الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدين عملية حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة
هوية بريس – متابعة
الأربعاء 04 فبراير 2015
أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان له قيام تنظيم الدولة بالشام بإحراق الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة، واتهم التنظيم بالتشدد والانحراف عن تعاليم الدين الإسلامي الصحيح، مؤكدا أن تصرفات “داعش” تسيء إلى إسلام الرحمة للعالمين، ولا تخدم سوى أعداء الإسلام.
كما أشار الاتحاد إلى أن السنة الصحيحة تؤكد أنه لا يعذب بالنار إلا رب النار، ويقدم الاتحاد عزاءه إلى الشعب الأردني وملكه وحكومته وقبيلة الكساسبة، وهذا نص البيان:
“الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه (وبعد)
استقبل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بقلق وأسى بالغين، نبأ قيام ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام -داعش- بإحراق الطيار الأردني الأسير لديهم معاذ الكساسبة حتى الموت، مؤكدين استمرارهم في السير على نهج متطرف وغريب على الأمة الإسلامية، والإسلام من جرائمهم براء، وهم يقومون بإحياء سنة كنسية كانت في القرون الوسطى ضد المخالفين ولتنصير الأندلسيين، وكل ذلك مدان، ومحرّم في ديننا الحنيف.
والاتحاد إزاء هذا العمل الإجرامي البشع، يؤكد على ما يلي:
1- يدين الاتحاد بشدة قتل تنظيم “داعش” الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة بالإحراق حتى الموت، ونصف الحادث بالإجرامي، وبأنه مخالف للشرع الحنيف، وللسنة النبوية الصحيحة، ولعمل المسلمين خلال القرون، وأنه لم يراع أصول الشرع ولا قواعد اجتهاد فقهي سليم ولا غيرها من ضوابط إصدار الفتوى أو الحكم الشرعي.
2- يؤكد الاتحاد على أن هذا التنظيم المتطرف، لا يعبر عن الإسلام في شيء، وإنما تسيء تصرفاته للإسلام دائماً، مما يؤكد تورطه في مؤامرات ممتدة شرقاً وغرباً تهدف للإساءة إلى الإسلام وأهله.
3- كما يشير الاتحاد إلى أن إحراق الطيار معاذ الكساسبة، لا يبرره كونه محارباً لهم، حيث إن له حقوق الأسير وفق الشرع والقوانين والأعراف، إضافة إلى تجاهلهم لقواعد الاجتهاد وفقه المآلات، وإلى أحاديث نبوية شريفة صحيحة (إنما يعذب بالنار رب النار)، وفي حديث آخر (وأن النار لا يعذب بها إلا الله)، والعديد من الأحاديث وآراء الأئمة والفقهاء والمجتهدين عبر العصور، وضرورة عرض مثل هذه الأمور على علماء الأمة للنظر فيها في ضوء معطيات العصر واختلاف المواقف والأزمنة عن فتاوى قد تكون صدرت في عصور معينة ولأسباب معينة وبضوابط أو قيود معينة، إلى غير ذلك من قواعد الاجتهاد والاستنباط وفق المعايير الشرعية.
4- يدعو علماء الأمة الإسلامية إلى الوقوف وقفة جادة في وجه هذا الفكر المتطرف والمتشدد والمنحرف، وتبيان الحق للناس، وكشف هذا الشذوذ الفكري والمنهجي، والتصدي لمثل هذه التنظيمات التي تشوه وتسيء للدين الإسلامي وصورته أمام العالم أجمع.
5- يقدم الاتحاد العالمي عزاءه إلى الشعب الأردني الشقيق وملكه وحكومته وقبيلة الكساسبة، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء. ونعتذر للناس جميعا عن الإساءة إلى الإسلام.
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
الأمين العام: أ. د. علي محيي الدين القره داغي
رئيس الاتحاد: أ. د. يوسف القرضاوي”.