إندبندنت: لماذا تجاهل الإعلام مقتل المسلمين الثلاثة بأمريكا؟
هوية بريس – متابعة
الخميس 12 فبراير 2015
تساءلت الكاتبة صبرية برفير، وهي مسلمة بريطانية، في صحيفة “إندبندنت”، عن سبب عدم اهتمام الإعلام الغربي بمقتل ثلاثة شباب، وهم رجل وامرأتان، حيث قام قاتل بإطلاق النار عليهم بدم بارد في نورث كارولينا. وأدى هذا إلى ردود أفعال غاضبة من المسلمين، حيث قاموا ومؤيدوهم بتنظيم حملة “هاشتاغ مسلم ماترز”.
وترى برفير أن عدم تغطية الإعلام للحادث يرجع لكون الضحايا مسلمين، وتقول: “كنت أجهز أبنائي لأخذهم للمدرسة هذا الصباح، عندما دق هاتفي للإشارة عن وجود إشعار جديد، نظرت ووجدت كلمات (إطلاق نار على مسلمين في تشابل هيل)، عندها تجمدت، وشعرت بالقشعريرة تسري في جسدي، وذهبت بعدها حالًا أفتش في “تويتر”، في محاولة يائسة للتعرف على ما جرى. من هم هؤلاء الثلاثة؟ لماذا قتلوا؟ وهل المسلمون لم يعودوا آمنين في بيوتهم؟ وهل كان ما حدث هجومًا عرضيًّا؟ وكنت في سري آمل أن يكون هذا الأخير هو السبب”.
وتمضي قائلة: “ربما حدث الهجوم حوالي الساعة العاشرة مساء بتوقيت بريطانيا، وعندما تصل أخبار من هذا النوع فالإعلام المطبوع ربما يكون أرسل طبعته النهائية للطباعة قبل ورود الخبر. ولكن هناك الفِرق المناوبة في الليل، وهم الذين يراقبون الأحداث حول العالم فيما ينام الناس”.
وتشير الكاتبة إلى أن “مجموعة قليلة من المواقع ذكرت الحادث، مثل (الجزيرة) و(أسوسيتد برس) و(إندبندنت)، وهي التي غطت الأحداث في ذلك الوقت. وفي وقت كتابة هذه المقالة ربما لم يتغير الوضع، ولهذا السبب يشعر الناس بالغضب، خاصة أن الكثير من الصحف لم تتحدث عن الجريمة، هل حياة المسلمين ليست مهمة؟ وهل دمنا رخيص؟ ولماذا لا نحصل على اهتمام الإعلام عندما ترتكب جريمة ضدنا؟”.
وتبين برفير أن “الضحايا الثلاثة هم ضياء شادي بركات وعمره 23 عامًا، وزوجته يسر محمد أبو صالحة وعمرها 21 عامًا، وشقيقتها رزان محمد أبو صالحة وعمرها 19 عامًا. وكان ضياء من المشجعين المعروفين لكرة السلة، ويعتقد أنه كان يدرس طب الأسنان في جامعة نورث كارولينا، وتطوع في جمعية خيرية لتقديم الدعم الطبي لأطفال فلسطين، أما شقيقة زوجته فقد كانت تشرف على مدونة تظهر اهتمامها بالتصوير والفن”.
وتلفت الكاتبة إلى أن “الضحايا كانوا شبانًا متقاربين في العمر، يشعون بالحياة والنشاط. وتظهر رسائل التعزية أن ضياء ورزان ويسر كانوا ناشطين في مجتمعهم، وكانوا متعاطفين مع قضاياه”.
وتوضح برفير أن “آخر رسالة كتبها ضياء على صفحته على فيسبوك كانت عن عمله في تقديم العناية الطبية والمساعدات الغذائية للمحتاجين”.
وتؤكد الكاتبة أن “هؤلاء الضحايا كانوا يستحقون ولو ذكرًا في الإعلام، فأنت لست بحاجة لأن تكون مسلمًا حتى تشعر بمأساة هؤلاء الذين قتلوا بدم بارد، وكل ما تحتاجه هو أن تكون إنسانًا”.
وتجد برفير أنه “مع مواصلة الحرب على الإرهاب، وتزايد الهجمات الإرهابية فقد شعر المسلمون بآثارها أكثر من أي وقت مضى”.
وتذكر الكاتبة أنه “تم تحميلنا اللوم، وأصبحنا كبش فداء وهوجمنا؛ لأننا لم نفعل ما فيه الكفاية. وفي هذا كله فقد نسينا حقيقة بسيطة، وهي أن الحقد يولد الحقد، فكلما صورت مجتمعًا بأنه غريب وأنه مصدر تهديد وخارج عن السياق، نزعت عن أفراده الإنسانية، وقد حدث هذا بالطريقة التي قتل فيها هؤلاء الشبان، فلم تكن هناك رغبة للتعامل معهم مثلما يتم التعامل مع ضحايا الإرهاب الآخرين”.
وتختم برفير مقالتها بالقول: “حتى نمنع هذا من الحدوث مرة أخرى، نحتاج لأن نأخذ خطوة للوراء، ونتذكر أنه يجب عدم التسامح مع أي شكل من أشكال الإرهاب، إننا بشر نحمل الهموم ومظاهر القلق ذاتها. وعليه فيجب أن نتحد ضد كل أشكال الإرهاب، أيًّا كان فاعله”.