صحف أمريكا تسخر من وفد للكونجرس زار مصر وشبه السيسي بـ«جورج واشنطن»
هوية بريس – المفكرة
الأربعاء 11 شتنبر 2013م
احتفى الإعلام الداعم للانقلاب العسكري في مصر ـقبل أيامـ بتصريحات وفد الكونجرس الأمريكي الذي زار القاهرة مؤخراً والتي وصف فيها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بـ”جورج واشنطن مصر”.
وأعرب الوفد الذي ضم عدد من الأعضاء الجمهوريين بالكونجرس بينهم السيناتور ميشيل باكمان، عضوة مجلس الشيوخ، والنائب لوى جوهمرت، عن ولاية تكساس، والنائب ستيف كينج، عن ولاية إيوا، عن تأييده لإطاحة الجيش بأول رئيس منتخب للبلاد د.محمد مرسي، مؤكدين أن جماعة الإخوان المسلمين هي “عدو مشترك” للمصريين والأمريكيين.
لكن هذه التصريحات التي قوبلت بحفاوة بالغة في الإعلام الرسمي المصري واجهت بحملة إنتقادات لاذعة من الإعلام الأمريكي الذي وصفها بـ”المشينة” متهما أعضاء الوفد الزائر بالجهل، لأنه لا يدرك حقائق وأبعاد ما حدث في مصر.
وفي تقرير نشرته حول الزيارة سخرت صحيفة “نيويورك تايمز” من تصريحات السيناتور باكمان التي حملت فيها جماعة الإخوان المسلمين مسئولية أحداث 11 سبتمبر 2011، حيث قالت باكمان “لقد رأينا التهديد الذي يمثله الإخوان المسلمين حول العالم. نحن نقف ضد هذا الشر العظيم”. وأضافت “لازلنا نتذكر من تسبب في 11 سبتمبر، ونتذكر من قتل 3 آلاف مواطن أمريكي”.
لكن تعليقا على هذه التصريحات المخالفة لحقائق الواقع نقلت الصحيفة عن شادي حامد، الباحث بمركز بروكنجز الأمريكي، قوله : أن أكثر ما يثير القلق بشأن تصريحات الوفد الزائر هو أنها تعكس جهل أعضاء الكونجرس الثلاثة بأبسط الحقائق المتعلقة بأحداث 11 سبتمبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأعضاء الثلاثة لديهم تاريخ من التصريحات المثيرة للجدل، وخاصة باكمان التي تحظى تصريحاتها بسمعة مثيرة للجدل.
وشرعت الصحيفة في شرح بعض الحقائق المتعلقة بأحداث 11 سبتمبر التي يجهلها الوفد الأمريكي، مشيرة إلى أن تنظيم القاعدة هو من قام بتنفيذ الهجوم، وأن جماعة الإخوان المسلمين لطالما عارضت القاعدة علناً وانتقدت أساليب التنظيم ومعتقداته على مدى عقود، فيما انتقدت “القاعدة” من جانبها نبذ الإخوان للعنف وإلتزامهم بالتغيير التدريجي والإنتخابات.
واستنكرت الصحيفة كذلك تصريحات “لوي جوهمرت” التي قال فيها أن الحكومة المصرية الجديدة “استعادة روح توماس باين الذي كان يؤمن بأن القانون هو الملك القادر على التصدي للقوي وحماية الضعيف”. وقالت الصحيفة أنه منذ الإطاحة بمرسي فرضت الحكومة الجديدة حالة الطوارئ التي قضت على الحماية التي يوفرها القانون للمواطن ضد الاعتقال التعسفي وإنتهاكات الشرطة، فيما قتلت قوات الأمن أكثر من 1000 من المتظاهرين العزل، وحجبت حصيلة القتلى الحقيقية، واعتقلت الآلاف من الإسلاميين بمن فيهم الرئيس نفسه، ووجهت لهم تهم مسيسة.
أما صحيفة “واشنطن بوست” فقالت أن تصريحات الوفد جاءت متماشية بشدة مع الدعاية التي يروج لها الإعلام الرسمي في مصر والذي يصور الإخوان المسلمين على أنهم منظمة إرهابية سرية وعدو دائم.
وتهكمت على تأييد الوفد للانقلاب العسكري وتفاؤلهم بانعكاسات حملة القمع التي تلته على مستقبل البلاد، مشيرة إلى أن حتى أكثر المراقبين تفاؤلاً في أعقاب الانقلاب يرون أن “كارثة كاملة” هو أقل وصف لما شهدته مصر خلال الشهرين الماضيين.
وبدورها، وصفت مجلة “ذا ويك” تصريحات الوفد الأمريكي بأنها “مثيرة للسخرية”، متهمة باكمان بأنها لا تفقه شيئاً عن جماعة الإخوان المسلمين. واعتبرت المجلة أن باكمان بحاجة لأن يوضح لها أحد بعض الحقائق الهامة مثل أن جماعة الإخوان المسلمين ليست القاعدة وأنها لا صلة لها بالعنف، ولذلك فإن وصفها “الإخوان” بالعدو المشترك للعسكر وأمريكا هو مبالغة.
وقالت المجلة أن الرئيس محمد مرسي جاء للحكم عبر انتخابات ديمقراطية حاز فيها على أصوات أغلبية المصريين، وأنه لا يزال يحظى بتعاطف العديد من المصريين.
كما انتقدت تقديرات باكمان بأن 30 مليون مصري شاركوا في التظاهرات المعارضة لمرسي، متسائلة عما إذا كانت باكمان درك أن هذا الرقم يعني 40% من إجمالي سكان مصر، وأنه حتى أقصى تقديرات الجيش المصري المبالغ فيها لم تتخط 14 مليون متظاهر.
وتسائلت الصحيفة عما كانت تعنيه باكمان بقولها أن مصر كانت “عوناً كبيراً” في الحرب على الإرهاب، لافتة إلى أن مصر لم تشارك في الحرب ضد القاعدة في أفغانستان، كما أنها لم يسبق وأن اعتقلت أي من القادة الإرهابيين المعادين للولايات المتحدة.
ووصفت الصحيفة خطأ باكمان بالتلميح بضلوع الإخوان المسلمين في أحداث 11 سبتمبر التي أعلنت القاعدة مسئوليتها عنها بالـ”فضيحة”.