من جديد موجات عنف ضد مسلمي بريطانيا
هوية بريس – مركز التأصيل للدراسات والبحوث
الخميس 12 شتنبر 2013م
يعيش قطاع كبير من المسلمين خارج القطر العربي والإسلامي، حيث قدر عدد المسلمين في الدول الإسلاميّة عام 2000 بـ(1,028,754,000) مليار نسمة، وتبلغ نسبتهم إلى عدد السكان (77%)، وفي غير الدول الإسلاميّة من نفس العام قدر عددهم بـ(307,574,470) مليون نسمة، وتبلغ نسبتهم إلى عدد السكان (23%).
وللأسف الشديد فإن الغالبية العظمى من المسلمين في البلاد غير الإسلامية يعانون من تضييق شديد، ويواجهون بمختلف الإجراءات التعسفية من قبل حكومات هذه الدول، كما يتم التضييق عليهم في الأمور الخاصة بالعبادات، كأمور المساجد والصلاة والحجاب، إلى غير ذلك من الشعائر والعبادات والمظاهر الإسلامية.
والأخطر من الموقف الحكومي من نراه من مظاهر التحريض والعنف من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة المعادية للوجود الإسلامي في المجتمع الغربي، وهي جماعات متطرفة ذات أفكار عنصرية إقصائية، تنتشر في كافة بلدان العالم الغربي، ودائما ما يرتبط وجودها بالوجود الإسلامي نكاية في المسلمين وترهيبا لهم ورغبة في التخلص منهم.
ومن أمثلة أشكال العنف التي يواجهها مسلمو الخارج ما نراه هذه الأيام في بريطانيا من تعدي وتجاوز، حيث تتعرض الجالية الإسلامية هناك إلى مضايقات بسبب الجماعات اليمينية المتطرفة.
فبالأمس شهدت بريطانيا مظاهرة جديدة مناهضة للمسلمين قرب منطقة تقطنها إحدى أكبر الجاليات الإسلامية في بريطانيا، مما دعا الحكومة إلى إرسال نحو ثلاثة آلاف شرطي للفصل بين مجموعة تضم 500 عضو في جماعة في جماعة رابطة الدفاع الانجليزية اليمينية المتطرفة ومجموعة من المحتجين المناهضين للعنصرية تضم الاتحاد في مواجهة الفاشية.
وشكلت الشرطة خطوطا عبر الشوارع لمنع مسيرة رابطة الدفاع الانجليزية من التوجه لجادة تاور هاملتس التي تقطنها جالية مسلمة كبيرة ولإبقاء متظاهرين مناهضين لهم في المنطقة المخصصة لهم.
وقال متحدث باسم الشرطة: إن نحو 150 محتجًّا مناهضًا اعتقلوا بعد انفصال مجموعة وتوجهها صوب تاور بريدج؛ حيث كان من المقرر أن تنتهي مسيرة رابطة الدفاع الإنجليزية.
وأضاف أن 14 آخرين من رابطة الدفاع الإنجليزية أساسًا اعتقلوا خلال اليوم بسبب الاضطرابات العنيفة وحيازة أسلحة بيضاء وألعاب نارية، بالإضافة إلى رجل عمره 30 عامًا لتحريضه الآخرين على كسر الشروط المحددة للاحتجاج.
يذكر أن أعمال العنف ضد مسلمي بريطانيا قد تزايدت بشكل ملحوظ على خلفية مقتل جندي بريطاني بعملية زعم منفذاها بأنها انتقام لمقتل مسلمين بالخارج، فمنذ هذه العملية وأحداث العنف ضد المسلمين في بريطانيا في حالة تنامي رغم رفض مسلمي بريطانيا لهذه الحادثة وإدانتهم لها ولمرتكبيها.
ورابطة الدفاع الإنجليزية حركة سياسية إنجليزية تشكلت في 27 يونيو 2009م، وتصنف ضمن اليمين المتطرف من قبل معارضيها، وبعض وسائل الإعلام على الرغم من أن الجماعة رسميا تنفي كونها موجهة سياسيا، وتقول أنها تعارض العنصرية.
والهدف المعلن من هذه الحركة هو محاربة أسلمة انجلترا، وخصوصا التطرف الإسلامي-بحسب زعم مؤسسيها- بواسطة العديد من المظاهرات التي أدت إلى تعبئة عدة مئات من المتظاهرين في العديد من المدن في مختلف أنحاء بريطانيا منذ إنشائها بواسطة تومي روبنسون.