إذاعة فنلندا الرسمية تقدم برنامجًا قرآنيًّا.. لماذا؟
هوية بريس – متابعة
الأحد 08 مارس 2015
أطلقت الإذاعة الفنلندية الرسمية أمس السبت برنامجًا يقدم قراءة لمعاني القرآن الكريم المترجمة إلى لغة البلاد، ضمن مشروع يستهدف “إظهار مزيد من الاحترام تجاه الدين الإسلامي”. وبدأت إذاعة “يليس” التجربة الجديدة بتقديم قراءة لمعاني وتفسير سورة الفاتحة.
ومن المقرر قراءة ترجمة معاني كل السور القرآنية في ستين حلقة تستغرق كل واحدة منها نصف ساعة، ويعقب قراءة كل حلقة نقاش حول السورة ومضمونها وعن الدين الإسلامي بين الإمام أنس هاجر أحد قادة الأقلية المسلمة في فنلندا، ومترجم معاني القرآن الكريم “ياكو هيمن أنتيلا”، وفقا للمفكرة.
ووضعت الإذاعة الفنلندية سورًا من القرآن الكريم وتفسيرها على موقعها، وقالت: إن هدفها من المشروع تعريف الفنلنديين بالدين الإسلامي والثقافة الإسلامية.
وجاء إطلاق البرنامج بعد أن تحدثت دراسة أكاديمية وتقارير صحافية عن انتشار ظاهرة عدم التسامح تجاه الأديان والثقافات المغايرة في البلاد خلال السنوات الأخيرة، خاصة بين الشباب. واقترحت دراسة لجامعة يوفاسكولا مواجهة هذه الظاهرة بإطلاق نقاش واسع في الإعلام والمدارس حول القضايا الدينية والاجتماعية.
ونقلت تقارير إعلامية نهاية العام الماضي عن رئيس اللجنة الدستورية في برلمان فنلندا يوهانس كوسكينن دعوته إلى استبدال حصص التربية “المسيحية” في المدارس بحصص للأخلاق، لعدم إعطاء شعور بالتمييز للتلاميذ المسلمين الذين لا يحصلون على حصص للدين الإسلامي.
وكانت مؤسسة “كو وليام” البريطانية المتخصصة في المواجهة الفكرية للتيارات الإسلامية المتشددة في أوروبا، قد ذكرت في دراسة أصدرتها نهاية العام 2014، أن الدول الإسكندنافية -ومن بينها فنلندا- “لا تقوم بجهد كاف لمواجهة انتشار التشدد بين شبيبتها المسلمين”.
وتزامن نشر الدراسة مع كشف تقارير إعلامية فنلندية عن مغادرة أعداد متزايدة من الشبان المسلمين في فنلندا للالتحاق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وذكر تقرير لإذاعة “يليس” أن ممثلين لجمعيات للمهاجرين الصوماليين وجهوا رسالة مفتوحة للسلطات الفنلندية طالبوها فيها بمساعدتهم على “مواجهة انتشار التشدد بين شبيبتهم بعد سفر 12 منهم للقتال في صفوف تنظيم الدولة”.
ويبلغ عدد المسلمين في فنلندا أكثر من خمسين ألف شخص من إجمالي عدد السكان البالغ ستة ملايين نسمة. وتعد فنلندا أقل دول أوروبا كثافة سكانية، والأكثر ارتباطًا بالطبيعة والغابات والحيوانات التي انقرضت من تلك القارة. كما ترتبط مع روسيا بحدود تزيد عن 1300 كلم، وترفض عضوية الأحلاف العسكرية، أو ربطها بمنطقة لغوية.