حقيقة الصفقة التي قصمت ظهر اليمن.. حسب كاتب بريطاني
هوية بريس – متابعة
السبت 24 يناير 2015
تحدث الكاتب البريطاني “توم فين” عما أسماه الصفقة التي قصمت ظهر اليمن، في تحليل نشره موقع “ميدل إيست آي” وحاول فيه تفسير ما يجري في اليمن، بما في ذلك سيطرة الحوثيين على البلاد.
ويقول الكاتب في مقاله: إنه بعد عقود من الاستبداد الذي مارسه صالح ظن اليمنيون أنهم تخلصوا منه بعد أن حل محله نائبه عبد ربه منصور “فبعد شهور من التظاهرات الجماهيرية حصلت البلاد ولأول مرة من 33 عامًا على رئيس جديد. رأى البعض في ذلك مناسبة تاريخية، وفرصة لتجاوز فصل قاتم واتخاذ خطوات إلى الأمام باتجاه الديمقراطية”.
ويضيف أن هادي على مدار توليه منصب نائب علي عبد الله صالح لم يكن يفعل سوى “قص الشريط وينوب عن صالح بكل انصياع في مناسبات اجتماعية تلتقط فيها الصور التذكارية، وهذا ما أكسبه لقب “حرم السيد صالح”. وهناك من أطلق عليه لقب “صنم”, ونظرًا لأنه كان باستمرار يعمل في ظل صالح، فقد تشكك كثيرون فيما إذا كان هادي يتمتع بالفعالية السياسية التي تمكنه من التحرر من نفوذ مديره السابق في العمل”، وفقا للمفكرة.
ويرى “توم فين” أن انقسام الجيش واستمرار الآلاف من المتظاهرين في الاعتصام في مخيمات أقيمت في مدن تعاني من انقطاع الكهرباء ونقص حاد في المياه، أنيط بهادي حكم بلد تعرض للإفقار والتقسيم، حتى قال بعضهم: إن أصعب مهمة في العالم قد أوكلت إلى رجل حظه من الممارسة السياسة يسير.
ويتطرق الكاتب إلى المبادرة الخليجية التي أخرج بموجبها علي عبد الله صالح من السلطة في عام 2012، مشيرا إلى أنه نجم عنها عقد مؤتمر حوار وطني لستة شهور شاركت فيه جماعات كثيرة – القبائل، والإسلاميون، ممن أنجزوا معًا الإطاحة بصالح، وذلك في محاولة لمساعدتهم على حل الإشكالات القائمة فيما بينهم والتخطيط لما سيؤول إليه وضع اليمن دون حاكم دكتاتور، وكان الهدف من ذلك هو إبرام عقد اجتماعي جديد، وكتابة مسودة دستور والإعداد لانتخابات حرة ونزيهة تجرى في عام 2014.
ورأى “فين” أن الاتفاقية شابتها عيوب خطيرة: “فبدلًا من سجن أو معاقبة الرئيس السابق وأفراد عائلته، ظل صالح حرًّا طليقًا، ويحظى بحصانة ضد المحاكمة بل ويحتفظ بمنصبه رئيسًا للحزب الحاكم، المؤتمر الوطني العام”
في النهاية يتساءل الكاتب: “هل كانت الصفقة الخليجية، التي لم تتجاوز إعادة ترتيب نفس أوراق اللعبة السياسية، محكومًا عليها بالفشل منذ البداية؟ هذا أمر قد يتناول بالنقاش بين مجيب بنعم ومجيب بلا. إلا أن ما هو جلي هو أن “نموذج اليمن”، الذي أثنى عليه مؤخرًا الرئيس أوباما، كان زائفًا، أو مجرد خطة نصف ناضجة لرتق بلد عانى على مدى عقود من التمزيق والتفتيت على يد حكامه أنفسهم.
لم يكن خروج صالح من السلطة عام 2012 بداية عملية انتقال سياسي في اليمن، بل كان ذروة ما توصلت إليه الفصائل المتنافسة داخل الطبقة السياسية في اليمن من صفقة كان الوسطاء فيها دبلوماسيون أمريكان. لقد تجنبت تلك الصفقة إجراء انتخابات حقيقية كما تجنبت محاسبة الحكومة التي مارست العنف الدموي في قمع المتظاهرين”.