قراءة في المشروع السياسي الشيعي المعاصر
قاسم العلوش
هوية بريس – الجمعة 06 مارس 2015
1- يعود اهتمامي بموضوع الشيعة الاثناعشرية، إلى أواسط التسعينيات من القرن الماضي، حين تناهى إلى سمعي تشيع بعض ممن كنت أعرفهم من أبناء مدينتي، التي تقع بشمال المغرب، وقد كنت حينها في السنة الأخيرة من الإجازة بكلية الحقوق بالرباط؛ وبحسب سابق معرفتي بأولئك الفتية، وأنهم كانوا ينتمون تنظيميا لأحد الجماعات الإسلامية، وهي “جماعة العدل والإحسان”، بقيادة شيخها عبد السلام ياسين؛ فقد تساءلت حينها وقلت: ما هي العوامل والدوافع التي ساقت أولئك الفتية إلى الانتقال، كلية، من التسنن إلى التشيع، عكس الموضة التي كانت سائدة حينها، وهي الانتقال من جماعة إسلامية إلى أخرى؟؟؟
هل هو انتقال من باب اللعب المبني على قاعدة خالف تعرف، وبالتالي إدخال موضة جديدة في عالم تغيير الانتماءات التنظيمية؟ أم أن الأمر وراءه عوامل أخرى لا تزال خفية عني في حينها، ولا أدرك كنهها الحقيقي؟
هناك، بدأت أبحث في موضوع الفكر الشيعي وبنيته العقائدية والسياسية؛ فاستعنت ببعض الكتب التاريخية التي تطرقت للنزاع الأصلي والأولي، الذي قام بين الصحابة رضي الله عنهم بسبب اغتيال الخليفة الشرعي ذي النورين، وصهر النبي الأمين صلى الله عليه وآله وسلم، عثمان بن عفان رضي الله عنه صاحب الهجرتين.
فقرأت عن ذلك طويلا في كثير من المراجع والمصادر التاريخية، كان أهمها بالنسبة لي، في ذلك الحين، تاريخ ابن كثير، و”العواصم من القواصم” لأبي بكر بن العربي؛ وغيرها من الكتب والمراجع المهتمة بالقضايا التاريخية.
وهناك طرحت سؤالا أساسيا وجوهريا، هل الخلاف الذي وقع بين الصحابة، خاصة بين معسكري علي ومعاوية رضي الله عنهما، هل كان خلافا ذا أسس سياسية أم ذا أسس عقائدية؟؛ بمعنى، هل الأمر كان بين معسكرين تجمعهما رابطة الإيمان والإسلام كما وصفهم بذلك ربّ العزة في محكم كتابه الكريم: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله). فوصف كلتا الطائفتين المقتتلتين بوصف الإيمان، ولم يخرج الباغية منهما على الأخرى من دائرة الإيمان. أم أن الأمر متعلق بمعسكرين مختلفين، معسكر مؤمن والآخر كافر؟
كل كتب السنة، التي تعرضت لذلك الخلاف التاريخي، الذي وقع بين الصحابة رضي الله عنهم، لم تكفر أحدا من المعسكرين. إنها لم تخرج من دائرة الإيمان حتى الخوارج الذين كفروا المسلمين، وقاتلوهم، وكانوا، سببا مباشرا، في مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. بل على العكس من ذلك، نقلت تلك الكتب رأي علي بن أبي طالب في الخوارج، وأنه لم يكفرهم، بل قال عنهم: من الكفر فروا.
وعليه اعتبر علماء السنة، قديما وحديثا، وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم، أن النزاع الذي وقع لا يخرج أحدا من الصحابة من دائرتي الإيمان والإسلام.
في المقابل لما بدأت أطالع ما كتبه علماء ومراجع الشيعة، عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة، وجدت موقفا مختلفا، ونظرة مغايرة، تماما عن الموقف السائد، وعن النظرة الموجودة عند علماء السنة خاصة، وعند المسلمين عامة، وجدت موقفا ونظرة يقوم كلا منهما على التكفير، والإخراج من الملة والدين، كل من خالف رأي علي بن أبي طالب رضي الله عنه في شيء، صغيرا كان أم كبيرا. بل جعلوا الأمة كلها مخالفة لأمر نبيها صلى الله عليه وآله وسلم حين رضيت بخلافة كلا من الشيخين، أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والروايات تترى في أصح كتب الشيعة كما يدعون هم، ككتاب الكافي للكليني، الذي قال عنه صاحبه: أنه عرض الكافي على الإمام المهدي المختفي، والخائف، الذي لا يستطيع الخروج لحد الآن، خوفا على حياته من القتل على يد جنود العباسيين بزعمهم؛ فقال عنه: الكافي، كافي لشيعتنا. متخطيين في ذلك، أي علماء ومراجع الشيعة، واقع الخلاف الذي وقع بين المسلمين على اثر مقتل واستشهاد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، مدعين في مصادرهم ومراجعهم: أن الأمة كلها تواطأت وتآمرت على حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن خلفه بقية أهل بيته، واغتصبت حقه في الخلافة والإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فحول الشيعة، بذلك الأمر كله إلى إيمان وكفر، وهو الأمر الذي لا نجد عليه دليلا، لا من كتاب الله، ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل ولا ثبت يوما، ولا صح عن علي رضي الله عنه أنه ادعى أن له حقا قد اغتصب، ولا أنه كفر أحدا ممن خالفه في الرأي، بل في كتب ومصادر الشيعة أنفسهم من أقوال علي بن أبي طالب، وسيرته رضي الله عنه ما هو خلاف ذلك، وكذا من أتى بعده من أبنائه وذريته.
كما أني طرحت سؤالا آخر وهو: هل الشيعة اليوم أتباع “آية الله” الخميني الهالك. كما يحب أنصاره وشيعته تسميته. هم نفس شيعة أمس، الذين وقفوا سياسيا مع رأي علي بن أبي طالب، في قضية الخلاف الذي قام بينه وبين معاوية بخصوص الثأر والقصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه، أم أن لهم صلة بفرقة الشيعة الاثناعشرية الباطنية، التي عرفت تاريخيا بعقائدها المخالفة لأهل السنة والجماعة، وبل وتخالف في عقائدها أيضا كثيرا من فرق الشيعة الاخرى، كفرقة الشيعة الزيدية على سبيل المثال؟
فإذا كان هم نفس الشيعة الأوائل، من الذين تشيعهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يعد أن يكون تشيعا سياسيا، ولا علاقة له بالتشيع الذي تطور فيما بعد، وخاصة بعد مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، الذي تحول إلى تشيع عقائدي باطني يقوم على عقائد ما أنزل الله بها من سلطان، مثل عقيدة عصمة أئمة أهل البيت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنهم يعلمون الغيب صغيره وكبيره، قديمه ومستقبله. وأن الأئمة لهم من الولاية التكوينية ما يمكنهم من التحكم في جميع ذرات هذا الكون كما يقول بذلك الخميني في كتابه الحكومة الاسلامية؛ وغيرها من العقائد الأخرى الباطلة، كعقيدة الغيبة، والبداء، والتقية، والكتمان، واغلب هذه العقائد كنت اوضحتها وبينت مفهومها، واسسها عند الشيعة في سلسلة اصول الفكر الشيعي.
إذا كان حال شيعة اليوم هم حال المتشيعين سياسيا لعلي بن أبي طالب فيجب التقارب معهم وتأييدهم في مواقفهم.
لكن، إذا ثبت لنا أن شيعة اليوم لا علاقة لهم فعلا بالتشيع السياسي لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وأنهم على صلة وثيقة بفكر، وعقيدة فرقة الشيعة الرافضة الاثناعشرية فوجب التنبيه لخطرهم، والتحذير منهم كي لا تصاب الأمة بكوارث على أيديهم أكثر مما هي مصاب به اليوم في عصرنا، ومثل ما أصيبت به عبر التاريخ جراء الخيانات الشيعية المتكررة، حالة خيانة الوزير الشيعي ابن العلقمي للخليفة العابسي، وللمسلمين، اثناء زحف المغول على بغداد، عاصمة الرشيد، وخيانة صنوه، في التشيع والرفض، نصير الدين الطوسي، الذي استوزره القائد المغولي، هولاكو؛ حيث نتج عن تلك الخيانة مقتل ما يزيد عن المليون من المسلمين في بغداد وحدها.
وكذلك خيانة دولة الشيعة الفاطميين، على إثر سماحهم للنصارى باحتلال بلاد الشام وبلاد المقدس في الحملة الصليبية الأولى؛ فنقع بذلك في عصرنا الحاضر بين خطرين اثنين، أحدهما اشد فتكا من الأخر. أحدهما ظاهري والأخر باطني، وهما خطرا التصهين والتشيع.
2- أيهما اخطر.. التصهين أم التشيع؟
في الحقيقة، قد يغفل المرء عن كل مساوئ الشيعة قديما وحديثا، ويجعله وراءه ظهريا، لو اكتفى الشيعة الرافضة اليوم، على فرض أنهم صادقين في شعاراتهم المعلنة، ومواقفهم المشهرة في وجه الصهيونية والامبريالية الغربية، بزعامة اسرائيل وأمريكا، بمقارعة ومحاربة أعداء الملة والدين، ووجدناهم يقطعون صلاتهم بكتب ومراجع لا تزال لحد الآن تدرس كمقررات أساسية في جامعات وحوزات الشيعة المنتشرة في كل من إيران والعراق وسوريا، وبخاصة حوزتي قم والنجف. تلك المراجع، كما بينت في غير ما مقال ودراسة، وجدنا أن لها دورا كبيرا في تكوين بنية العقل الشيعي قديما وحديثا، وهو العقل الذي سماه المفكر المغربي، عابد الجابري في كتاباته، بالعقل المستقيل، أي المغيب، نظرا لاعتماده على الخرافة والأساطير المانوية والزراديشتية في تكوينه؛ بنية يتم شحنها بثقافة وعقائد الحقد والكراهية على كل ماله علاقة بالصحابة رضي الله عنهم، وخاصة الخلفاء الراشدين الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعا، ثقافة تجعل من بين أهم أولوياتها الثأر ممن يزعم الشيعة أنهم من قتل الحسين بن علي رضي الله عنهم، ويقصدون بذلك أهل السنة والجماعة.
من من المسلمين لا يعلن عداءه لكل من يريد سوءا بأمة الإسلام وببلاد المسلمين، من الصهيونية العالمية وحلفائها من المسيحيين المتصهينين بزعامة اليمين المتطرف في كل من أمريكا وأروبا؟؟؟
يعتقد البعض، وهو على خطأ أكيد، أننا حين نتحدث عن شر الشيعة القادم على العالم الإسلامي، وذلك بالاستناد إلى الدروس التاريخية التي تعلمناها جراء خيانات الشيعة الرافضية المتكررة لأمة الإسلام في أشد ظروفها العصيبة. كحالة المغول حين السقوط الأول لعاصمة الرشيد بغداد، في القرن السادس الهجري، وحالة بلاد المقدس خلال الحملات الصليبية الأولى على عهد دولة الشيعة الفاطمية الذين حكموا مصر حينها. يعتقد أننا بذلك، نقدم خدمة مجانية لأعداء الأمة، وعلى رأسهم أميركا وإسرائيل. نقول لأولئك الناس كلا، إننا لا نقدم خدمة للأعداء، بقدر ما نعمل على التحسيس بخطر آخر قادم داهم. قد لا يقل خطورة عن الصهيونية إن لم يكن أشد خطرا وأكثر ضراوة وشراسة منها.
إننا نعلم حق اليقين خطر الصهاينة، بزعامة “إسرائيل” وأمريكا على أمة الإسلام. ويعلم بذلك الصغير منا قبل الكبير، والجاهل منا قبل العالم، ونحن نرى ذلك رأي العين، وعلينا إعداد العدة، وبذل كل ما نستطيع في سبيل ردعهم وايقاف تهجمهم علينا، شعوبا، وأنظمة وحكومات. وإن كان الأمل شبه مفقود في عزيمة أغلب الأنظمة العربية والإسلامية، ومدى قدرتها على حمل هموم الأمة، والدفاع عل مصالحها الحيوية في الوقت الراهن. خاصة مع وجود أنظمة، وجودها القسري على سدة الحكم، مبني على مولاتها للغرب في سبيل أن تمكنهم دوله، وعلى رأسهم أميركا، من الاستمرار في السلطة.
وإني أعتقد، أن أحسن عدة يمكن أن نتسلح بها، وأمتنها، وأكثرها صلابة، هي العمل على خلق ثقافة وفكر يقومان على ثقافة المقاومة. والتصدي لثقافة العولمة المبنية على الغزو الفكري، ونشر المنظومة الأخلاقية الغربية اللذان يجعلان من التصهين، والتحلل من كل ما هو قيمي وحضاري، والسعي وراء النزوات الغرائزية وجعلها قطب الرحى الذي يجب أن يدور عليه كل اهتمام البشر في عالم تقنية المعلوميات وسرعة الاتصال وانتقال الأفكار.
لقد أضحى التصهين، (وهو مصطلح مأخوذ من خدمة أهداف الصهيونية العالمية، وقد رأينا ذلك بوضوح خلال الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة الصامد، كيف عبر التصهين العربي على نفسه من خلال وقوفه ضد المقاومة الفلسطينية) مرض العصر. وهو في نظري، أي التصهين، أخطر مرض، وأشد فتكا بعقول الأفراد والمجتمعات من الكحول والمخدرات. لذا وجب علينا مقاومته، والتصدي له بشراسة وبكل السبل المتاحة، وسد كل أبواب التطبيع ونوافذه المراد فتحها داخل مجتمعاتنا العربية والإسلامية بالأساس.
لكن في نفس الوقت، نجد الكثير والكثير من المسلمين لا يعرف، ولا يعلم شيئا عن حقيقة عداوة فرقة الشيعة الاثناعشرية لكل ما هو سني . وأن عداوة الشيعة لأهل السنة منبتها عقدي-ديني. مثل عداوة الصهيونية لكل ماله صلة بالإسلام والمسلمين.
بل نجد الكثير من المسلمين اليوم، واقعين تحت تأثير جهاز الدعاية الإيراني، وقنواته الإعلامية التي انتشرت كالوباء. وعلى راسها قناة شيعة جنوب لبنان، المنار، وغيرها من القنوات الشيعية الاخرى، التي وجب منع بثها على الأقمار الصناعية العربية إن كانت هناك سياسة إعلامية عربية موحدة ولا أعتقد أنها موجودة.
إني أعتقد، أن التشيع في خطورته على المشروع النهضوي والبعث الإسلامي المنتظر، عما قريب إن شاء الله، يضاهي في خطورته التصهين، وأنهما، أي التشيع والتصهين، فقط في حالة تبادل أدوار. لكن غايتهما هو الانقضاض على بلاد المسلمين، والسيطرة عليها ونهب خيراتها؛ إذ لا فرق عندي بين أهداف المشروع الصهيوني، والمشروع الشيعي الفارسي، خاصة ونحن نرى مدى اتساق وتطابق البرامج التوسعية لكلا المشروعين في العالمين العربي والإسلامي.
ويمكن اعتبار بروز تنظيم (داعش) أحد أبرز تمظهرات اتساق أهداف المشروعين الشيعي والصهيوني في المنطقة العربية. ألا يرى الجميع أن تنظيم (داعش) الإرهابي لا يهاجم سوى المناطق العربية السنية في كل من العراق وسوريا في حين يأمن الجانب الشيعي والصهيوني من أي هجمات للتنظيم الإرهابي على مناطقهما؟ مما يؤكد بجلاء أن الهدف هو تمزيق الكيانات السنية في أفق السيطرة فعليا على أراضيها.
كما أن أحداث اليمن الأخيرة، ومحاولة شيعة اليمن (جماعة الحوثي) وسعيهم لبسط حكمهم على اليمن بالقوة، بإيعاز من ايران، وذلك لتطويق بلاد الحرمين من الجنوب في أفق نقل الصراع إلى الأراضي السعودية، مؤشر آخر ينضاف إلى العديد من المؤشرات التي تبين وجاهة موقفنا.
لقد علمنا القرآن الكريم أن نبني مواقفنا من غيرنا على أساس عقدي وليس على أساس قبلي أو عرقي أو ترابي أو عائلي عشائري، ولهذا جعل الله رابطة الإيمان والعقيدة أوثق من كل ما سواها من الروابط والأوشاج. فقال سبحانه: (إنما المؤمنون إخوة)، وقال أيضا: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم، أو عشيرتهم. أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه، ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، رضي الله عنهم ورضوا عنه، أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون) (سورة المجادلة:22).
إننا نرى اليوم، كيف أن ايران الشيعية فرحت، وقرت عينها بسقوط العراق في يد الاحتلال الأنجلوأمريكي؟، بل سمعنا وسمع العالم أجمع، كيف أن وزير خارجية إيران الاسبق على عهد الرئيس أحمد خاتمي، قال: لولا إيران لما تمكنت امريكا من دخول أفغانستان والعراق؟!!!
وقد قرأنا وقرأ العالم أجمع، فتوى المرجع الشيعي، ذي الأصل الفارسي، الذي لا علاقة له بعراق العروبة، المستقدم من إيران إلى بلاد الرافدين، التي شنف بها أسماع (جورج بوش الإبن) المجرم حينها بحرمة مقاتلة الأمريكان، وقد فرحت أمريكا بذلك أيما فرح، حيث صارت متيقنة أن مشروعها الاستراتيجي لن يعرف النجاح إلا بالتحالف مع الشيعة في المنطقة.
إن من يطالع مذكرات الحاكم الأميركي للعراق بعد الغزو، بول بريمر، ويقرأ عن الرسائل التي كان يتم تبادلها بينه وبين السيستاني، ومشاريع التنسيق والتعاون التي كانت بينهما، من أجل تثبيت أركان أمريكا وحلفائها بالعراق، بإبعاد الشيعة العرب عن مشروع مقاومة المحتل لبلاد الرافدين، سيعلم علم اليقين مدى تكامل المشاريع الصهيونصرانية، والمشروع الشيعي الصفوي بالمنطقة، فقط هناك اختلاف بينهم في التكتيك وبعض التفاصيل الجزئية.