«داعش» الخلافة أم الخرافة والآفة؟؟؟
رشيد وجري
هوية بريس – الأربعاء 04 مارس 2015
تعيش الأمة الإسلامية الحبيبة خاصة منها العربية سنوات شديدة وعصيبة جدا منذ زمان بعيد واستبشر شعوبها خيرا منذ أن تفتحت أولى أزاهير الربيع الشعبي الديموقراطي الذي حوِّل خريفا شاحبا مؤلما بكل أساليب الخبث والمكر الصهيوعربي بعد أن اقتلعت ديكتاتوريات فاسدة وهددت كراسي مستبدة بالزوال ومصالح مستحكمة متغولة بالاضمحلال وفُضِحَ مفسدون متنفِّدون مغرضون بين الرجال، بل وأفرز وميز بين الطيب والخبيث النجس المحتال…
بلى لقد عانت الشعوب العربية الظلم والتحقير والاستبداد، عانت الفقر والتهميش والاستعباد، عانت الاستغلال والجهل والاستبلاد، عانت الديكتاتوريات وضياع حقوق البلاد والعباد… فكثرت الفوضى وانتشرت، وعمت الحاجة واستشرت، وسادت الأنانية وانتثرت وأتخمت طبقة وتغولت بينما أخريات جاعت وتفقرت وشقت وفي بلادها تيتمت، فخلقت الأجواء المناسبة لكل الأدواء، وأصبح الظروف سانحة لعيش الجراثيم بكل الأنحاء، بل وبدأت الطفيليات تتكاثر في الأرجاء…
وتحت نيران هذا الجحيم المستعر، توالت أحداث وتعددت، وانتشر شبح الموت المخيف وخيوطه تمددت، وخرج علينا مراهقون لم ينضجوا بعد وغاب عنهم فقه الدين الإسلامي الخيِّر والواقع المضطرب المحير، غاب عنهم ترجيح مصالح الأمة وأسلوب الدعوة بالرحمة وبُعد النظر للوصول فعلا للقمة، فشتتوا عوض التجميع، وأرعبوا عوض التأمين، ودمروا عوض البناء، وخذلوا عوض النصرة، وكانوا ورقة رابحة في أيدي أعداء الداخل والخارج للقدح في الدين والسخرية من أهله ورموزه، بل وأعطوا المسوغات ونصبوا المشاجب لخصوم الإسلام وأعدائه لتعليق كل مصائب العالم المضطرب المنفلت المرعب على الإسلام وأهله..، ولطخوا الدنيا دماء وعويلا وانتسبوا إلى الإسلام وهو بريء منهم ومن أفعالهم، فهو جاء رحمة للعالمين وهم لا يعرفون للرحمة طريق، ولا عنوان، جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وهم ظلمات بعضها فوق بعض، جاء ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وهم بعجرفتهم وغلظتهم وهدمهم يستعبدون الناس ويكرهونهم على اتباعهم مع أن الإسلام الخيِّر هو الذي رفع شعار “لا إكراه في الدين”.
جاء الإسلام لتحرير العبيد وتحبيب الناس في دين الله وهم جاؤوا لأسر الناس وتنفيرهم من هذا الدين الجميل وما يمت إليه بصلة، جاء الإسلام وكله وفضائل عظيمة وأخلاق كريمة في كل شيء حتى في الحرب وجاءوا هم يرعبون ويذبحون ويشهِّرون وهذه والله ليست من خلق الإسلام ولا تمت له بصلة من قريب ولا من بعيد…
فبالله عليكم يا أهل العقول والألباب والأفهام أهؤلاء يمكن أن ينسبون إلى دين الإسلام ؟ كلا وألف كلا، فالإسلام منهم براء ومن أفعالهم وسلوكياتهم الرعناء؟ الإسلام بريء ممن جر الويلات على المسلمين باسمه؟ الإسلام بريء ممن يزهقون أراح الأبرياء؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا” رواه النسائي، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: “لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً” أخرجه البخاري.
والإسلام بريء من هذه الصنعة المشبوهة التي تطرح عليها ملايين الاستفهامات…؟؟؟
• يدَّعون الخلافة وما هم إلا خرافة هذا الزمان الذي عرفت فيه الأمة تلاطم الفتن وتكالب الأعداء وانتشاء أهل النفاق والشقاق وسوء الأخلاق من أبناء جلدتنا وغيرهم…
• يدعون الخلافة وماهم إلا خوارج و”جيفة” جروا على الأمة مصائب ومثالب، وسوغوا للأعداء بتلاوينهم محاربة الدين الوسطي المعتدل بذرائع متعددة تارة بمحاربة الإرهاب وتارة بحفظ هيبة الدولة وتارة باستغلال الدين في السياسة وتارة…
• يدعون الخلافة وهم يسبحون في يَمِّ السخافة لا يفقهون شيئا في السياسة الشرعية ولا فقه المقاصد ولا فقه الأولويات، ولا يقدرون المآلات، لا يفقهون في القرآن الآية والعبرة، ولا يفهمون للنبي صلى الله عليه وسلم حديثا ولا سيرة، خاصة منها ما يتعلق بالشأن العام وسياسة تدبير شؤون الدولة…
• يدَّعون بهتانا الخلافة الإسلامية وهم بعيدون كل البعد عن الخلق الحسن والسمت الحسن والقول الحسن والدين الحسن والذوق الحسن، فألحقوا بالأمة التهم واللُّكم والحمم، وجروا عليها الويلات والنكبات والأزمات خزاهم الله…
إنها “داعش” الخرافة والآفة وهي أبعد ما تكون عن الإسلام والخلافة؟؟؟ وأقرب ما تكون إلى همجية الصهيونية الحقودة، وعبدة الشيطان المنبوذة والماسونية المائعة الحسودة…
فاللهم اكفيناهم بما شئت وكيف شئت يا منتقم يا جبار السماوات والأرض، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جذير، وأحفظنا اللهم في ديننا وأمتنا وإخواننا وأوطاننا… آمين والحمد لله رب العالمين وصل وسلم على خير الخلق أجمعين ومن سار على دربه إلى يوم الدين…