إلى أن الوزارة مطالبة اليوم بتحيين جميع أفكارها وكافة وسائلها وآلياتها حتى يكون القطاع على استعداد لمواكبة التحديات التي ستحملها الجهوية الموسعة؛ خاصة في ما يتعلق بتحمل مسؤولية القرار الطبي على مستوى الجهة.
وأكد أن هذا اللقاء يتيح فتح نقاش حول الدور الذي ينبغي أن تقوم به كل فئة من الفئات المكونة للمنظومة الصحية في ظل التحديات المطروحة أمامها؛ خاصة في مجال الحكامة في تدبير الموارد البشرية والمالية، والتصور الاستباقي للحاجيات والبنية التحتية وكذا القضايا المرتبطة بالتكوين وتدعيم القدرات التنافسية للقطاع العمومي للصحة.
وأعرب عن أمله في أن يفضي هذا النقاش إلى مجموعة من التوصيات، أهمها هيكلة المديرية الجهوية للصحة بالشكل الذي يجعلها قادرة على رفع التحديات والقيام بمهامها كمحاور مباشر في المستقبل مع فعاليات الجهة، ومراجعة تقسيم الأدوار بين جميع المكونات والتي من شأنها أن تجعل من المنظومة الصحية قادرة على ضمان الحق في الصحة وتشجيع الاستثمار والمساهمة في التنمية الاقتصادية بصفة عامة.
من جانبه، أشار مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، عبد الكريم الداودي، إلى أن هذا اللقاء يأتي في إطار ورش الجهوية المتقدمة التي جعلت من الحكامة وسيلة فعالة لتحسين الخدمات في مجال الصحة، ويشكل أرضية للنقاش حول الموارد البشرية والمالية وكيفية تسييرها بشكل أمثل بهدف تقديم خدمة صحية مثالية للمواطن المغربي.
بدوره، استعرض محمد بوبوش أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، المسار الذي أخذه مفهوم الجهوية في المغرب منذ الاستقلال إلى اليوم، مبرزا في هذا الصدد الآفاق المستقبلية لعدد من القطاعات العمومية من بينها قطاع الصحة الذي سيكون في إطار الجهوية الموسعة أمام استقلال مالي وإداري للمديرين الجهويين ولمراكز الاستشفاء الجامعية.
وناقش اليوم الدراسي أيضا مدى نضج المقاربة الجهوية بقطاع الصحة من منظور أكاديمي جامعي يأخذ بعين الاعتبار تراكم التجارب وتطور الظرفية، كما تم تقديم شهادات لعدد من الأطر التي قامت بتدبير هذا الورش بالجهة الشرقية ومعرفة نظرتهم الحالية لهذا الإصلاح الذي شاركوا فيه عشر سنوات فيما قبل، ومدى مطابقة الواقع الحالي لما كان عليه طموحهم آنذاك ورؤيتهم للآفاق المستقبلية.