لقاء خاص مع العالم المقاصدي د. أحمد الريسوني
حمزة اليوسفي
هوية بريس – الخميس 16 أبريل 2015
قامت منظمة التجديد الطلابي يوم الخميس 26 مارس 2015 بإنجاز ندوة تواصليّة في إطار أشغال المنتدى الوطني السابع عشر للحوار والإبداع الطلابي دورة الشّهيد عبد الرّحيم حسناوي، وكان هذا اللقاء التواصلي خاصاً بين أعضاء المنظمة وبين العالم المقاصدي الدّكتور أحمد الريسوني الذي قام بمداخلة تطّرق فيها للجانب الروحي والإيماني الذي دعا فيه أهل الإسلام بربط التفكر بذكر الله عز وجل.
كما أشار في مداخلته أنّه لابد من ترشيد التديّن وأنّ ترشيد التديّن مراتب كما أنّ الأعمال في الدين وفي هذه الحياة مراتب ودرجات، وقال بأنّ ليس العاقل من يعرف الخير من الشّر، وإنّما العاقل من يعرف خير الخيرين وشرّ الشرين، كما أنّ للخير درجات فإنّ للشرّ درجات، وكما أنّ للأعمال السيّئة درجات فإنّ للأعمال الصالحة درجات.
وقد دعا الحضور بأن يستغلوا حياتهم في الخير على القدر الأمكن، واستدلّ بقول أحد العلماء، الذي قال: من شغله فرضه عن نفله فهو معذور، ومن شغله نفله عن فرضه فهو مغرور، ثم بيّن أنّ الفرائض نفسها والنوافل مراتب وضرب بعض الأمثلة على ذلك، كما بيّن أنّ فروض الكفايات مقدّمة مطلقاً على الواجبات، وأنّ فروض الكفايات تخدم الأمّة لا الشّخص.
مشيراً أنّ الواجبات المؤقتة التي يكون لها وقتا زمنياً معينا لا ينبغي تأجيلها خلافاً للواجبات التي يكون وقتها متّسع فهذه يمكن أن تؤجّل، ومما قاله في ختام مداخلته (قبل الانتقال إلى المداخلات والأسئلة التي وجّهها أعضاء المنظمة للدّكتور) أنّه يجب أن تدور حياتنا نحو الفاضل والأفضل، ويجب أن يكون هذا مبدئاً، وهذه هي رسالتنا.
وبعد أن ختم مداخلته القيّمة فتح الباب لأعضاء منظمة التجديد الطلابي لطرح أسئلتهم واستفساراتهم، الذين بدورهم كان لهم تفاعلاً مع الدكتور إيجابياً من خلال الكم الهائل من المداخلات والأسئلة العميقة، ومن الأسئلة التي طرحت عليه:
التراث الإسلامي وإشكالياته؟!
فكانت إجابة الدّكتور “أحمد الريسوني” بأنّ تراثنا تراث علميّ حضاري ثقافي أخلاقي هذا هو الأصل، وأمّة بلا تراث لا وزن لها، حيث قال أيضاً أنّ هناك من الأمم من يصنعون تراثا وهميّا، فيصنعون شيئاً من لا شيء.
وقال كذلك بأنّ تراثنا ليس ديناً وليس وحياً منزلاً بل اجتهاد بشريّ يحتمل الخطأ والصواب، ولا عصمة لأحد بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واستدلّ على ذلك بقول الإمام مالك -رحمه الله-: كلّ يؤخذ من كلامه ويردّ إلاّ صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، كما أكّد على أنّ التراث ينبغي ألا ينقّح وإنّما يُقرأ بعين بصيرة وعقلية ناقدة.
الأسباب التي تؤدي إلى التطرّف؟!
حيث قال بأنّ من أهمّ هذه الأسباب: الظلم، والنظام العالمي قائم على الظلم، ومن أسوء أنواع الظلم = الظلم المؤسساتي، وكذلك من أسباب التطرّف الجهل بحقيقة الدين، والمعرفة السطحية التي تؤدي إلى الغلو والتطرّف.
التوغل الشيعي بالمغرب؟!
أكّد الدّكتور الريسوني على خطر التشيّع الإمامي بالمغرب وحذّر من معتقداتهم، كما جاء في جوابه أنّ من أراد أن يتشيّع من حيث الحرية فليكن ذلك، لكن من حقّنا أن نخاف وأن ندافع على مجتمعنا وعلى سنيتنا وإسلامنا، وطرح إشكالاً كيف لأقلّية موغلة في أقليتها تريد منعنا حتى من الكلام وهذه هي العقليّة الاستبدادية، وضرب مثالاً على ذلك: البيانات التهديديّة والتحريضية التي قام بها الرافضة لمنع الندوة التي عقدتها “حركة التوحيد والإصلاح” بمدينة الرّباط عن الفكر الشيعي الإمامي.
عاصفة الحزم؟!
كما أكّد على أنّ الحرب على الحوثيين مشروعة لأنّهم طغوا على مجتمعهم بالسّلاح وبمساندة القوى الخارجيّة كإيران، وقال بأنّ القوّة ينبغي أن تردّ بالقوّة وأن يعامل الحوثيّ بالمثل فهذا مطلوب.
التنوّع اللغويّ بالمغرب؟!
أشار الدكتور على أنّ من الإبداع أن يكون عندنا لغات ولهجات مختلفة كالأمازيغيّة والدارجة ودعا النّاس أن يستفيدوا من التنوّع، لكن قال بأنه ينبغي التأكيد على أنّ العربيّة هي اللغة الرّسمية وهي لغة العلم، لكن حينما يصبح التدريس بالدارجة فإنّ رصيدنا المعرفيّ والتاريخيّ يساوي صفر.
قضيّة الإجهاض التي أثيرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة؟!
حيث أجاب عنها بأنّ أصحاب تلك الدعاوى لا يناقشون مسألة الإجهاض بل هي فقط وسيلة لتحقيق نمط مجتمعي معيّن يريدونه = الإباحيّة، يريدون مجتمع بهائمي جنسي يحارب العفّة وينتج ألا مسؤوليّة، وأكّد على أنّ هؤلاء سينتقلون من الإجهاض الأجنّة إلى إجهاض المجتمع بنمطيّة معيّنة.
الإقتصاد الإسلامي في واقعنا؟!
أجاب بأنه لا يوجد اقتصاد إسلامي لكن من أقرب النماذج للاقتصاد الإسلامي هي تركيا وماليزيا، حيث أشار بأنّه لا يقول بأنّ تركيا ليست فيها اقتصاد ربوي لكن المقصود محاربة الفساد، فتركيا قطعت أشواطاً كبيرة في محاربة الفساد الاقتصادي بأشكاله المتنوّعة، وكذلك ماليزيا فهي نموذج ممتاز وقد أخذوا الأمر عن وعي، وهي أقرب البنوك للاقتصاد الإسلامي، أما في المغرب فالإعداد موجود لكن المشكل في القرار السياسي.
الحركات الإسلاميّة بالمغرب؟!
أكّد كذلك على أنّ الحركات الإسلامية بالمغرب متعددة، وأحسن نموذج في حقيقة الأمر هو الذي بالمغرب لأنها أكثر هدنة وتلاؤما وأكثر ائتلافا رغم الاختلافات.
مؤمنون بلا حدود؟!
أجاب الريسوني على إحدى الأسئلة المتعلقة بالإمارات وبمؤسسة مؤمنون بلا حدود بالخصوص؛ بأنّ مؤمنون بلا حدود ينشرون الإلحاد بالمغرب وقوّتهم هي المال، وقال بأنهم استدعوه للحضور في إحدى ندواتهم التي رفض المشاركة فيها، بل طلبهم بأن يتقدموا بالاعتذار من أجل تلك الدعوة.
النظام السعودي الجديد؟!
كما أجاب وعبّر على أنّ التوجه السعودي الجديد توجّه إجابيّ خصوصاً وأنه تم الإفراج عن كثير من المعتقلين وأطلق سراحهم، وأيضاً سياسة النظام الجديد مغايرة لعبد الله بن عبد العزيز، وهذا أحسن بكثير.