د. بنحمزة يحذر من الإجهاض في اللقاء التشاوري الوطني حول إشكالية الإجهاض
هوية بريس – متابعة
الأربعاء 11 مارس 2015
عكس موقف الدكتور مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، الرافض لتقنين الإجهاض، أول اصطدام بين الجمعيات الحقوقية والفقهاء بشأن مطلب تقنين الإجهاض بالمغرب، والذي يقام من أجله لقاء وطني، انطلقت فعالياته اليوم الأربعاء بالرباط بحضور فقهاء وجمعيات من مختلف المشارب، تحت إشراف وزارة الصحة.
وحسب موقع “اليوم24“، فإن مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، عبر عن رفضه لتقنين الإجهاض على اعتبار أن ذلك قد يؤدي إلى تزايده في المملكة.
الفقيه حرص خلال مداخلة له خلال اللقاء الوطني حول الإجهاض، المنعقد اليوم الأربعاء بالرباط، على التأكيد بأن كلامه ليس باسم المجلس العلمي الأعلى، مشيرا إلى أن مواقفه حول الأمر شخصية. وقال في هذا الصدد إن الفقهاء “لا يريدون إحراج المرأة بقتل النفس”، مستدلا بالآية التي تتحدث عن بيعة النساء للرسول صلى الله عليه وسلم والتي تتضمن عبارة “لا يقتلن أولادهن”، تشير إلى الإجهاض، مشددا على أن ”حماية النفس والمحافضة على الحياة من الكليات الخمس للإسلام”.
ودعا على هذا الأساس إلى أن يتوجه النقاش حول الإجهاض في إطار “التسديد والمقاربة وجمع الناس حول وجهات النظر المختلفة”.
وأبدى بنحمزة استغرابه من استعمال بعض المتدخلين في اللقاء لمصطلح “الحمل غير المرغوب فيه”، وذلك على أساس “أننا لسنا في الدنيا برغبة أحد، فلو كان الأمر بيد الناس لما كان الكثيرون على قيد الحياة”، على حد تعبير نفس المتحدث.
وفي ما يتعلق بالإجهاض في حالات زنا المحارم، اعتبر بنحمزة أن إباحة الإجهاض في هذه الحالة قد يمثل “ضوء أخضر” يؤدي إلى تزايده، متسائلا في هذا السياق عن ذنب الجنين في هذه الحالات، متحدثا عن كون ذلك قد يمثل بمثابة إفلات من العقاب بإزالة “المشكل” لمرتكب هذه الجريمة، حسب ما ذهب إليه الفقيه.
إلى ذلك، تطرق بنحمزة إلى مسألة نفخ الروح في الجنين، والتي تشير نصوص دينية إلى أنها تتم بعد مرور 120 يوم من حياة الجنين، وهو الأمر الذي لا يلزم الفقهاء في ما يتعلق بمسألة الإجهاض، على اعتبار أن البويضة بحد ذاتها تعتبر خلية حية، وأن النقاش يجب أن ينصب على مسألة الحياة العلمية لا نفخ الروح التي تعتبر من المسائل الغيبية، مشددا في هذا السياق على أن الإسلام “يحترم حق الحياة”.
وفي نفس السياق، رد العالم على دعوات إباحة الإجهاض في حالات التشوهات الجنينية، على اعتبار أن الأمر يتعلق في هذا الصدد باعتبارات “جمالية” قد تحرم الحياة لكثير من الفئات بفتح الباب لإنهاء حياة الجنين بناء على الظن، مشيرا إلى تواجد حالات ولد فيه الأطفال أسوياء خلافا لما توقع الأطباء من تشوهات خلال فترة الحمل، متسائلا “هل نبطل حياة الانسان بالظن؟ وهل يمكن اعتبار الأقوام مثلا مشوهين؟ إذا هل نقول لمجموعة من الناس أنكم جئتم للدنيا خطأ؟” يتساءل نفس المتحدث.
تبعا لذلك، خلص بنحمزة إلى أن إزالة المانع القانوني يتسبب في تزايد حالات الإجهاض “بالتأكيد”، حسب ما تشير إلى الإحصائيات العالمية، داعيا إلى إشراك الفقهاء في هذا النقاش في سبيل ضمان تعددية الآراء.