د. محمد بولوز: الاستعمار يعود مجددا من بابه الواسع في التعليم
هوية بريس – عبد الله المصمودي
الثلاثاء 10 شتنبر 2013م
استنكر الدكتور محمد بولوز عضو اتحاد علماء المسلمين والمسؤول عن قسم التربية والتكوين في حركة التوحيد والإصلاح ما جاء في مذكرة وزارية تدعو لتجريب تدريس المواد العلمية (الطبيعيات، الفزياء، الرياضيات) باللغة الفرنسية خلال الموسم الدراسي الجديد ثم تعميمها بعد ذلك، حيث قال في تصريح لـ”هوية بريس”:
“بحسب جريدة التجديد المغربية فإن عددا من مدراء مؤسسات تعليمية بالثانوي التأهيلي توصلوا بمذكرة وزارية تدعو لتجريب تدريس المواد العلمية (الطبيعيات، الفزياء، الرياضيات) باللغة الفرنسية خلال الموسم الدراسي الحالي وذلك في أفق التعميم، وسيتم تخصيص قسمين في مؤسسات التجريب في شعبة الآداب وشعبة العلوم مع إضافة الأدب الفرنسي في البرامج التربوية لهذه المؤسسات وقد تم اختيار 7 ثانويات بجهات المملكة.
ففي الوقت الذي كنا ننتظر فتح مسالك لتدريس العلوم باللغة العربية بالتعليم الجامعي، وكذا إخراج أكاديمية اللغة العربية إلى الوجود -وكل هذا مسطر في ميثاق التربية والتكوين يا حسرة على التدبير في هذا البلد”السعيد”-، ها نحن نعيش هذا النكوص وهذه الردة الحضارية واللغوية، والعودة بنا مرة أخرى إلى ما جربناه سابقا ولم يزدنا إلا ارتباكا وتخسيرا من هيمنة اللغة الفرنسية المتخلفة عن الركب العلمي دوليا، وعوض أن ننهض بلغتنا العظيمة والشريفة ونبوئها المكانة اللائقة بها ونهيئ لها شروط النجاح، ها نحن نعود إلى أحضان “ماما فرنسا” والتي لن تغني عنا لغتها شيئا إذا نحن تجاوزنا حدود فرنسا وبعض الديولات الفرنكفونية وربما حتى لشربة ماء أو تناول كسرة خبز؛ ومن يجول في الدنيا يدرك هذه الحقيقة الجلية الواضحة والتي للأسف لا يراها مطموسو البصيرة عندنا ممن تشربوا التبعية الذليلة والتقليد المهين والسير وراء العميان.
والحال أننا إذا كان ولابد من تلقيح واستفادة من خير ما عند الآخرين وجب أن نعتمد لغة أكثر تقدما وانتشارا واخترنا اللغة الأنجليزية في التفاعل مع الجديد وترجمته ريثما تأخذ العربية الريادة بريادة أهلها وقيامهم من سباتهم الطويل، فتجارب الشعوب تؤكد أن النهضة الحقيقة لا يمكن أن تكون بلغة مستوردة ولا يمكن أن تحدث على الوجه المطلوب إلا بلغة القوم وذلك حتى ولو كانت محدودة الانتشار كالعبرية والكورية والفيتنامية والهولندية، فكيف بلغة القرآن التي اختارها رب العزة لتكون وعاء لكلامه المعجز ودينه الذي أرسله للناس كافة.
وإنما هذه كلمة وصيحة لمن لا يزال عنده بصيص من النظر والاستبصار ويستطيع أن يتحرك لإيقاف هذا العبث، وأما التعساء الأشقياء فلا يهمهم سوى ما يتلقونه من رشاوى لجر بلدانهم إلى النفق المسدود، فإلى الله المشتكى من ريادة السفهاء وضعف الأتقياء”.