الغارديان: هذه حقيقة مسؤولية الغرب عن خطاب الكراهية.. تدمير العراق وفلسطين
هوية بريس – متابعة
الجمعة 09 يناير 2015
علقت صحيفة غارديان بأنه لا ينبغي إلقاء ملامة هذه المجزرة على مسلمي فرنسا الذين روّعهم هؤلاء المجرمون ووجدوا أنفسهم يواجهون رد فعل عنيف.
وعزت الصحيفة سبب الهجوم إلى رواسب تاريخية قبل نحو نصف قرن، وأنه لا يزال هناك شعور قوي بالاستياء بين المجتمعات المغتربة التي تعيش في المناطق السكنية بضواحي العاصمة الفرنسية، وكثير منهم مسلمون أصلهم من شمال أفريقيا ويشكون من أن التمييز ضدهم يمتد إلى كل ميادين الحياة، من السكن والعمل إلى حق التعبير الديني، وفقا للمفكرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطاب الكراهية ضد الدين ساد في فرنسا الحديثة ويتم التلاعب به لأغراض سياسية من قبل اليمينيين واليساريين، كما أن سياسة الهجرة تشكل جزءا أساسيا لكل هذا الخطاب.
وفي السياق، كتبت صحيفة غارديان أيضا أن المشتبه به الرئيسي في الهجوم على الصحيفة الفرنسية الساخرة كان عضوا نشطا في شبكة فضفاضة من المتشددين الفرنسيين لأكثر من عشر سنوات وامتدت من سوريا إلى بريطانيا. وأشارت إلى أن شريف كواشي (32 عاما) كان قد سجن لمدة 18 شهرا لدوره في شبكة إرسال متطوعين للقتال إلى جانب مقاتلي القاعدة في العراق بين عامي 2003 و2005، وقد تم التحقيق معه لتورطه في خطة لتهريب متطرف مخضرم من السجن عام 2010.
كاتب فرنسي: الغرب ينسى أنه دمر العراق وسحق الفلسطينيين
علق الكاتب الصحفي الفرنسي الآن جريش مدير تحرير اللوموند الفرنسية علي حادث مجلة “شارلي أبيدو” منتقدا دور الحكومات الغربية في تغذية التطرف قائلا: “ينسى هذا الغرب أنّ ما يغذّي التطرف هو سياسة فعلية تمثلت في العقد الأخير في تدمير العراق، وسحق الشعب الفلسطيني، وهجمات الطائرات من دون طيار في اليمن والصومال التي أدت إلى عشرات الضحايا المدنيين. اعترف وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بهذا الأمر، حين قال، إنّ عدم حل القضية الفلسطينية تسبب في موت عشرات الأميركيين؛ لأنّ ذلك يغذي الحقد ضد القدر المكتوب لهذا الشعب”.
وأضاف “ستكون هناك، دوماً، مجموعات متطرفة جاهزة للاعتداء على مدنيين. مواجهة هذه المجموعات تقع على عاتق الشرطة، وليس الجيش والتدخل العسكري. من أجل ضرب قوة هذه المجموعات، يجب على الدول الغربية أن تفرض بشكل أساسي على إسرائيل إنشاء دولة فلسطينية. كذلك عليها أن تسعى إلى مراجعة استراتيجيتها والدخول في نقاش حول أسس “الحرب ضد الإرهاب” التي أطلقتها الدول الغربية و”المجتمع الدولي”، بعد توسع تنظيم الدولة الإسلامية.
وذكر “مع وضوح نتائج هذه الحملة (زيادة العنف حول العالم، تبرير الاعتداءات ضد الحريات، والتشريعات الجديدة المناهضة للإرهاب، وتفاقم التوترات المذهبية، والمزيد من التأييد للديكتاتوريات في الشرق الأوسط) ألم يحن الوقت للمراجعة؟ يجب التذكير، هنا، بأنّ موجة الربيع العربي في 2011-2012 أدت إلى تراجع نفوذ القاعدة وأفكارها المتطرفة؛ لأنّ الانتفاضات فتحت المجال أمام التحول السياسي والديمقراطي في الدول العربية. إذا أغلق هذا المجال الديمقراطي، لن يبقى سوى العنف”.