الإعلام الأمريكي متهم بالكيل بمكيالين في حادثة قتل ثلاثة مسلمين
هوية بريس – أ ف ب
الخميس 12 فبراير 2015
أثار مقتل ثلاثة طلاب مسلمين في الولايات المتحدة عاصفة من الانتقادات ضد المعايير التي يعتمدها الأعلام بل إن البعض ذهب إلى اتهام الصحافيين بأنهم لا يبالون كثيرا عندما يكون الضحايا مسلمين.
ووضع قاتل الطلاب الثلاثة، كريغ ستيفن هيكس (46 عاما) في الحبس بعد اتهامه بارتكاب الجريمة التي وقعت قرب حرم جامعة تشابل هيل ذائعة الصيت في شمال كارولاينا (جنوب شرق).
ولم يتم الكشف عن تفاصيل الجريمة من قبل الإعلام إلا ببطء شديد في الساعات التالية للمأساة فيما كان آلاف الأشخاص ينقلون آخر التطورات على شبكات التواصل الاجتماعي.
وفيما كانت وسائل الإعلام الأميركية تبدأ في نشر الخبر، كانت آلاف التغريدات انتشرت مع هاشتاغ #حياةالمسلمين ذات قيمة# في استلهام للهاشتاغ #حياة السود ذات قيمة# الذي انتشر بعد مقتل سود على يد رجال شرطة في الولايات المتحدة. وفي نفس الوقت كانت التحليلات تتكاثر حول صمت وسائل الاعلام على دوافع القاتل.
ولم يتأخر إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، في وصف قتل الطلاب الثلاثة بـ”الهجوم الإرهابي العنصري” الذي “يكشف الوجه القبيح للإسلاموفوبيا”.
وفي بيان، أدان نجم “صمت الإعلام الأميركي” على الجريمة.
وأشار خبراء إلى الحذر، إن لم يكن التحفظ في الحديث عن دوافع الجريمة وقارنوا بين هذا الموقف والتغطية الإعلامية الجريئة التي تحظى بها عادة الجرائم التي يرتكبها مسلمون.
وفي قطاع غزة، تجمع عشرات المتظاهرين للاحتجاج على التغطية الإعلامية لمأساة تشابل هيل.
وقال سعيد الحاتم المتحدث باسم الكتلة الإسلامية وهي حركة طلابية مرتبطة بحماس لفرانس برس “إننا نعتبر ما حدث عملا إرهابيا وندعو الإدارة الأميركية إلى ملاحقة هذا النوع من الجرائم قضائيا كما يحدث مع مجرمي الحرب”.
وكان القاتل الذي سلم نفسه إلى الشرطة، كتب تعليقات تتضمن انتقادات للأديان على صفحته على فيسبوك كما وضع صورته وصورة مسدسه.
وتحقق الشرطة الأميركية لمعرفة ماذا إذا كان إلحاده ومعارضته للأديان يمكن أن يكون الدافع وراء جريمته، في حين أشارت العناصر الأولية للتحقيق إلى مشاجرة بين جيران قد تكون السبب في الجريمة.
ورفض محمد أبو صالحة، والد الشابتين يسر أبو صالحة (21 عاما) ورزان أبو صالحة (19 عاما) اللتين قتلتا مساء الثلاثاء مع ضياء شادي بركات (23 سنة)، فرضية العراك.
وأكد أن إحدى بناته قالت له يوما إن هيكس “يكرهنا لما نحن عليه وبسبب مظهرنا”، في إشارة إلى أنهن محجبات.
وقالت زوجة القاتل لشبكة “سي إن إن” “هذا الحادث لا علاقة له مطلقا بالدين أو بمعتقدات الضحايا”، لكنه مرتبط “بمشاجرات متكررة حول موقف السيارات بين زوجي والجيران، وجيراننا من أصول عرقية مختلفة ويعتنقون ديانات مختلفة”.
ويقول هشام هيلر، المحلل المتخصص في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي والمقيم في القاهرة، إنه من “المثير للدهشة أن ترى المقاربة المعتدلة والحذرة التي يتبناها الإعلام عندما يتعلق الأمر بشخص من القوقاز غير مسلم يقتل ثلاثة من الشبان”.
ويضيف “هذه هي المقاربة الصحيحة لكن ينبغي أن يتم تبنيها طوال الوقت”.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، طلب كثيرون من الملحدين الاعتذار كما يطلب البعض في أحيان كثيرة من المسلمين الاعتذار عن جريمة ارتكبها متطرف إسلامي.
وعلق الصحافي المصري محمد الدهشان قائلا: “حتى لو كنت أفهم أن فارق التوقيت لعب دورا، ولو كنت أقر بأن الإعلام الأميركي استيقظ أخيرا فإن التأخير كان فجا”.