ثالث ولاية ألمانية تعتزم الاعتراف رسميًّا بالدين الإسلامي
هوية بريس – متابعة
الأحد 28 دجنبر 2014
رحَّب المجلس الأعلى للمسلمين -الذي يعد من أهم المؤسسات الإسلامية في ألمانيا- بإعلان حكومة ولاية سكسونيا السفلى الاعتراف رسميًّا بالدين الإسلامي اعتبارًا من مطلع العام الجديد، وتقنين الحقوق الدينية لسكانها بما فيها احتمال رفع حظر عمل المعلمات المسلمات بالحجاب المفروض في مدارسها الحكومية ومدارس ولايات ألمانية أخرى منذ العام 2004.
وجاء إعلان ولاية سكسونيا السفلى -التي يزيد عدد سكانها المسلمين عن ربع مليون نسمة من سكانها البالغين 7.7 ملايين، وفيها 200 مسجد- في مقابلة لرئيس وزراء الولاية شتيقان فايل، نشرتها أمس السبت صحيفة “هانوفريشا ألغماينا تسايتونغ” الصادرة في هانوفر عاصمة سكسونيا السفلى.
فيما أوضح فايل -المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم بسكسونيا السفلى- أن الاتفاقية التي ستوقعها حكومته مع أكبر ثلاث منظمات إسلامية بالولاية، جرى الإعداد لها منذ سبتمبر الماضي، وتهدف إلى دعم اندماج المسلمين في سكسونيا ودمج احتياجاتهم الدينية بقوانين الولاية.
وكشف رئيس وزراء سكسونيا السفلى -التي كانت أول ولاية تعين وزيرة مسلمة في حكومتها عندما عينت الألمانية ذات الأصل التركي إيغول أوزغان وزيرة للاندماج عام 2010- أن هذه الاتفاقية ستشمل الاعتراف بعيدي الفطر والأضحى كإجازة رسمية للتلاميذ والعمال المسلمين، وتقنين تدريس الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين ضمن المناهج الدراسية في مدارس الولاية.
بناء المساجد:
وذكر فايل أن هذه الاتفاقية ستنظم أيضًا الجوانب القانونية المتعلقة ببناء المساجد، وتأسيس أقسام لتخريج الأئمة والمعلمين المسلمين في جامعة هانوفر، وإجراءات الدفن وإقامة المقابر وفق التعاليم الإسلامية، وتقديم رعاية دينية للمسلمين في المستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية.
وأشار إلى أن تقنين العلاقة بين حكومة سكسونيا السفلى ومسلميها قد يشمل رفع الحظر المفروض منذ عام 2004 على عمل المعلمات المسلمات بالحجاب في مدارس الولاية، لافتًا إلى أن رفع هذا الحظر سيترك لتقدير إدارات المدارس وضمن المحافظة على “السلام المدرسي” فيها.
ويعد التقنين المعلن عنه لعلاقة الحقوق والواجبات المتبادلة بين حكومة ولاية سكسونيا السفلى والأقلية المسلمة فيها، ثالث اعتراف رسمي بالدين الإسلامي بعد اعتراف مماثل أصدرته ولايتا هامبورغ وبريمن عامي 2012 و2014.
من جانبه، تمنى رئيس المجلس الأعلى للمسلمين أيمن مزايك قيام ولايات ألمانية أخرى بإجراء مماثل لما قامت به سكسونيا السفلى، مشيرًا إلى أن الأقلية المسلمة في عموم ألمانيا سعت منذ أكثر من عشرين عامًا لهذا الاعتراف المقنن لحقوقها الدينية أسوة بالأديان الأخرى.
حقوق المسلمين:
وأوضح مزايك للجزيرة نت أن الاعتراف الرسمي بالإسلام إجراء قانوني يتم من خلاله مساواة المسلمين في الحقوق الدينية الممنوحة للمجموعات الدينية المعترف بها رسميًّا، وأن هذا الإجراء يدخل ضمن صلاحيات الولايات الألمانية الـ16 التي تضع كل ولاية منها مجموعة من الشروط إذا استوفتها المجموعات الدينية تعترف بها سلطات الولاية رسميًّا.
وأشار إلى أن تقنين الاعتراف بالإسلام في عدد من الولايات الألمانية يمكن أن يؤدي إلى سن الحكومة الألمانية اتفاقية دولة لتقنين علاقتها مع مسلمي البلاد المقدرين بأكثر من أربعة ملايين نسمة، على غرار الاتفاقية التي وقعها المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر عام 2003. واعتبر مزايك أن توقيع اتفاقية مماثلة مع الأقلية الألمانية المسلمة سيعد عند حدوثه حدثًا تاريخيًّا.
وكانت ثلاث ولايات ألمانية هي شمال الراين وبادن فورتمبرغ وهيسن قد أعلنت أنها بصدد الانتهاء من تقنين مساواة الدين الإسلامي بالأديان والمجموعات الدينية المعترف بها.
وفي ولاية العاصمة الألمانية برلين، أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أنه سيطرح على مؤتمره العام في يناير القادم مشروع قانون أعده لتقنين الحقوق الدينية للمسلمين المقدرين بنحو نصف مليون من سكان برلين البالغ عددهم أكثر من 3.5 ملايين نسمة.
وقال رائد صالح رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في البرلمان المحلي لولاية برلين – في تصريحات صحافية -: إن القانون الجديد يهدف إلى تعزيز اندماج المسلمين في العاصمة الألمانية، وإشعارهم بأنهم جزء من مجتمعها.