معظم الشيعة منافقون إذا تمسكنوا و«دواعش» إذا تمكنوا
د. محمد بولوز
هوية بريس – الإثنين 30 مارس 2015
لا تخطئ عين الناظر والملاحظ لمجريات الأمور ما أضحى يشكله التشيع من خطر داهم إلى جانب أخطار أخرى ماحقة على أجزاء كثيرة من العالم السني بمجتمعاته ودوله ومبادئه وثوابته، وخصوصا ممن يشاركه ظاهرا في بعض تلك الأصول والمبادئ، فيضعف الحذر ويقل الانتباه ويسهل الاختراق، فطالما تعلمنا من التاريخ أن العدو الخفي والخصم الملتبس وأهل النفاق أكثر فتكا من العدو الظاهر البين كفره ومكره وكيده، وليس عبثا أن يطول الحديث عن المنافقين في القرآن تحصينا للذات من السوس الذي ينخر العظام والوباء “الحضاري” الذي يقوض الأركان والبنيان.
فليس سهلا على أهل فارس أن يروا حضارتهم التي بنوها من قرون، تتهاوى في رمشة عين على يد أعراب من البدو وأشتات من قبائل على هامش دائرة المدنية يومئذ، فرتب الدهاقنة الكبار كيف يلبسون زي الدين “القاهر” الجديد ويركبون الطوفان الذي عجزوا عن رده، فتسموا بالأسماء المحببة واستثمروا الفرص السانحة من اختلاف الأهواء فقتلوا عمر وأججوا فتنة عثمان وركبوا عاطفة الناس مع علي وأحسنوا توظيف صدمة الأمة بقتل الحسين رضي الله عنهم أجمعين، ورفعوا لواء آل البيت وأفرزوا من يريدون منهم دون غيرهم، ثم غيبوا الإمام الثاني عشر عن الأنظار لينتهوا من حكاية أهل البيت بدورها ويحكموا أنفسهم بأنفسهم في انتظار عودة القائم، ثم انفردوا بالتلقي بزعمهم عنه ليملأوا الكتب والدواوين بأطنان من المرويات تؤكد ما به يحلمون من الفتك بأهل هذا الدين الحقيقيين بدءا من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل السنة أجمعين. فغدا عندهم التوحيد غير التوحيد الذي نعرف، وغدا القرآن غير قرآننا المتواتر وغدت السنة عندهم غير السنة التي عندنا، وإذا الأصحاب عندهم غير الأصحاب عندنا، ومصادر الدين غير مصادرهم، وآل بيتهم غير آل بيتنا، وإذا أعداؤنا هم أصدقاؤهم وحلفاؤهم وكأنه لنا دين ولهم دين آخر غيره، تجمعنا الأسماء وتفرقنا الحقائق، والتاريخ والواقع خير معبر وناطق.
فالحديث عن الشيعة ليس بعيدا عنا، فقد كان في تاريخنا محاولات متكررة لتشييع المغرب، وفشلت بحمد الله، وفي عصرنا الحالي وفي ظل الانفتاح بدأ تأثر أفراد هنا وهناك بهذا المذهب، وأثروا بشكل زائد على بعض أبناء جاليتنا بأوروبا، وبدأوا يظهرون في شكل بعض الجمعيات والمؤسسات وبعض المكتبات، وتوجه بعض طلابنا إلى حوزاتهم لتلقي “العلم”، وبدأ بعضهم يجس النبض بإرسال تهديدات لتوقيف أنشطة هنا وهناك حول تعريف الناس بخطورة التشيع، ومن آخر ما سمعته من بلاء التغلل والتسلل وهذه المرة إلى فلذات أكبادنا من تلاميذ المستوى الإعدادي بمؤسساتنا التعليمية، فقد وصلت مذكرة وزارية من وزارة التربية الوطنية إلى بعض الأكاديميات تحدد تاريخ 10 مارس الجاري كآخر أجل لتلقي المساهمات والمشاركات في مسابقة دولية تنظمها مؤسسة “الكشافة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية” حول موضوع “عالم خالي من العنف والتطرف”، ويستهدف بها تلاميذ المستويات الإعدادية، وهكذا في غفلة منا ينظم معدن العنف والإرهاب مسابقة في العنف والإرهاب ويستهدف أبناءنا من قوم لا أمان ولا ثقة فيهم، فإن لم يتحقق شيء من النشاط إلا التطبيع مع هذا الكيان الذي يتقن التقية والتمسكن حتى يتمكن. فلا بد بعد هذا من أن يعرف المغاربة وأهل السنة شيئا ولو يسيرا عن القوم، حتى لا ينخدعوا بمعسول الكلام وجميل الفعال. واصبر معي أيها القارئ لترى العجب العجاب في هذا الذي قد تراه طويلا فليس غير نزر يسير من عجائب القوم وخطورتهم على البلاد والعباد.
فمن هم الشيعة المعنيون؟
يطلق لقب الشيعة في الأصل على فرق الشيعة كلها، غير أن هذا المصطلح اليوم إذا أطلق -في نظر جمع من الشيعة وغيرهم- لا ينصرف إلا إلى طائفة الإثنى عشرية. لأنهم يمثلون القاعدة الكبيرة من بين الفرق الشيعية الأخرى، ثم إن مصادرهم في الحديث والرواية قد استوعبت معظم آراء الفرق الشيعية التي خرجت في فترات التاريخ المختلفة، فأصبحت هذه الطائفة هي الوجه المعبر عن الفرق الشيعية الأخرى. وسموا بالاثني عشرية لدعواهم أن الإمام المنتظر هو الثاني عشر من نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
مصادرهم ليست هي مصادرنا
يقول واحد من علمائهم وهو السيد حسين بحر العلوم متحدثا عن مصادرهم وأمهات كتبهم: (إن الاجتهاد لدى الشيعة مرتكز على الكتب الأربعة: الكافي للكليني، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق، والتهذيب، والاستبصار للطوسي، وهي من الأصول المسلمة كالصحاح الستة لدى العامة). [مقدمة تلخيص الشافي لشيخ الطائفة الطوسي/حسين بحر العلوم ص 29] فالكافي، لمحمد بن يعقوب الكليني (328هـ) (8مجلدات). ومن لا يحضره الفقيه (4 مجلدات)، لشيخهم الصدوق، محمد بن بابويه القمي (381هـ). وتهذيب الأحكام لشيخ الطائفة، محمد بن الحسن الطوسي (360هـ) (10 أجزاء). والاستبصار، له أيضاً (4أجزاء)، هي مرتكزات هذا المذهب.
ثم تأتي المدونات، التي ارتضاها المعاصرون من الشيعة والتي ألفت بدءا من القرن الحادي عشر الهجري، ويسموها بالمجاميع الأربعة وهي: الوافي، لمحسن الفيض الكاشاني (1091هـ) (26 جزءا). وبحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، لمحمد باقر المجلسي (1111هـ) (107 من الأجزاء). ووسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، لمحمد بن الحسن الحر العاملي (1104هـ) (30 مجلدا). ومستدرك الوسائل، لحسين النوري الطبرسي (1320هـ) (18 جزءا). وكلها موجود على النت لمن أراد الاطلاع والتثبت مما يقال عن القوم. يقول محمد صالح الحائري: “وأما صحاح الإمامية فهي ثمانية، أربعة منها للمحمدين الثلاثة الأوائل، وثلاثة بعدها للمحمدين الثلاثة الأواخر، وثامنهم لمحمد الحسين المرحوم المعاصر النوري“. [كتاب الوحدة الإسلامية / مقال باسم منهاج عملي للتقريب – محمد صالح الحائري، ص:233].
فأنت ترى إذا استثنينا القرآن الكريم على خلاف بيننا في النظر إليه وفهمه، لن تسمع شيئا اسمه الصحيحين للبخاري ومسلم والكتب الستة والتسعة والمسانيد والمستخرجات والمستدركات المعتمدة عند أهل السنة، وإذا ورد شيء من ذلك عندهم فعلى سبيل دعم بعض معتقداتهم على منهج: اعتقد ثم استدل، ولن ترى ذلك منهم على سبيل الاعتماد.
ترسيخ الشرك في الأمة
فعقيدة الشيعة، أن صرف العبادة للشخص لا يكون شركاً إلا إذا قصد بهذه العبادة أن المتوجه إليه إله، أما إذا لم يقصد أنه إله، فهذا ليس بشرك. ولذلك يقرر أحد معاصريهم بعد أن ذكر ما نسبه للوهابية من عدم جواز دعاء الميت وسؤاله وأنه شرك، قال: (وقالت الإمامية: يجوز سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة قضاء الحوائج وتفريج الكرب بعد موتهم، كما يجوز ذلك حال حياتهم، لعدم كون ذلك من خطاب المعدوم أولاً، ولا كونه شركاً ثانياً. أما عدم كون نداء الأموات توجيهاً للخطاب نحو المعدوم؛ فلأن للميت من الإدراك والشعور والالتفات مثل ما له حال الحياة، بل أزيد؛ لإجماع المسلمين عليه، بعد الكتاب والسنة) ([البراهين الجلية – السيد محمد حسن القزويني الحائري – (ص:30-31)]). (وقد استعنت في هذا الاقتباس وكثير مما يأتي بعده بالبحث القيم لحامد الادريسي “التشيع في المغرب بين الماضي والحاضر”).
انحراف عن القول بالكمال الرباني بعقيدة البداء:
ومعنى البداء أن الله يبدو له أمر فيقرره، ثم يبدو له غيره أصلح منه فيقرره، وعند اليهود أن الله ندم على خلق البشر لما رأى سوء أفعالهم([بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود -عبد الله الجميلي- (ج1 ص:317).]). فرووا أنه (ما عبد الله بشيء مثل البداء) و(ما عظم الله بشيء بمثل البداء) ([الروايتين في الكافي (ج1 ص:146-148)]).
وقال سليمان بن جرير: (إن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين، لا يظهرون معهما من أئمتهم على كذب أبداً، وهما: القول بالبداء، وإجازة التقية) ([المقالات والفرق -للقمي- (ج1 ص:310-311).]). وعن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: [[ يا ثابت! إن الله تبارك وتعالى قد كان وقّت هذا الأمر في السبعين، فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه، اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض، فأخره إلى أربعين ومائة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، فكشفتم قناع الستر، ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتاً عندنا، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ]] ([الكافي – الشيخ الكليني – (ج1/ص:368).]). وقال بعضهم إن البداء من جنس النسخ، ومعلوم أن النسخ مما يقر به المسلمون، وأن الله ذكره في كتابه، والحال أن النسخ لا يكون في الأخبار،
قول كثير منهم بتحريف القرآن
فرغم قول الله تعالى البين الواضح “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” قال أئمتهم [لو قرئ القرآن كما أنزل، لألفيتنا فيه مسمين] ([تفسير الصافي (ج1/ص:41)، تفسير البرهان (ج1/ص:15)]) وقال صاحب الوشيعة الشيخ موسى جار الله (1369) وكان قد عاش بين الشيعة زمناً طويلاً ودرس في حوزاتهم: (القول بتحريف القرآن بإسقاط كلمات وآيات قد نزلت، وبتغيير ترتيب الكلمات أجمعت عليه كتب الشيعة) ([الوشيعة لموسى جار الله (ص:104)]).
وتعزيزاً لهذه الدعوى بتحريف القرآن تجد في كثير من الروايات أن الإمام يقرأ الآية بزيادة غير موجودة، ثم يعقب بقوله: (هكذا نزلت). فعن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: [(ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً) هكذا نزلت ]، ([الكافي – الشيخ الكليني – (ج1/ ص:414).]). وقال صاحب الكافي: (وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى، كما يظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها) ([شرح الجامع (ج11/ص:88)]).
ولهم كتاب في ذلك لأحد كبرائهم اسمه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب)لحسين بن محمد تقي الدين الطبرسي. وورد في الكافي أيضا (من أن القرآن الذي جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية) ([الكافي (ج2 ص:134)]). والقرآن الذي بين أيدينا يبلغ ستة آلاف ومائتي آية، مما يعني أنه قد حذف منه الثلثان، فهل كل ما حذف هو في بيان فضائل الأئمة ومثالب أعدائهم؟؟!!
والمصحف عندهم اليوم هو نفس مصحفنا، يقول نعمة الله الجزائري: (قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها، والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان، فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء، ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين فيقرأ ويعمل بأحكامه) ([الأنوار النعمانية (ج2 ص:363-364)]).
غرابة التأويل للقرآن:
ومن أمثلة ذلك تفسيرهم الرب بالإمام، ففي قوله تعالى: ((وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا)) [الزمر:69]، قال أبو عبد الله: [[رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت -أي: الراوي-: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر، ويجتزون بنور الإمام]] ([تفسير القمي (ج2 ص:253)، تفسير البرهان (ج4 ص:87)، تفسير الصافي (ج4 ص:331).]).
ولفظ الكتاب يؤول بعلي، فعن الصادق في قوله تعالى: ((الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)) [البقرة:2]، قال: [[الكتاب علي، ولا شك فيه]] ([تفسير القمي (ج1 ص:30)، تفسير العياشي (ج1ص:26)]).
وكلمة الشمس في قوله تعالى: ((وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)) [الشمس:1]، تؤول بعلي أيضاً: [[الشمس أمير المؤمنين، وضحاها قيام القائم]] ([البرهان (ص:4/ج467)]). ومن المشهور تأويلهم قوله تعالى: ((مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ)) [الرحمن:19]، قالوا: [[علي وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه]]، ((يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ )) [الرحمن:22] [[الحسن والحسين]] ([تفسير القمي (ج2/ص:344)]).
طعنهم في السنة انطلاقا من تكفير معظم الصحابة وإسقاط عدالتهم
أخطر ما في الباب تكفيرهم لمعظم الصحابة رضي الله عنهم أبو هريرة وعائشة وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص، وغيرهم ممن حفظوا علينا أخبار رسول الله وأحواله وأيامه وأحكامه، كلهم كفار مرتدون، وبالتالي فأخبارهم مردودة، وأحاديثهم كلها باطلة، فينهدم بذلك الجسر الوحيد الذي يربطنا بمصدر التشريع الثاني ألا وهو سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام.
فعن أبي جعفر قال: [[كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ قال: المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي، ثم عرف أناس بعد يسير، فقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا، وأبوا أن يبايعوا حتى جاءوا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرهاً فبايع،.. ]] ([بحار الأنوار – المجلسي – (ج 22/ص:333)]).
ولهذا لا يقبلون الأحاديث التي يرويها أهل السنة في كتبهم، وعلى رأسهم البخاري صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله، ومسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم. يقول مرجعهم محمد حسين آل كاشف الغطا: (إن الشيعة لا يعتبرون من السنة إلا ما صح لهم من طرق أهل البيت، أما ما يرويه مثل أبي هريرة، وسمرة بن جندب، وعمرو بن العاص ونظائرهم، فليس لهم عند الإمامية مقدار بعوضة) ([أصل الشيعة وأصولها (ص:79)]).
قال الإمام مالك رحمه الله: (إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابه صالحين)([الصارم المسلول (ص:580).]).
وكان أبو زرعة الرازي يقول: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة) ([الكفاية في علم الرواية – الخطيب البغدادي – (ص:67)]).
آل البيت عند الشيعة وآل البيت عندنا
ففي شبكة الشيعة العالمية “إن آل البيت في تعريف الشيعة هم فئة محدودة من نسل الرسول صلى الله عليه وآله خصتهم الروايات الواردة على لسانه وقصدهم النص القرآني ( آية التطهير ) وهم علي وفاطمة والحسن والحسين ثم تسعة آخرون من نسل الحسين“. وقالوا بعصمتهم ونسبوا إليهم الخوارق والعجائب واخترعوا لهم نصوصا في ذلك ينسبونها للغائبين منهم ممن يلتقونهم في الكهوف والوهاد والوديان والفلوات في أزمان وأماكن مختلفة من غير شهود أو إثبات
– فهم الأسماء الحسنى، روى الكليني في أصل الكافي عن أبي عبد الله في قول الله عز وجل: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف، آية:180]، قال: “نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا” [أصول الكافي:1/143-144]. وهم وجه الله وعينه ولسانه ويده وبابه وخزانه، يروون عن أبي جعفر أنه قال: “نحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم، ونحن عين الله في خلقه، ويده المبسوطة بالرحمة على عباده، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا” [أصول الكافي:1/143، البرهان:3/240]. وحتى نسبوا إليهم أمور الحساب، والصراط والميزان، والجنة والنار “قال أبو عبد الله: “إلينا الصّراط وإلينا الميزان وإلينا حساب شيعتنا” [رجال الكشّي: ص337.].وعدّ الحرّ العاملي من أصول الأئمّة الإيمان بأنّ حساب جميع الخلق يوم القيامة إلى الأئمّة [الفصول المهمّة في أصول الأئمّة: ص:171]، وجاءت عندهم روايات كثيرة تقول: “لا يجوز الصّراط أحد إلا ومعه ولاية من علي” [المعالم الزّلفى؛ ص:239].
وأما آل البيت عندنا أهل السنة فبينه لنا قول ربنا وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ما فهمه العلماء بعد ذلك منهما، قال الله تعالى: ﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا﴾ [الأحزاب:32-34].
وعن أم المؤمنين عائشة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: «إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً».
فمعنى أهل البيت عند أهل السنة يتعدى نساء النبي صلوات الله عليه ويتعدى الإمام علي والسيدة فاطمة وإلامامين الحسن والحسين إلى غيرهم كما في حديث زيد بن الأرقم الذي سئل فيه: (نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته الذين حُرموا الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس)، فمفهوم أهل البيت يتضمن أيضاً آل عباس وابن عبد المطلب وآل عقيل بن أبي طالب وآل جعفر بن أبي طالب بدليل حديث زيد بن الأرقم، ويدخل في مسمى أهل البيت أيضاً آل الحارث بن عبد المطلب لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب: «إنّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس».
فالشيعة ضيقوا واسعا بل أخرجوا من أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاته وفيهم نزلت (آية التطهير) بشكل مباشر صريح ودخل معهن أصحاب الكساء: علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ببيان النبي صلى الله عليه وسلم، ثم وسع أهل السنة الدائرة بما معهم من نصوص وقرائن، وقالوا بالترضي على من عايشوا النبي صلى الله عليه وسلم منهم مؤمنين به، ووقروا واحترموا من بعدهم، واستحضروا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في قيمة الأنساب عموما بمن فيهم أهل البيت “ومن أبطأَ بِهِ عملُهُ لم يُسرِع بِهِ نسبُه“، فلم يقولوا بعصمة أحد بعد رسول الله ولا بغيبته، ولم يناصبوا العداء لآل البيت وأهله بل احتضنوهم وشرفوهم وتألموا لمصاب بعضهم على يد سفائهم، ونصروا من يستطيعون مناصرته، ولم يثبت عندهم نص صريح في توليتهم أمر الحكم، فاجتهدوا في تقديم من يرونه صالحا منهم أو من غيرهم.
السنة يحتاطون في التكفير والشيعة يكفروننا بالجملة ويتعبدون بقتلنا
فأهل السنة قدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أبى أن يقتل المنافقين حتى لا يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه، بينما استمع معي لموقف الشيعة من أهل السنة: يقول شيخهم البحراني والذي يلقبونه بالمحقق: (والتحقيق المستفاد من أخبار أهل البيت عليهم السلام، كما أوضحناه بما لا مزيد عليه في كتاب “الشهاب الثاقب” أن جميع المخالفين العارفين بالإمامة والمنكرين القول بها، كلهم نصاب وكفار ومشركون، ليس لهم في الإسلام ولا في أحكامه حظ ولا نصيب…) ([الحدائق الناضرة للمحقق البحراني (ج 14/ص:159)]).
ويقول شيخهم المجلسي مقرراً هذا المعنى للناصب (السني): (اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام، وفضل عليهم غيرهم، يدل على أنهم كفار مخلدون في النار) ([ بحار الأنوار – العلامة المجلسي – (ج 29/ص:33)]).
ويكفي في كونه ناصبياً، تقديمه لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، كما صرح أحد علمائهم: (بل أخبارهم عليهم السلام، تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنياً) ([المحاسن النفسانية – الدرازي- (ص:147)]).
وعن أبي عبد الله قال: [[ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت؛ لأنك لا تجد رجلاً يقول: أنا أبغض محمداً وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا ]] ([ بحار الأنوار – العلامة المجلسي – (ج27/ص:233).]).
وكمثال توضيحي أورد عالمهم محسن المعلم بعض هؤلاء النواصب فقال: (ومنهم -أي: النواصب- عمر بن الخطاب وأبو بكر وعثمان وعائشة وأنس بن مالك وحسان بن ثابت والزبير بن العوام وسعيد بن المسيب وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله والإمام الأوزاعي والإمام مالك والأشعري وعروة بن الزبير وابن حزم وابن تيمية والإمام الذهبي والبخاري والزهري والمغيرة بن شعبة والباقلاني…وغيرهم كثير) ([النصب والنواصب -محسن المعلم- (ص:259)]).
ولقد بالغوا في التكفير حتى عدوه من ضروريات مذهبهم وأسسه التي ينبني عليها.
يقول أحدهم: (لا خلاف بين أصحابنا رضوان الله عليهم، من هؤلاء القائلين بهذا القول وغيرهم في كفر الناصب ونجاسته وحل دمه وماله، وأن حكمه حكم الكافر الحربي) ([الحدائق الناضرة – المحقق البحراني – (ج 10/ص:42)]).
وقد نص مرجعهم الخوئي على أنه (لا فرق بين المرتد والكافر الأصلي الحربي والذمي والناصب) ([منهاج الصالحين -الخوئي- (ج1/ص:116)]).
وخصص الجواهري في كتابه الفقهي جواهر الكلام بابا باسم (حلية دم الناصبي)، وذكر فيه روايات كثيرة منها: (عن داود بن فرقد، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: [[ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم لكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يُشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله، قال: توِّه ما قدرت عليه]] ([الحدائق الناضرة -المحقق البحراني- (ج18/ص:156)، في باب أن المخالف ليس مسلماً على الحقيقة]).
قال الكلبيكاني -من كبار علمائهم في هذا القرن- معلقاً بعد أن أورد بعض روايات أئمتهم في قتل السني: (وقد علمت التهديد الوارد في الرواية الأخيرة بالنسبة إلى من قدر على قتله ولم يفعل، كما أنه قد استفيد من الأدلة أن هذا الحكم متعلق بما إذا لم يكن في إقدامه على قتله ضرر، وإلا فليس عليه ذلك) (الدر المنضود -السيد الكلبيكاني- (ج 2/ص:253).
ورووا قصة رجل قتل عددا من أهل السنة “فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا بجير عليك بكل رجل قتلته منهم كبش تذبحه بمنى؛ لأنك قتلته بغير إذن الإمام، ولو أنك قتلتهم بإذن الإمام لم يكن عليك شيء] (تهذيب الأحكام (ج10/ص:213) في باب دية الناصب إذا قتل بغير إذن الإمام).
فليس يمنع الشيعي من قتل أهل السنة إلا الخوف، فإذا ذهب الخوف وقعوا في دمائهم، كما تنص عليه هذه الوصية التي يوصيهم فيها إمامهم قائلاً: [[لولا أنا نخاف عليكم أن يقتل رجل منكم برجل منهم، والرجل منكم خير من ألف رجل منهم، ومائة ألف منهم، لأمرناكم بالقتل لهم]] (تهذيب الأحكام – الشيخ الطوسي – (ج6/ص:387)).
ولعل هذه الروايات تجعلنا نفهم بعض ما يجري لأهل سنتنا في سوريا والعراق والأحواز وعموم سنة إيران ولبنان وما كان فيها من مذابح للفلسطينيين على غير ما ذبح على يد الصهاينة واليمن الآن وما يفعله الحوثيون بالشعب اليمني، فإذا أبيحت الأرواح كان ما هو أقل منها أيسر عليهم من أموالهم ومصالحهم، جاء في كتاب تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة الطوسي ت460هـ عن أبي عبد الله ع قال: خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس” تهذيب الأحكام 4/122. وجاء بخصوص تحريم نكاحهم عن الفضيل بن يسار قال (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن نكاح الناصب؟ فقال لا والله ما يحل) (الكافي؛ 5/350). وعن أبي عبد الله قال: (تزوج اليهودية والنصرانية أفضل أو قال خير من تزوج الناصب والناصبة) (الكافي؛ 5/351).
وذبيحتنا محرمة عليهم، فعن فضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال ذكر الناصب فقال لا تناكحهم ولا تأكل ذبيحتهم ولا تسكن معهم تهذيب الاحكام (7/303) الاستبصار (3/184).
والصلاة خلف السني لا تجوز:يقول شيخهم الطوسي في مختصره الفقهي: (ولا تصل خلف الناصب، ولا خلف من يتولى أمير المؤمنين، إذا لم يتبرأ من عدوه إلا في حال التقية) ([ النهاية – الشيخ الطوسي – (ص:112)])، فلن يصلي الشيعي خلفك حتى وإن توليت علياً ما لم تتبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
وإذا صلى تقية على السني فيرشده أئمة الشيعة كيف يصلي وكيف يدعو، يقول شيخهم المفيد في مختصره الفقهي: (وإن كان ناصباً فصل عليه تقية، وقل بعد التكبيرة الرابعة: عبدك وابن عبدك لا نعلم منه إلا شراً، فاخزه في عبادك وبلادك، واصله أشد نارك، اللهم إنه كان يوالي أعداءك، ويعادي أولياءك، ويبغض أهل بيت نبيك، فاحش قبره ناراً، ومن بين يديه ناراً، وعن يمينه ناراً، وعن شماله ناراً، وسلط عليه في قبره الحيات والعقارب) ([المقنعة – الشيخ المفيد – (ص:229-230)]).
بل هم يرون نجاستنا فمما رووه عن إمامهم أنه قال: (إياك أن تغتسل من غسالة الحمام ففيها تجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم؛ فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقاً أنجس من الكلب، وإن الناصب لنا أهل البيت أنجس منه) ([بحار الأنوار – العلامة المجلسي – (ج 73/ص:72)]). ويأمرون من صافحك منهم أيها السني تقية أن يغسل يده، جاء في الكافي عن أحد رواتهم أنه قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: [[ألقى الذمي فيصافحني، قال: امسحها بالتراب وبالحائط، قلت: فالناصب؟ قال: اغسلها]] ([ الكافي للكليني (ج2/ص:650)]).
ويحكمون علينا بالخلود في النار، فعن أبي جعفر قال: [[لو أن كل ملك خلقه الله عز وجل، وكل نبي بعثه الله، وكل صديق وكل شهيد شفعوا في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله جل وعز من النار ما أخرجه الله أبداً، والله عز وجل يقول في كتابه: (ماكثين فيه -هكذا- أبداً)]] ([ بحار الأنوار (ج 27/ص:234).]).
في التاريخ والواقع شهادات صادمة عن جرائم الشيعة في حق السنة
ففي التاريخ والواقع شهادات صادمة لهذا الحقد المتراكم على أهل السنة، قال واحد منهم وهو نعمة الله الجزائري (.. وفي الروايات أن علي بن يقطين وهو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين وكان من خواص الشيعة فأمر غلمانه فهدموا سقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريباً فأراد الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم عليه السلام فكتب إليه: جواب كتابك بأنك لو كنت تقدمت إلي قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم وحيث أنك لم تتقدم إلي فكفر عن كل رجل قتلته منهم بتيس، والتيس خير منه” الأنوار النعمانية (ج2/ص:308)، هذه هي دية السني المقتول بغير إذن الإمام ولو استأذن ما كان عليه شيء.
ثم اقرأ معي أخبار سقوط دولة بني العباس على يد التتار وبمؤامرة الشيعة الرافضة حيث اشترك فيها جماعة منهم النصير الطوسي وابن العلقمي، ويكفي أن يعلم أن عدد القتلى كما يذكر المؤرخون بلغ قرابة مليوني نسمة، فيهم الخليفة وأهله والوزراء والعلماء والأئمة والخطباء وحفاظ القرآن وغيرهم واختبأ كثير من الناس مدة أربعين يوماً بين الأوساخ والقاذورات فخرج من خرج منهم حياً متغيراً لا يكاد يعرفه أحد ثم انتشرت الأوبئة والطواعين فهلك بالأمراض جم غفير ممن نجى من الموت بالذبح.
فهذا الطوسي الخائن بالنسبة لنا يقول فيه الشيعي الخوانساري وهو يترجم له (ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم …هولاكو خان.. ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد.. بإبادة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار فانهار بها في ماء دجلة ومنها إلى جهنم دار البوار) اهـ (روضات الجنات؛ 6/300-301).
وفي العصر الحاضر يقول الخميني بنفس التنويه بالنصير الطوسي حتى لا يقال أولئك إخباريون قدامى بخلافنا نحن معاشر المعاصرين والأصوليين: (إن من باب التقية الجائزة دخول الشيعي في ركب السلاطين، إذا كان في دخوله الشكلي نصر للإسلام والمسلمين مثل دخول نصير الدين الطوسي) (الحكومة الإسلامية؛ ص:142).
ثم انظر في تاريخنا ما فعله العبيديون المسمون بالفاطميين بالسنة شمال إفريقيا مما تشيب من هوله الصبيان وقد بدأوا بذبح العلماء لأن عقيدتهم أن لا يتحدث في بيت فيه سراج فأطفأوا السرج قبل أن يفعلوا الأفاعيل في عوام أهل السنة، فبالإضافة إلى طعنهم في الصحابة، وتعليق رؤوس الأكباش – الدالة في زعمهم على أسماء الصحابة، أجبروا الناس على الدخول في مذهبهم بوسيلة التخويف بالقتل، و نفذوا حكم الإعدام في أربعة آلاف رجل مرّة واحدة، قال القابسي: إن الذين ماتوا في دار البحر -سجن العبيديين- بالمهدية من حين دخل عبيد الله إلى الآن أربعة آلاف رجل في العذاب، ما بين عالم وعابد ورجل صالح، (انظر: رياض النفوس في طبقات علماء القيروان و افريقية و زهادهم و نساكهم و سير من أخبارهم وفضائلهم و أوصافهم)، لأبي بكر عبد الله بن محمد المالكي (2/56). وذبحوا ثلاثمائة فقيه على ضفاف النيل وجيء بابن النابلسي وسلخ حيا أمام خليفتهم حتى وصل السلاخ إلى صدره فطعنه في صدره “رحمة به”.
وما جرى من طعن العثمانيين من الخلف حتى لا يتقدموا في فتوحاتهم في أوروبا حتى قال أحد الغربيين لولا الشيعة لرأينا القرآن يتلى في بروكسيل وغيرها يقصد أن تصبح جزءا من بلاد المسلمين، وما فعل من التحالف مع الأمريكيين في ضرب أفغانستان والعراق ثم المذابح الجارية الآن فيه وفي سوريا وغيرها، فكل ذلك يؤكد ولاء الشيعة الروافض لأعداء الأمة وخصوصا عند اشتداد المعارك معهم، يقول ابن تيمية في منهاج السنة: “وكثير منهم ـ يعني الرافضة ـ يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين، ولهذا لما خرج الترك الكفار من جهة المشرق وقتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على المسلمين، وكذلك الذين كانوا بالشام وحلب وغيرهما من الرافضة، كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين.. فهم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم ” منهاج السنة (2ـ104).
إن ما جرى في التاريخ وما يجري أمام أعيننا الآن في العراق وسوريا واليمن وغيرها يجعلنا فعلا مع الشيعة أمام أخطر من الدواعش في التكفير والقتل والتهجير ومخلتف أشكال إقصاء الآخر وتنحيته من الوجود والحياة. فمعضهم مما تأكد لي أنهم منافقون متمسحون بالإسلام الذي يريدون والذي يريده لهم دهاقنتهم الكبار، ويتمسحون بكل مقولة تمكن لهم من: حق الاختلاف والتعددية المذهبية وحقوق الإنسان وكونهم من الفرق الأصولية وليسوا من الإخباريين وأنهم أوفياء لآل البيت وللدولة العلوية متناسين أنهم من قاتل الدولة الإدريسية من قبل وساهم في إسقاطها وهم من لب آل البيت، وأما إذا تقوى الشيعة وتمكنوا فالخبر منهم ما كان في التاريخ وما نراه منهم اليوم، ولله في خلقه شؤون، والعاقل من يعتبر، والمومن لا يلدغ من جحر مرتين.