ماذا أعدت وزارة الأوقاف لمواجهة خطر التنصير والتشيع والعلمانية؟
ذ. نبيل غزال
هوية بريس – السبت 16 فبراير 2015
تتهدد المغرب العديد من المذاهب والعقائد الباطلة الهدامة؛ المخالفة لأصول أهل السنة والجماعة جملة وتفصيلا؛ أبرزها العلمانية والتنصير والتشيع؛ وقد شهدت الساحة الوطنية خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الجولات والأحداث بخصوص محاولة تغلغل بعض هذه المذاهب عنوة إلى المغرب ومحاولة التوسع وبسط مزيد من النفوذ من مذاهب أخرى.
خطر التنصير
المنصرون كانوا ولا زالوا يعملون بجد ومثابرة للدعوة إلى عقيدتهم الوثنية، تحت شعارات مخادعة تخفي وراءها حقيقة نشاطهم ودعوتهم؛ وقد كشفت فضيحة (قرية الأمل) بعين اللوح هذا المخطط التنصيري الخبيث وما كان يصبو إليه.
وقد اجتهد المنصرون اليوم كثيرا في استغلال وسائل التقنية الحديثة؛ وركزوا بعناية فائقة على وسائل الإنترنت المتعدّدة (رسائل، مجموعات بريدية، مواقع، منتديات، غرف دردشة، الـ«بال توك»، «Msn»،«Skype»، «whatsapp» فيسبوك تويتر.. وغيرها) كي يختفوا وراءها؛ فلا يتعرّضون لأيّ مساءلة قانونية أو متابعة قضائية، وقد سمحت لهم هاته الوسائل بانتقاء فرائسهم من الشباب الذي لا يعرف عن دينه إلا القليل؛ ويتوسع في الاطلاع على جديد الثقافات الأخرى بلهف كبير.
والمغرب بالذات مستهدف بمجموعة كبيرة من المواقع التنصيرية التي تعمل على إيصال رسالتها إلى الشعب المغربي باللغة الدارجة والأمازيغية بشتى لهجاتها (تمازيغت؛ تاريفيت؛ تاشلحيت)، وتعمل على نشر أناجيل لوقا ومرقص وسفر التكوين بالدارجة المغربية أيضا، إضافة إلى دروس ومواعظ وكتيبات تهدف إلى تنصير المغاربة وتحويلهم عن دينهم.
خطر التشيع والرفض
أما في مجال الاختراق الصفوي فقد عملت إيران على تصدير ثورتها عبر قنوات متعددة، كالجمعيات الثقافية والاجتماعية التي تنشط على المستوى الجهوي والمحلي، كجمعية الغدير بمكناس، والتواصل بالمحمدية، والانبعاث بأكادير، واستغل الشيعة المعارض الدولية للكتاب أبشع استغلال ليغرقوا من خلالها المغرب بآلاف الكتب والأقراص المروجة لعقيدة وفكر الرافضة المنحرف، بل ظهرت بمدينة البيضاء مكتبة ذات توجه شيعي رافضي صِرف تدعى «مدينة العلم» -في إشارة إلى الحديث الموضوع «أنا مدينة العلم وعلي بابها»-، توزع رسائل وكتب أعلام الرافضة، كـ«دروس من الأربعون حديثا» و«الأصنام الخفية» و«العلم المقدس» و«خلاصة كتاب آداب الصلاة» وكلها للخميني، و«نظرة عامة في العبادات» و«بحوث إسلامية» و«رسالتنا» وكلها لمحمد باقر الصدر، و«أحكام النساء» للشيرازي، وغيرها كثير.
وتوزَّع في الأكشاك والمكتبات الوطنية مجلات ودوريات فصلية تروج لعقيدة الرافضة نفسها، نذكر منها: فقه أهل البيت، والبصائر، والمنهاج، والمستقبلية، وقضايا إسلامية معاصرة، والنبأ، والوعي المعاصر. وقد تطرقت مجلة فقه أهل البيت في عددها (51) لمسألة ولاية الفقيه، أما ما تعج به القنوات الفضائية والشَّابِكَة (الشبكة العنكبوتية) من مواقع إلكترونية وغرف الدردشة فأدهى وأمر.
وبرزت على الساحة الوطنية أسماء تتبنى فكر الرافضة وتدعو إليه وإن تدثرت بدثار التقية، وحاولت الظهور في مظهر الباحث المحايد في مجال الشيعة والتشيع، كالمدعو إدريس هاني الذي يلقبونه بالمنظر والمرشد الروحي للشيعة في المغرب، وهو رافضي غالٍ في الرفض، يسب الصحابة رضي الله عنهم، ويزعم أن المغرب بلد شيعي، والتشيع هو القاعدة والسنة استثناء في البلد، وأن الدولة العلوية ذات أسس شيعية خالصة. (انظر الوكالة الشيعية للأنباء).
وسبق له وأن طالب في حوار أجرته معه أسبوعية «ماروك إيبدو أنترناسيونال» بـ«إعادة قراءة التاريخ الديني للمغرب، معتبرا المملكة المغربية الوحيدة من بين البلدان السنية بشكل رسمي التي تحتفل بأعياد ذات نفَس شيعي».
وقد تمكن بعض دعاة هذا التيار من التأثير في بعض أبنائنا وإخواننا، سواء في الجالية المغربية خارج أرض الوطن أو داخله، وأصبحنا نسمع بأسر تشيعت عن بكرة أبيها؛ وباتت تحيي ليلة العزاء الحسيني بمناسبة ذكرى عاشوراء، ورأينا بأم أعيننا الجلباب المغربي مشوها بالعمامة الشيعية السوداء في المعرض الدولي للكتاب.
وقبل أيام حصلت «الخط الرسالي» وهي مؤسسة للدراسات والنشر ذات مرجعية وتوجه شيعي يتزعمها عصام حميدان، على ترخيص من أجل العمل بطريقة قانونية في مدينة طنجة.
خطر العلمانية
أما خطر الاختراق العلماني فيبقى أخطر أنواع الاختراق التي تتهدد المغرب على الإطلاق؛ وخطرها يفوق -بما يعجز التعبير عن وصفه- التنصير والتشيع وغيرهما؛ ذلك أن كلا من المنصرين والروافض يعملون تحت غطاءات وهمية؛ أما العلمانيين فيعملون من خلال مؤسسات مرخص لها؛ ديدنهم صباح مساء زعزعة عقائد المغاربة المسلمين؛ وتشكيكهم في كتاب ربهم؛ وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ والاستهزاء بمقدساتهم، والتفرقة بين مكونات مجتمعهم بدعوى ممارسة الحق في الاختلاف والتنوع…
وقد طالبت الجمعيات والمنابر العلمانية بحق المنصرين والشيعة في ممارسة شعائرهم الدينية وليس فقط الاعتقاد بها، بشكل خاص أو علني، فردي أو جماعي؛ وطالبوا بحق الشواذ في التمتع بممارسة ميولاتهم الجنسية، وبحق من امتنع عن صيام رمضان بالأكل في الشارع العام، وبحق شاربي الخمور في معاقرة هذا المحرم دون متابعة؛ وطالبوا بدستور ينص على أن الدولة علمانية بدل كونها إسلامية، وبإعطاء الانفصاليين الصحراويين حق اتخاذ المصير.
ماذا أعدت الوزارة الوصية في هذا المجال؟
وهاهنا نتوجه بمجموعة من الأسئلة إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في شخص وزيرها السيد أحمد توفيق:
ماذا قدمت الوزارة في هذا المجال لحماية الأمن الروحي للمغاربة؟
ما هي البرامج التي أعدتها الوزارة لمواجهة جحافل المنصرين ودعاة الرفض والعلمانية؟
ما هي المنشورات التي وزعتها الوزارة لمحاربة هذا العقائد الباطلة؟
ما هي المواقع الإعلامية والصفحات الاجتماعية التي أنشأتها لمواجهة هذا الفكر الهدام؟
ما هي المجلات والدوريات والجرائد التي أصدرتها الوزارة لتوعية الناس بهذا الخطر؟
ما هي الندوات والمحاضرات التي ركزت فيها الوزارة على فئة الشباب بالذات لتوعيتهم وتحذيرهم من هذا الخطر؟
هل فكرت الوزارة في دعم الشباب الغيور على عقيدته ودينه الذي يفني معظم وقته في الذود عن حياض العقيدة الصحيحة؛ أو حتى أن تدعم المواقع الوطنية المختصة في ذلك؟
لقد بات على الوزارة الوصية اليوم أن تعيد النظر في مخططاتها وأهدافها المرسومة؛ وتلتفت إلى من يتهدد هذا البلد في دينه وعقيدته ووحدته واستقراره؛ وتدع عنها المعارك الدونكيشوتية التي لن تجني من ورائها إلى تبذير المال العام؛ وإهدار الطاقات؛ وضياع الأوقات، فالمغرب بحاجة في هذا الوقت بالذات إلى كل أبنائه المخلصين؛ وإلى توحيد الرؤية وتظافر الجهود؛ والسمو على الخلافات المعتبرة؛ والتركيز على من يتهدد أمننا ووحدتنا وسلمنا الاجتماعي.