هل تنتهي النصرانية في أوروبا قريبًا؟
هوية بريس – متابعة
الأربعاء 07 يناير 2015
كشف تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت” أن مئات الكنائس قد أُغلقت أو مهددة بسبب خلوها من العضوية، مما يطرح سؤال ملحًّا: ماذا تفعل بمبانٍ غير مستخدمة؟
في مدينة أرنهام بهولندا، تحدث الكاتب عن كنيسة “سينت جوزيف” القديمة الفخمة التي تسع لألف مصلٍّ، والتي هي بحاجة ماسة للإصلاح، حُولت قاعتها العامة المهجورة إلى ساحة لألعاب لوح التزلج، وفقا للمفكرة.
وقال التقرير: هي واحدة من مئات الكنائس، أُغلقت أو أصبحت مهجورة، وهذا يثير إشكالية بالنسبة للمجتمعات وحتى الحكومات المحلية في جميع أنحاء أوروبا الغربية: ماذا تفعل بمبانٍ كانت مقدسة وأصبحت اليوم فارغة من ريف بريطانيا إلى الدنمارك؟
وأضاف التقرير: إن قاعة التزلج قد لا تدوم طويلًا، فالكنيسة التي كانت فاخرة يومًا ما، تبدو اليوم هرمة متضررة من تسرب المياه، وتحتاج إلى ترميم بشكل سريع، فيما ترسل بلدية المدينة فواتير الضرائب للمتزلجين، وتحاول الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، التي تملك البناية، بيعها بسعر لا يستطيع المتزلجون دفعه.
وتتكرر معاناة هذه الكنيسة، التي تحولت إلى قاعة للتزلج، في جميع أنحاء أوروبا، التي رعت “المسيحية” لمدة طويلة، لتصبح علمانية وبلا هوادة.
ويرى التقرير أن إغلاق الكنائس يعكس الضعف السريع للدين في أوروبا، وهي ظاهرة مؤلمة لكل من المتدينين ومن يرون في الدين عامل توحيد عامل في مجتمع غير متجانس.
وتنقل الصحيفة عن الناشطة، “ليليان غروستواغرز”، التي كافحت من أجل إنقاذ الكنيسة في مدينتها الهولندية، قولها: “في هذه البلدات الصغيرة، هناك مقهى وكنيسة وعدد من البيوت، إن تخلينا عن الكنيسة فسيكون هناك تحول كبير في بلادنا”.
في حين، كما كتبت الصحيفة، فإن اتجاهات الأديان الأخرى في أوروبا لا تتطابق مع تلك التي آلت إليها “المسيحية”. فاليهودية الأرثوذكسية، وهي السائدة في أوروبا، حافظت على وضعها نسبيًّا، هذا في الوقت الذي نما فيه الإسلام في ظل تزايد الهجرة من الدول الإسلامية في أفريقيا والشرق الأوسط.
وقد ارتفع عدد المسلمين في أوروبا من نحو 4.1٪ من إجمالي عدد سكان أوروبا في عام 1990 إلى حوالي 6٪ في عام 2010، ومن المتوقع أن يصل إلى 8٪ أو 58 مليون شخص بحلول عام 2030، استنادا لمركز بيو للأبحاث في واشنطن.