تفاصيل الحادثة التي أودت بحياة المقرئ باسو وأصيب فيها المقرئ يونس اسويلص
هوية بريس – عبد الله مخلص
السبت 18 أبريل 2015
ما إن وصلنا إلى مصحة السلام بالدار البيضاء وتوجهنا صوب المسؤولين عن الاستقبال؛ حتى بادرتنا إحدى المستخدمات بقولها؛ الطابق الرابع الغرفة:410؛ لترشدنا إلى الغرفة التي يرقد فيها المقرئ يونس اسويلص.
كان رد فعلها هذا عاديا باعتبار عدد الزوار الذين يتوافدون يوميا لعيادة مقرئ أحبوه وربما لم يلقوه أو يجالسون يوما؛ وما إن دخلنا الغرفة حتى وجدنا ضيوفا من مدينة القنيطرة وآخرين من مدينة الدار البيضاء قدموا لزيارة يونس ومواساته في مصابه.
الحمد لله فرغم خطورة الحادثة التي تعرض لها يونس والتي ذهب ضحيتها المقرئ عبد الله باسو والأخ الفاضل عزيز أحلوي رحمهما الله إلا أن الحالة الصحية ليونس تبعث على الاطمئنان؛ فهو يعاني من كسر على مستوى الحوض والرجل واليد، وانتفاخ في العين اليمنى؛ لكن وضعيته الصحية وفق بيانات الطبيب مستقرة وتتحسن يوما بعد آخر.
من غريب ما أخبرنا به المقرئ يونس أنه لم ينم طوال حياته في سفر؛ وكانت هذه الحادثة استثناء؛ حيث غالبه النوم فاستسلم له وكان يجلس جنب السائق، وباسو رحمه الله هو السائق والأخ عزيز أحلوي في الخلف؛ لذلك لم يستطع أن يتابع عن كثب تفاصيل الحادث؛ حيث استيقظ على صوت أحد مرافقيه وهو يصيح: (عنداك الكاميو)؛ حينها نطق يونس -وفق قوله- بالشهادة التي ربما لم يكملها نتيجة الاصطدام المروع للشاحنة بالسيارة.
وبعد أن استعاد وعيه علم اسويلص أن الحادثة وقعت في إقليم برشيد طريق بن احمد؛ نتيجة عدم احترام سيارة صغيرة (انظر الفيديو) لحق الأسبقية! حيث خرجت من طريق فرعية إلى طريق رئيسية وقطعت الطريق على الشاحنة التي صدمتها بقوة فمات عدد من ركابها وجرح آخرون؛ ومنه صدمت السيارة التي كانت تقل المقرئين يونس اسويلص وعبد الله باسو وتقني الصوتيات عزيز أحلوي فتوفي الأخيران وعاش الأول وهو يعاني اليوم من أزمة نفسية نتيجة فقدانه لأخوين عزيزين فاضلين.
فيديو يصور ما بعد الحادثة:
إن حوادث السير في المغرب تحصد من الأرواح سنويا ما لا تحصده حروب في دول أخرى؛ ما يوجب على المسؤولين على هذا القطاع تحمل مسؤولياتهم كاملة ووضع قوانين صارمة ورادعة تحد من هذا الإجرام المسكوت عنه والذي يخلف مئات الموتى وآلاف الجرحى ويسبب إعاقات وحالات اجتماعية خطيرة، مع ضرورة رفع الوعي ونشر ثقافة احترام قانون السير.