عقدة الاضطهاد
د. البشير عصام المراكشي
هوية بريس – الثلاثاء 24 فبراير 2015
إذا ناقشتَه في مسألة علمية، وأخبرتَه بأنه مخطئ في منهجه الاستدلالي، أو ضعيف الاطلاع في المسألة المبحوثة، وأن عليه أن يقرأ كذا، ويتقن كذا، قبل أن يناقش هذه المسألة، رماك بالتسلط العلمي، والرهبنة الفكرية، والتمشيخ الاستعلائي، والرغبة في الحَجر على إرادته الحرة، والتحكم في عقله المنطلق!
بعبارة أخرى:
تريدني أن أتركك تتلجلج في عمايتك، و”أطبطب” عليك لأريح نفسيتك، وأرضي غرورك، وأقول لك مبتسما:
أحسنت!
ناقش ما تشاء، وإن كنتَ لا تقيم جملة!
وابحث ما تشاء، وإن كنت تعيد اختراع العجلة!
وانتقد من تشاء، وإن كنت لم تفهم قوله أصلا!
واستدل بما تشاء، وإن كنت لا تتبيّن وجه الدلالة!
وخض غمار الخلاف كما تشاء، وإن كنت لا تحرّر مواضع الوفاق والخلاف!
تنبيه:
كل كلام عن اللين في الخطاب، واللباقة في الدعوة، خارجٌ عن موضوع المنشور، لأن كلامي عن النقاش العلمي الذي له أصوله وضوابطه المنهجية الصارمة.
وللعلم حرمة!