شجرة بويبلان تشتكي والساكنة تشكو ربها
هوية بريس – لحسن سيبوس
الجمعة 20 مارس 2015
الحديث عن المؤهلات الطبيعية التي يزخر بها بلدنا الحبيب، حديث طويل، والشيء الذي يميزه عن غيره من البلدان أنه يزخر بجبال تكسوها ثلوج بيضاء يضفي عليها جمالية ورونقا، وسهول تشكل فيما بينها بساطات خضراء تريح العين، ووديان متدفقة وعيون نابعة وأنهار تجري.. كل هذا موجود في بلدنا العزيز ولا من يهتم بها ويعتني بالتراث الطبيعي المغربي.
واليوم سنتحدث عن منطقة غير معروفة لدى الصعيد الوطني، وكل من ذكرت له إلا ويستغرب من وجودها في المغرب، إنها منطقة جبلية تشكو ربها من سوء معاملة المسؤولين، تلكم القمم العالية والمنعرجات الجبلية الوعرة التي توجد بإقليم تازة، إنها بويبلان فردوس الأطلس المنسي من لدن الحكومة والمملكة المغربية.
ها هي بويبلان بجبالها الشاهقة العالية بثلوج بيضاء تستمر طيلة السنة عدا شهر غشت وشتنبر، وتلال كبيرة، وثروات طبيعية هائلة تتميز بها المنطقة، لكن الآن أصبحت بويبلان الجهة منسية في تلك القفار وكأنها لا توجد على خارطة البلاد، بينما باستطاعة الحكومة أن تحسن استغلالها والاعتناء بها كمحطة سياحية جبلية كبيرة، وتقديم دعم معنوي ومادي وتنموي للمنطقة وهذا ما سيوفر اليد الشاغلة لأبناء المنطقة والمجاورون لها، وسيخفف من معاناة الساكنة والأحوال التي يمرون بها وكأنهم ليسوا مواطنين مغاربة يحملون هوية وطنية.
كانت بالأمس القريب المنطقة محطة للتزحلق والنشاط الرياضي الثلجي، بينما أصبحت اليوم مقرا للجماعة والأشغال الإدارية، ونزعت من أبنائها وزوارها تلك الهواية الرياضية، لماذا؟؟؟
بويبلان يعرف روادها وزوارها من المغاربة والأجانب دروبها وهضابها وتلالها وجبالها وأشجارها التي تطاولت فروعها وأغصانها واتسعت ظلالها، تنعش الناس بأريج عطرها وتشعر الساكنة بالسعادة رغم الظروف الصعبة التي يعانون منها خريفا وشتاء وربيعا وصيفا.
لكن شجرة بويبلان هناك من مسؤوليها من ذوي الضلالة والطغيان وحب الذات واستغلال النفود والمكانة، يريدون أن يستظلوا بها ويحاولون ساعيين بما في جهدهم أن يجتثوها من أصولها ويقلعوها من فروعها وأن يعروها من أوراقها ويقلعوها من جذورها.
هؤلاء المسؤولون الذين يديرون جماعة بويبلان من القيادة والرئاسة ووو الذين يرفعون راية الأنا وما يهم فقط أنفسهم ويطمسون الرأي العام في المنطقة.
الآن بويبلان تشكو ربها، ثم الملك ورئيس الحكومة بن كيران للتدخل الفوري لفك العزلة والفقر ومسلسل التهميش والتشرد… وغيرها من الإكراهات التي تعاني منها المنطقة وساكنتها.
المعطيات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة:
التضاريس: الجماعة عبارة عن مرتفعات ومنحدرات شديدة ووعرة. كما تتميز بالانجرافات أحيانا والناتجة على الخصوص عن مجاري الأمطار خلال الفصول الممطرة.
نوعية التربة السائدة: التربة الصخرية حوالي 78%، الطين 15%، الترسبات 5%، والكلس 2%.
الوديان: يتواجد بالجماعة ثلاثة أودية: واد تاركة، واد الفرح وواد سلام، وشعاب كثيرة وعميقة تستوعب مياه الأمطار دون تجمعها وبالتالي في بعض الأحيان تحدث أضرارا على الساكنة والوسط الغابوي.
العيون: تزخر المنطقة بوجود عيون كثيرة، إلا أن استغلالها يصعب أو ينعدم نتيجة قلة صبيبها أو تواجدها في أماكن وعرة تستعمل للشرب أو كمورد للماشية فقط.
الرصيد الغابوي متنوع لا يتم استغلاله بشكل جيد.
معطيات السكن:
وإن كان الإحصاء شيء والواقع شيء آخر. فالساكنة تعتمد السكن التقليدي القديم من حجر وتراب.
وفي الجدول الموالي ستجدون الوضعية العقارية التي تملكها الدولة أكبر من الوضعية التي تملكها الساكنة ولكن بدون جدوى ولا فائدة ناتجة عن ذلك، اللهم تصدير الخشب يكون موسميا ولكن الساكنة لا تستفيد من مداخيل التصدير.
المزروعات والمواشي
تتنوع المزروعات في المنطقة بين الدرة والقطاني والشعير، أما الماشية تنحصر أساسا في الغنم والمعز والدواب.
معاناة المنطقة والاكراهات التي تواجه الساكنة :
يستمر مسلسل التهميش والإقصاء لهذه المناطق بشكل غريب مستهجن، فهذه المناطق الخلابة تظل مفتقرة للبنيات التحتية من طرق غير مهيأة إذ لا يجد السائق راحته ومتعته في السياقة، ولا صرف صحي متعدد الاختصاصات على الأقل يشمل مركز الولادة والمستشفى العام وأطباء وممرضين أكفاء تجدهم طيلة السنة موجودون يتلقون الساكنة بكل بشاشة وابتسامة تخفف ألمهم وهمهم، حتى الأم الحامل تجد صعوبات كبيرة في نقلها لمشفى بتازة أو رباط الخير وقطع ساعات طويلة للوصول، وكم من امرأة توفيت وفقدت وتحطمت حياتها، أو حرمت من مزيد الذرية بسبب انعدام مستشفى وأطباء يأخذون بيدها، ووجود مواصلات وإنارة كافية.
الإنارة المشكل الرئيسي العويص الذي تعاني منه المنطقة، خصاص في الإنارة المنزلية وانعدام للإنارة العمومية، ما يجعل الظلام سيد الموقف بليل، وهو ما يمنع الساكنة من التجوال، وقد يعرض أغلب الدواوير إلى مواجهة قطاع الطرق والهجومات العنيفة وما يتسببون فيه من رعب شديد.
بالإضافة إلى الخصاص في البنيات الفوقية من تجهيزات أساسية، إذ يجد الزائر حرجا كبيرا مثلا إزاء انعدام مراحيض صحية بمواصفات مقبولة. ومن ضمن المشاكل العويصة التي تعاني منها تلك المواقع السياحية البكر الخلابة، مشكل النظافة وتدبير النفايات والأزبال.
ومن بين المشاكل التي تعاني منها المنطقة تأخر التدخل الفوري لفك العزلة في موسم الثلوج وفتح الطرق في وجه حركة السير، بل أكثر من هذا هناك قبائل منازلهم تغطيها الثلوج ويقبرون لشهور عديدة فلا يسمعون همسا ولا حركة ولا تجد لهم أثرا ولا تسمع لهم ركزا.
تعاني المنطقة من توافر المواد الغذائية الأولية مما يؤدي إلى انتظار السوق الأسبوعي لتوفير الحاجياتـ وأغلب الشهور تجد ساحة السوق المطلقة خاوية على عروشها بسبب صعوبة الطريق وظروف أخرى.
ثم المشكل الأساسي والجوهري الذي يعاني منه أبناء المنطقة هو التعليم، هذا الأخير مهمش بشكل خطير في المنطقة فأبناء، الساكنة يلجؤون لعدم وجود ظروف ملائمة للتعليم والتعلم والدراسة يلجؤون إلى رعي الغنم على صغر سنهم الذي لا يتجاوز سبع سنوات، السن الذي ينبغي للطفل أن يحظى بجميع أشكال الرعاية والاهتمام، يكلف بما لا طاقة له ولا قدرة له.
هذا جزء من حوض المشاكل والمعوقات والإكراهات الطبيعية والاحتياجات الإساسية التي تعاني منها الساكنة.
وتبقى المنطقة تشكوا ربها حتى يأتي النصر المبين والفرج من رب رحيم.
متطلبات الساكنة
1. زيارة لجلالة الملك للساكنة والاعتناء المعنوي بهم كمواطنين يحملون بطائق مغربية فمن حقهم أن يفتخروا كمثلهم من المناطق الجبيلة بالزيارات الملكية.
2. زيارة لرئيس الحكومة بن كيران الرجل الكبير كما زار الراشدية وسوس وغيرهما من المناطق فمن واجبه أن يقوم بإطلالة لبويبلان ليرى معاناة الساكنة.
3. تقديم خدمات المياه الصالحة للشرب والكهرباء.
4. إقامة مشاريع تنموية بالمنطقة وتقديم معاونات لليد العاملة.
5. تأسيس مدارس لأبناء المنطقة وتوفير ظروف التدريس والتعليم والاهتمام بالمجال كثيرا.
6. فتح الباب في وجه الأمهات والآباء والمسنين لتعلم القراءة والكتابة حتى يرفع عن المنطقة حصار الأمية والجهل.
مقال رائع أعطانا الحماسة لزيارة هته المنطقة المنسية