تقرير: الهجوم المغربي على السيسي تم بتوجيه من سلطة أعلى
هوية بريس – متابعة
الجمعة 02 يناير 2015
وصف الإعلام الرسمي المغربي ما جرى في مصر “بالانقلاب العسكري” على “رئيس شرعي منتخب”، خلال تقديمه تقريرا حول أبرز أحداث السنة الماضية، والتي فضلت الانطلاق من “انقلاب” 3 يوليو 2013، عوض انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيساً في 2014.
وعادت القناة الأولى في تقرير مفصل حول الإطاحة بالرئيس المنتخب، إلى الانقلاب العسكرِي في الثالث من يوليوز 2013، وتكرر لفظ الانقلاب 7 مرات على الأقل، قبل أن يعرج إلى الحديث عن ما أعقبه من اعتقالات، وأعمال قتل طالتْ 500 من المعتصمِين في ميدان رابعة العدويَّة بالقاهرة.
واستغرب مسؤول في الشركة الوطنيّة للإذاعة والتلفزة، ورود هذا التقرير على القناة الأولى، معلناً عن صدمته من كونه جاء في أولى النشرات للعام الجديد مساء الخميس، وهي التي وصف مضمونها وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السلطة بـ”الانقلاب”، مسجلاً أن الأمر قد يكون تم بأمر من جهات عليا فوق حكومية”.
وتابع المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، “أن الموقف الرسمي المغربي كان إلى حدود ما قبل التقرير، مؤيداً لعبد الفتاح السيسي باعتباره رئيساً منتخباً لمصر، لكن بعد هذا التقرير لم نعد نعلم حقيقة الموقف، خاصة وأنه جاء من غير مقدمات”.
المسؤول في القناة، قال في تصريحه لموقع “عربي21” إن “التقرير تم بإيعاز من سلطة أعلى من وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، الذي وإن كان مكلفاً بالإشراف على القطاع، إلا أن التدبير الحقيقي والفعلي له يظل خاضعاً لأطراف مقربة من القصر، خاصة وأن الملك من صلاحياته تعيين وعزل المسؤولين الإعلاميين في القنوات الرسمية”.
من جهته طرح عبد الرحيم العلام، الباحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية، ما أسماها بالفرضيات الممكنة لقراءة هذا المعطى المستجد في العلاقة المغربية-المصرية، مسجلاً أن “الأمر مازال مبكراً للتأكيد الحاسم لأي من السيناريوهات، هو الأقدر على تحليل هذا التحول في الموقف من الحدث المصري، خاصة أن هناك معطيات غير متأكّد منها قد تساعد على فهم ما حدث بشكل جيد، وقد تضيف سيناريو آخر… كما أن الإعلام المصري سيتفاعل بشكل كبير مع ما حدث”.
واستهل عبد الرحيم العلام، أولى فرضياته متسائلاً “هل كانت زيارة الملك للإمارات العربية -التي تدعم السيسي- “فاشلة”، الأمر الذي دفع بمحمد السادس لمغادرة الإمارات صوب تركيا المُناهضة للسيسي، وذلك كرد فعل على سوء تعامل الإمارات”، معتبراً أن “ما يرجح هذه الفرضية هو أن المغرب أعاد علاقاته الدبلوماسية مع إيران، العدو اللدود للإمارات والسعودية بعد انقطاع دام أكثر من 8 سنوات (منذ 2005)”.
ويضيف في الفرضية الثانية، “هل يتعلق الأمر بموقف مصر من “الصحراء” في ظل تقاربها مع الجزائر، سيما وأن مصر عادت إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي بفضل الجزائر، إضافة إلى حملة تغطية إعلامية كبيرة لمخيمات تندوف، وتسليط الضوء على قضية الصحراء من خلال بعثات صحفية وروبورتجات ومقابلات مع شخصيات سياسية من جبهة البوليساريو”، ويعقب العلام: هذا السيناريو مرجح بشكل كبير، خاصة في ظل الزيارة المرتقبة للسيسي إلى الجزائر”.
ثالث الفرضيات، التي يطرحه العلام تتعلق بـ”قرصة أذن” يُوجهها النظام المغربي عن طريق الإعلام، من أجل ردع الإعلام المصري الذي تورط أكثر من مرة في مهاجمة بعض السياسات الملكية.
ويتساءل العلام “هل هناك استراتيجية لإعادة ترتيب المنطقة، بناء على تنسيق أمريكي، روسي، إيراني، تركي، سعودي، إماراتي، قطري، من أجل حل مشكلتيْ مصر وسوريا”.
وقال الخبير في العلاقات الدولية محمد تاج الدين الحسيني لـ”عربي21″، “إن التواطؤ المفضوح الجاري بين النظامين العسكريين في مصر والجزائر، بالإضافة لزيارة العاهل المغربي لتركيا ولقائه بأردوغان، خاصة أمام الخصومة التركية المصرية، عاملان قد يفسران التحول الحاصل في الإعلام المغربي”.
وأضاف الحسيني أن “السيسي لم يأت عن طريق صناديق الاقتراع بل على ظهر دبابة، وأن الانتخابات بعد ذلك زكت واقعاً، فأصبح الوضع أسوء من زمن مبارك حقوقياً وعلى مستوى الحريات السياسية، التي أصبحت أفظع من زمن مبارك”.
الحسيني قال إنه “آن الآوان لتعود مصر إلى جادة الصواب، والتراجع عن حظر جماعة الإخوان المسلمين، التي يعرف الجميع أنها ليست إرهابية، كما أن حكاية هيمنتها على الدولة التي روجت حيال فوزهم بالانتخابات، يفندها تغلغل الجيش في مؤسسات الدولة وتلقيه للمساعدات الأمريكية، وهيمنته على الاقتصاد المصري”.