أمريكا تحيي ذكرى هجمات 11 سبتمبر بالرقص على أوجاع سوريا
هوية بريس – أ ش أ
الأربعاء 11 شتنبر 2013م
سيظل يوم 11 سبتمبر 2001، يومًا مشهودًا في تاريخ الولايات المتحدة والعالم الذي ما زال ينوء تحت وطأة استحقاقات أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتي مر عليها حتى الآن 12 عامًا استغلتها الولايات المتحدة في نشر فوضى خلاقة في أكثر وأشد مناطق العالم التهابًا وهى منطقة الشرق الأوسط.
قلبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر موازين القوى في العالم، وانتقلت أمريكا من مرحلة الحرب الباردة إلى الحرب على الإرهاب، من مشروع “سايكس- بيكو” إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد، والتدخل المباشر وتحريك الشعوب والجماعات ضد أنظمتها والتي عرفت بظاهرة الربيع العربي.
وتزامن موعد إحياء أحداث هجمات سبتمبر مع تعهد الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه اليوم بإعطاء فرصة للحل الدبلوماسي، في إشارة إلى إعطاء فرصة للمبادرة الروسية، ونتيجة لذلك طلب أوباما -المحاصر برفض شعبي لضربة عسكرية في سوريا وانقسام في الكونجرس- من الكونجرس تأجيل التصويت على قرار بعمل عسكري ضد سوريا، ليأخذ الحل الدبلوماسي مجراه.
ويعيد هذا التعهد للأذهان تعهد الإدارة الأمريكية في عهد جورج بوش الابن بالقضاء على الإرهاب في أعقاب الهجمات التي أطاحت ببرجي التجارة في نيويورك، فها هي الأعوام الإثني عشر تمضى والإرهاب يكبر.
واستثمرت الولايات المتحدة الأمريكية الهجمات الإرهابية التي أزهقت أرواح الآلاف من الأبرياء في هجمات سبتمبر لتكون ذريعة لترسم لنفسها دورًا عالميًا، حيث لا يوجد صراع على أي مستوى دون أن تكون قادرة أو جزءًا فاعلاً ومؤثرًا في مجرياته وربما عامل الحسم فيه.
وتطورات الأحداث والتحولات الإقليمية العالمية منذ عام 2001 حتى 2013، استهدفت معادلة موازين القوى لصالح تأمين المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية لأمريكا، وبدأت الولايات المتحدة معركتها مع رد الاعتبار بقرع طبول الحرب في أفغانستان، وبلغ التحالف الدولي معها في تلك الحرب 50 دولة، وتراجع هذا التحالف في الحرب العراقية إلى 34 دولة، وانخفض إلى 13 دولة فقط في الحرب الليبية، أما التدخل العسكري في نطاق محدود كما أعلنته الولايات المتحدة على سوريا فقد تراجعت قدرة أمريكا على الحشد لتدخلها في الشأن السوري إلى 11 دولة فقط، وبهذا يعد هذا العدد التحالف الأقل دعمًا ومساندة للتدخلات العسكرية الأمريكية على مدى الإثني عشر عامًا الماضية.
ومنذ أسبوع مضى كان العالم على ثقة أن ضربة عسكرية موجهة من الولايات المتحدة الأمريكية ضد نظام الأسد في سوريا باتت أكيدة ووشيكة، واليوم تزايدت الشكوك حول احتمالية توجيه هذه الضربة مع ضعف جمع التأييد الدولي اللازم لها، في ظل عدم نجاح أمريكا قائدة الضربة التي كان من المفترض توجيهها إلى دمشق، في تقديم أدلة دامغة حول ضلوع الأسد في استخدام الأسلحة الكيماوية ما يعيد للأذهان شبح حرب العراق الأليم.
وما زالت الدقائق التي اختطفت فيها الطائرات المدنية، واصطدمت ببرجي مركز التجارة العالمي.
وجزء من مبنى وزارة الدفاع، والأيام الأولى التي تلت الحدث مليئة بالوقائع التي لا تنسى، ففي الساعة الثانية عشرة و56 دقيقة اصطدمت طائرة من طراز بوينج “757” بأحد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك محدثة فجوة كبيرة في الواجهة.
وانتشرت سحابة دخان ضخمة في الطوابق العليا، وبعد أقل من 20 دقيقة اصطدمت طائرة أخرى من نفس الطراز وسط البرج الثاني من مركز التجارة العالمي، وأحدثت انفجارًا قويًا واشتعلت طوابق عديدة من البرجين وتصاعدت منهما أعمدة كثيفة من الدخان، في حين أخذت كتل الحطام تتساقط على الشوارع المجاورة وظل الحريق مشتعلاً في الطوابق العليا للبرجين، ثم بدأ البرج الأول في الانفجار من أعلى وانهار مخلفًا ساحبة هائلة من الغبار والدخان غطت جنوب جزيرة مانهاتن برمتها، وما لبثت أن انهار البرج الثاني بفارق نصف الساعة من الأول.
وعم الذعر والهلع شوارع ولاية نيويورك، فحين ألقى أشخاص بأنفسهم من الطوابق العليا للبرجين هربًا من النيران والانفجارات، وتم إخلاء جميع المباني الرسمية بما فيها البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونجرس، خشية تجدد الاعتداءات، وتم تعليق رحلات الطيران بين مدينتي واشنطن وبوسطن، وبعد وقت قصير من هجمات نيويورك انهار جزء من مبنى وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” إثر تعرضه لانفجار بعدما اصطدمت به طائرة مختطفة وتصاعد الدخان.
وتوالت ردود الفعل الداخلية على الهجمات، كما توالت انتقادات اللاذعة من الكونجرس لوكالة المخابرات الأمريكية الـ”سي أي إيه” ومكتب التحقيقيات الفيدرالي لفشلهما في إحباط خطط هذه الهجمات التي تمت بشكل متقن.