لماذا رفض الغرب تفويض السيسي لمحاربة الإرهاب بليبيا؟
هوية بريس – متابعة
الخميس 26 فبراير 2015
حالة من الارتباك وعدم الوضوح خلقها طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي من مجلس الأمن استصدار قرار يمنح تفويضًا لتشكيل تحالف دولي للتدخل الرسمي في ليبيا لضرب البؤر الداعشية، خاصة مع التزام أغلب الدول الغريبة الصمت تجاه تلك الدعوة، ومن بينها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وفيما اتهم عسكريون الغرب يتهرب من دعوات السيسي بهدف الإبقاء على خطر “داعش” بالمنطقة، حذر سياسيون من أن “التحالف الدولي العسكري أمر في غاية الخطورة وغير محسوب التبعات”، وفقا للمفكرة.
إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية الأسبق، قال إن مصر مفتوحة أمام الجماعات المسلحة من جميع الاتجاهات، “داعش في الغرب وسيناء من الشرق والحوثيون وإثيوبيا من الجنوب”، والوضع لا يصلح للدخول في تحالفات عسكرية لتوجيه ضربات للخارج، مطالبا السيسي بعدم الدخول في نفق مظلم.
وأضاف أن دعوة السيسى لتفويضه لمحاربة الإرهاب تحت تحالف لضرب “داعش” في لبيبا وحماية الأمن القومي، تكرس لمشروع خليجي لمجابهة الربيع العربي وبسط سيطرة السعودية والإمارات على المنطقة.
ورأى محمد غباشى الخبير الاستراتيجي، أن تجاهل دول الغرب لطلب السيسي محاولة منه للانحياز لـ “داعش” وما يرتكبه من جرائم إبادة إنسانية، قائلاً: “خروجها في بيان مشترك وتجاهلها دعوة السيسى يكشف أنها ترعى الإرهاب في المنطقة”.
وأضاف “ازدواجية المعايير التي ينتهجها الغرب في التعامل مع التنظيمات والميليشيات المسلحة، يؤكد نيته في السيطرة على الثروات العربية”، واصفًا التحالف الدولي لضرب “داعش” في سوريا والعراق بأنه “غير شرعي ويهدف إلى تدمير جيوش المنطقة”.
واعتبر الخبر العسكري أن “ما يحدث في ليبيا تجاه المواطنين المصريين هو خلق جبهة لتدمير مصر وإدخالها في مستنقع الإرهاب والفوضى”، لافتًا إلى أن هدف السيسي من ضرب ليبيا هي محاولة للقضاء على “داعش” وتأمين الحدود وأمنها القومي، مشيرًا إلى أن المواجهة العسكرية قد تنجح في تحجيم تنظيم داعش لكنها لن تنجح في القضاء عليه.
وأبدى الربان عمر صميدة رئيس حزب “المؤتمر”، تأييده طلب السيسي لتحالف لمواجهة الإرهاب في عموم المنطقة في ليبيا وسوريا والعراق واليمن ولبنان، فضلاً عن مصر.
وأكد أن “الضربة الجوية ضد داعش” حققت أهدافها بكل دقة وقضت على الجماعات المسلحة بليبيا، مشيرًا إلى أن ما حدث كان متوقعا من القوات المسلحة التي تنحاز دوما إلى الشعب لمواجهة ما يهدد الأمة من أخطار داخلية وخارجية.
من جهته، قال الدكتور عمرو عادل، القيادي بحزب “الوسط”، إن “الغرب يدرك جيدا أن العمليات الأرضية لن تحقق لهم نصرا ودلائل التاريخ كثيرة، لذا لن يدفعوا مصر إلى التدخل البري إلا إذا تم اتخاذ قرار بتدمير تلك الميليشيات المسلحة طبقا لحساباتهم”.
فيما حذر أحمد عبدالجواد، رئيس حزب “البديل الحضاري”، الرئيس عبدالفتاح السيسي من المضي قدمًا في هذه السياسة التي اعتبرها تشعل فتيل الحرب مع ليبيا وتسكب كل الزيت على النار المشتعلة في المنطقة، مشيرًا إلى أن ذلك يستنزف قدرات الجيش المصري.