وزير الأوقاف يفتي بأن أقفال النذر (التي تربط في الأضرحة) ليست بدعة ولا شركا
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
الثلاثاء 17 مارس 2015
بعد اعترافه بأن البعض قد يستهجن بعض الممارسات من قبيل “أقفال النذر” أو “أقفال الوعد”، وهي أقفال يتم ربطها بشباك الضريح تبركا به، وطلبا لتحقيق الأماني، اعتبر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، يوم الخميس الماضي في محاضرة حول “الشرف والتصوف” بالرباط، أن مثل هذا الفعل “يعبر عن الأمل الذي يسهر عليه الصوفية، وهي مسألة إيجابية وإن كان هناك من يبدعها، لكن المعنى ليس سيئا وليس فيه أي نوع من الشرك” (أخبار اليوم المغربية؛ العدد:1624؛ 14-15 مارس 2015).
لن أحتاج إلى سرد الفتاوى الكثيرة للسادة العلماء المالكية وغيرهم في تحريم بناء الأضرحة وزيارتها والحكم بالشرك على ما يمارس فيها من قصد المقبور بالدعاء أو تقديم القاربين له.. أو التعلق به، وهو الذي لا يملك لغيره نفعا ولا ضرا.. (انظر كتاب “علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم”).
بل يكفي ردا على الوزير ما قاله هو بنفسه؛ إذ قدم كلامه بأن البعض يستهجن مثل هذه الممارسات؛ وإن كان هناك حسب تعبيره من يبدعها (وأكيد الحديث عن البدعة الشركية)..
ثم مما يرد عليه به أن هذا ليس مجاله حتى يفتي فيه، فهو كما يقدم نفسه ليس عالما ولا مفتيا، وأن الذي له هذا الحق هو المجلس الأعلى للإفتاء، فلماذا تتكلم فيما سيجر على الناس الشر في أمر حساس، وهو وجوب التعلق بالله عز وجل وحده، في قضاء الحوائج..
ثم إننا لا نجد تفسيرا لمثل هذا الكلام من وزير في ندوة حول موضوع “الشرف والتصوف”؛ إلا إصراره على خدمة والدعوة إلى مشروعه الرامي إلى إعادة إحياء الأضرحة، بحيث تصير -بعد أن هجرها الناس لما علموا المخالفات الشرعية القائمة فيها- فضاء من فضاءات التدين عند المغاربة كما كان في السابق.