تعليق الشيخ البشير عصام المراكشي على حادث إحراق الطيار الأردني
هوية بريس – متابعة
الخميس 05 فبراير 2015
كتب الشيخ البشير عصام المراكشي في صفحته الرسمية في “فايسبوك”: “تعليقي على حادث إحراق الطيار الأردني في سوريا، في نقاط مختصرة:
• لا يجوز التقتيل بالنار، وفي الباب أدلة حديثية صريحة. وهو مذهب جماهير العلماء.
• على فرض الجواز تنزلا، فإن مراعاة قواعد المصالح والمفاسد تقتضي المنع، قولا واحدا. وهذا شيء كنا نقوله عن حوادث التقتيل التي سبق لهذا التنظيم ارتكابها، وما يصاحب ذلك من تمثيل بالجثث وتصوير ونشر، لا يُشك في ما تشتمل عليه من المفاسد الشرعية الواضحة.
• الجهاد لا يأتي بثماره الدعوية إلا إن صاحبه نبل وشهامة، واشتمل في ضمنه على رقة ورحمة. وعلى هذا كان جهاد الحبيب صلى الله عليه وسلم، وجهاد الصحابة الأولين. بل على هذا كان جهاد الرعيل الأول من أهل الجهاد في هذا العصر، رحمة الله عليهم.
• الرجل طيار حربي وليس مدنيا. وقد أُسر في معركة كان يشارك فيها بالقصف الجوي. والقصف الجوي منذ بدء استعماله في الحروب لا ينفك عن قتل المدنيين وإحراقهم. فليُستحضر هذا قبل المبالغة في خلط الأوراق، والشحن العاطفي.
• التركيز الإعلامي على قتل الرجل الواحد، وإغفال الآلاف المؤلفة الذين يقتلون كل يوم على أيدي من يدّعون المدنية والحضارة، كيلٌ بمكيالين مختلفين، لا يزيد القلوب إلا غليانا، ولا المواقف إلا تشددا، ولا النفوس إلا جنوحا إلى غلو أعظم.
ومن يزرع الأشواك، لم يجن منها الزهور!
ويذكرني هذا بقول الشاعر أديب إسحق مترجما كلاما لفكتور هوجو – وله قصة:
قتل امرئٍ فـي غابةٍ***جريـمةٌ لا تُغـتَـفـر
وقـتـل شـعــبٍ آمـنٍ***مسأَلـةٌ فـيها نـظـر
والـحــقُّ للــقــوَّةِ لا***يعطاهُ إلاَّ مَـن ظـفـر
ذي حالة الدنيا فكن***من شرّها عَلَى حذر
• سلطة الصورة وخضوع الناس في عصرنا لها، تجعلهم يتأثرون بقتل الواحد إذا رأوا ما في قتله من البشاعة، ولا يتأثرون بقصف مدينة، يذهب ضحيته الآلاف، تحريقا وتقطيعا وتدميرا، لكن دون صورة توثق ذلك!
• استغلال الحادثة والزخم الإعلامي والعاطفي لتصفية الحسابات مع فقيه مجتهد خصوصا، أو مع دعوة علمية إصلاحية عموما، أو مع التراث الفقهي والعقدي الإسلامي بشكل أعم: جُبن فكري لا يرتاب فيه.
والله الموفق”.