عربي 21: زعماء المعارضة بالمغرب يستنجدون بالملك لـ«فرملة» ابن كيران
هوية بريس – متابعة
الإثنين 30 مارس 2015
التقى ثلاثة من مستشاري الملك وأعضاء ديوانه، زعماء المعارضة البرلمانية المغربية، الذين رفعوا مذكرة بهذا الخصوص، مدفوعين بنتائج استطلاعات الرأي التي رفعت من شعبية عبد الإله بن كيران، وخوفًا من اكتساح التحالف الحكومي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية للانتخابات القادمة.
وأكدت مصادر متطابقة أن زعماء المعارضة طالبوا خلال اللقاء الذي جرى الجمعة 27 مارس الجاري بوضع حد للتصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة، التي قال فيها: “إن الملك محمد السادس قاوم ضغوطًا كادت تعصف بحكومته”.
اللقاء اعتبره محمد الغالي أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسة بجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش، “تعزيزًا من المعارضة لمكانة الملك السياسية والدستورية، وتكريس أهمية المؤسسة الملكية في النسق السياسي المغربي”.
وقال محمد الغالي في تصريح لموقع “عربي21”: إن اللقاء “كان فرصة لتعزيز المشروعية السياسية للملكية، في مقابل رئيس الحكومة، ومؤشر على أن توتر العلاقة بين الأغلبية والمعارضة مستمر حتى إشعار آخر”.
وأضاف الغالي، أن “الخطوة التي اتخذتها المعارضة، تؤشر على أنها تثق في الملكية، وهو ما يعني الرد بشكل عملي على من كان يدعو إلى جعل الملكية مؤسسة غير تنفيذية”.
وأوضح أستاذ التعليم العالي، أن المعارضة طلبت “تحكيمًا ملكيًّا” وإن لم تسمه بهذا الاسم، لأنها رفعت خلافًا مع الحكومة إلى مؤسسة دستورية أعلى من الحكومة.
وسجل الغالي أن أزمة التواصل بين الأغلبية والمعارضة مستمرة، خاصة وأن المعارضة تقول بأن صراعها الحالي هو بينها وبين حزب العدالة والتنمية ورئيسه ابن كيران الذي تراه قد ابتلع أحزاب الأغلبية.
وشددت مصادر من المعارضة، أن اللقاء كان بطلب من أحزاب المعارضة البرلمانية، وأن الأخيرة أعلنت تخوفها من استغلال الملك في الصراع السياسي بين رئيس الحكومة وبين الأغلبية.
إلى ذلك، قالت مصادر المعارضة: إن اللقاء الذي دام أكثر من ساعتين، حضره توفيق احجيرة، ممثلا عن حزب الاستقلال الذي يوجد أمينه العام في تركيا، وإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، ومصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ومحمد أبيض الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري.
وطالبت المعارضة من مستشاري الملك، فؤاد علي الهمة، وزوليخة نصري، وعبد اللطيف المنوني، وضع حد لطريقة إقحام رئيس الحكومة للملك في موضوع للتدافع العادي بين مؤسسة الحكومة ومعارضة البرلمان، معتبرين أن المقصود بخطابات رئيس الحكومة أحزاب المعارضة.
وقال زعماء المعارضة، حسب مصادر منها: إن “إقحام رئيس الحكومة للملك محمد السادس في التدافع بين السلطة التنفيذية والمعارضة، يعتبر بمثابة “انزلاق” لابد أن يوضع له حد، لأنه يهدد المؤسسات في عمقها”.
وحرصت المعارضة على “تبليغ هذه الرسالة التي تحمل تخوفات وهواجس، للمؤسسة الملكية، لضمان المنافسة السياسية الطبيعية، ودون إقحام للملك في هذه المعارك”.
وتضع استطلاعات الرأي رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، بنسبة تأييد بلغت 62 بالمائة، وذلك قبل ستة أشهر من الانتخابات المحلية والجهوية.