من الزواج المثالي إلى الزواج المثلي
د. أحمد الريسوني
هوية بريس – الجمعة 10 أبريل 2015
الزواج المثالي هو الزواج الذي عرفته البشرية منذ أول أمرها إلى الآن. إنه الزواج بين رجل وامرأة، لأجل معاشرة جنسية متوافقة وشراكة اجتماعية متكاملة. ويقوم هذا الزواج المثالي على حقوق وواجبات ومسؤوليات مشتركة متبادلة بين الزوجين، وتؤدي -في مقدمة ما تؤدي إليه- إلى حفظ الجنس البشري وتنشئته واستمراريته على هذه الأرض. وعلى هذا الأساس تشكلت المجتمعات والبنيات المجتمعية، ثم البنيات السياسية والحضارية…
هذا عن الزواج المثالي، أما الزواج المثلي، الذي ظهر في مطلع القرن الواحد والعشرين، فهو عبارة عن ترسيم قانوني جديد لمرض نفسي وانحراف اجتماعي قديم، حيث العلاقة الجنسية “الزوجية” تتم بين ذكرين أو بين أنثيين. وكجميع الأمراض والانحرافات ظلت المجتمعات والديانات ترفض هذا الداء وتعمل على محاصرته ومعالجته بشتى وسائل العلاج. وأكبر دليل على مرضيته واستهجانه عالميا، هو كون اسمه ووصفه الأكثر شيوعا في العالم حتى اليوم هو “الشذوذ الجنسي”.
ولست أدري هل “الانحراف الحقوقي” الذي دب في بعض المنظمات الحقوقية والحركات الشبابية الغربية هو الذي أدى إلى اختراع فكرة الحقوق الشاذة للمثليين، وحقهم في “زواج” معترف به، أم أن شيوع موجة اللوطيين الجدد ضمن ما يسمى بالثورة الجنسية هو الذي ضغط على المنظمات الحقوقية لتبني هذا المطلب؟
ولا يخفى على أحد أن العلاقات الجنسية المثلية وما يسمى الزواج المثلي ليس أكثر من لذة فرج ودبر، ينتهي بعدها كل شيء، لتبدأ رحلة الأمراض الجسدية والاجتماعية، وليبدأ التعطيل والهدم للأخلاق وللأسرة وللبنى التحية للحضارة البشرية. إنها شرعة “حقوق الإنسان في آخر الزمان”…
فهل سيصل الإجهاضيون -فرع المغرب- في نضالاتهم التحديثية حتى يحققوا مغربة الزواج المثلي وتقنين الحقوق الجنسية المثلية؟
أظن أن جوابهم لن يتأخر.