الشباب المغربي والتّشَيُّع!
محسن اعويرة
هوية بريس – السبت 21 فبراير 2015
إنَّ النّاظر المتأمّل في حالِ هذه الأمّة الجريحة ليبكي دمًا بدل الدّمع لِمَا آلتْ إليه أحوالها، ويقشعّر جلده من هذا الواقع الحالك الذي أصبح فيه كلًّ شيء مشوّه ومموّه، فعقلاؤه بلا عقل وشباب هذه الأمّة وعمادها يتخبّطون في متاهاتِ الشّركِ والضلال والضّياع والإلحاد ويقبعون تحتَ راية أهلِ الزَّيْغِ والأهواء والعُهْرِ الفكريّ… وإنّ أقلامنا النبيلة لتأبى إلا وأن تقفَ لهؤلاء الأوباش الذين ذاقوا بنا درعا بالمرصاد وتساهم في تبديد الظلام وإيقاظ النيام وقَهْرِ هؤلاء الأقزام وإعلاء راية السِّلْمِ والعلم والإسلام.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام (224هـ): عاشَرْتُ الناس وكلَّمتُ أهلَ الكلامِ…، وما رأيْتُ أَوْسَخَ وسخاً، ولا أَقذر قذرًا، ولا أَضعف حُجّة، ولا أحمق من الرافضة.
إنّهم الشّيعة الرّوافض قاتلهُمُ الله، الذين يسُبّون الصّحابة ويطعنون في أمِّ المؤمنين عائشة بنت الصّديق رضي الله عنها وعن أبيها، ويقولون بتحريف القرآن الذي توكّلَ الله بحفظه في الصّدُورِ والسُّطور.
أجل إنّهم الشيعة الفِرقة الضّالّة المُضلّة التي تعتبر أخطر من اليهود والنّصارى، لدورانها على الكذب باسم التّقِيَّةِ ومحاربتها للإسلام باسم الدِّين، وما جَعَلني أمْتَعِضُ وأَشْمَئِزُّ هم أولئك الشباب المغاربة الذين تشَيّعُوا واعتنقوا هذه العقيدة السَّمِجَة التي مهّدَ لها رأسُ المنافقين وصنديدهم عبد الله بن سبأ الذي كان يهوديًّا فأَظْهرَ إسلامَه وأرادَ فساد دين الإسلام كما أفسَدَ “بولص” دين النّصارى.
ومن الأسباب والتّداعيات التي أدّت بهؤلاءِ الشّباب العُزّلِ إلى التَّشَيُّعِ فُروجهم، أي: إشباع غريزتهم الجنسية ونشواتهم ونزواتهم البهيميّة لا غير وذلكَ بزواج المُتعة أو ما يُعرف بالزواج “المؤقّت” وهو الزواج الذي يقصد به الطرفان الاستمتاع الجسدي بينهما فترة محدّدة من الزمن، ذكر الملا فتح الله الكاشاني في كتابه “تفسير منهج الصادقين”: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تمتّعَ مرّة أمن من سخط الجبار، ومن تمتّعَ مرّتين حشر مع الأبرار، ومن تمتّع ثلاث مرّات زاحمني في الجنان”. وهَلُمَّ جرا من الأحاديث الباطلة التي يستدلون بها على الزنا.
ويذكرني هؤلاء الشباب بالطلبة الجامعيين الذين ينتمون إلى فصيل النّهج الديمقراطي القاعدي فهم في الأصل لا يَتَبَنَوْنَ الفكر الماركسي اللّينيني بقدر ما تستهويهم الفتيات والسهرات الحمراء وممارسة الحرية الشخصية في العلاقات الحميمية… وهذا كلّه يا سادة يؤكّدُ ما أتى به اليهودُ في بروتوكولاتهم الخبيثة: كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله مدفع فأغرقوها في حبِّ المادّة والشهوات.
وهذا صحيح، فإنّ الرجل الواحد إذا نزل في خندق وأخذ يقاوم بسلاحه يصعب اقتحام الخندق عليه حتى يموت، فما بالك بأمة تدافع عن نفسها، فإذا هي غرقت في الشهوات ومالت عن دينها وعن طريق عزّها استسلمت للعدو بدون أي مقاومة بل بترحيب وتصفيق حار.