الشيخ عمر القزابري يكتب عن: ضحايا فاجعة «احتراق حافلة طانطان»
هوية بريس – الشيخ عمر القزابري
الجمعة 10 أبريل 2015
فتحنا أعيننا اليوم على خبر تلكم الواقعة، والنازلة الفاجعة، المتمثلة في الحادثة الأليمة التي وقعت على مقربة من طان طان، ولا شك أن كل مغربي أحس بالألم والحزن، كيف لا ونحن بفضل الله في هذا البلد جسد واحد، نتقاسم الأتراح كما الأفراح..
لقد حزنا كثيرا للأطفال الصغار الذين قدر الله رحيلهم عن هذه الدار، دار الأكدار، ونتقاسم مع ذويهم الألم في فقدهم، فقلوبنا مغمومة، ونفوسنا مكلومة، ولكن، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أخذ وله ما أعطى، والحمد لله على ما قضى وأمضى، ولا عزاء، أمام هذا البلاء، إلا الثقة في عظيم الجزاء، الذي وعد الله به الصابرين في قوله تعالى: (وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
كما نذكر أحبابنا الذين فقدوا فلذات أكبادهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ولد العبد، قال الله سبحانه وتعالى للملائكة: أقبضتم ولد عبدي؟ قالوا: نعم، قال: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ قالوا: نعم، قال: فما قال؟ قالوا: استرجع وحمدك (يعني قال: إنا لله وإنا إليه راجعون وحمد الله) قال: ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد…).
نسأل الله أن لا يحرم آباء هؤلاء الأطفال وأمهاتهم من بيت الحمد، وأن يرزقهم الحمد الموجب لذلكم المجد، وأن ينزل عليهم السكينة، حتى يقابلوا قضاء الله بقلوب راضية مطمئنة، كما نسأله سبحانه أن يرحم الموتى صغيرهم وكبيرهم، وأن يشفي الجرحى.
ونسأله سبحانه أن يحفظ بلدنا الحبيب من كل سوء ومكر وشر، وأن يحفظ ملكنا ويوفقه لكل خير.
أسأل الله العظيم أن يحفظكم جميعا ويحفظ أبناءكم وأحبابكم وكل من مد إليكم بسبب ونسب.
اللهم أدخلنا جميعا في كنف سترك الذي لا تخرقه الرماح ولا تهتكه الرياح، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.