82% من الإسرائيليين يؤيدون التهجير الكامل للفلسطينيين من غزة

هوية بريس – د.إدريس الكنبوري

في آخر استطلاع للرأي وسط الإسرائيليين، أجرته جريدة هآرتس الإسرائيلية، تبين أن 82 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون التهجير الكامل للفلسطينيين من غزة، و47 في المائة يؤيدون قتلهم جميعا.

هذا واحد فقط من عدة استطلاعات للرأي أجريت وسط الإسرائيليين في العامين الأخيرين على الأقل، كلها تبين الروح العدوانية في هذا الكيان اليهودي، وتكشف طبيعته الإجرامية.

تزامن نشر هذا الاستطلاع مع نشر الباحث الإسرائيلي تامي سوريك لدراسة خطيرة تحت عنوان “متخيل الإبادة في المجتمع الإسرائيلي” Mainstreaming a Genocidal Imagination in Israeli Society، قال فيها بأن التعبير عن العدوانية وعن الرغبة في الإبادة لم يعد محظورا في إسرائيل، وإن هذه الرغبة تجتاح جميع الشرائح والطبقات في إصرائيل، كما تجتاح المتدينين والعلمانيين.

وأعطى مثالا على ذلك لاعب الكرة الإسرائيلي داني نيومان الذي قال “إنني أقول لكم، في غزة الجميع إرهابي بدون استثناء، إنهم أبناء الكلاب، ويجب إفناؤهم، يجب أن يموتوا جميعا، علينا أن ندك غزة بالأرض ونحولها إلى رماد”.

أما الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ، الذي يصفه الباحث بأنه علماني، فقد قال”إنه شعب كله مسؤول، وليس صحيحا أن هناك مدنيين، ويجب أن نقاتلهم حتى نكسر عمودهم الفقري”.

هذه فقط بعض التصريحات من آلاف التصريحات التي صدرت عن مسؤولين وإعلاميين وفنانين ومثقفين ورياضيين ومدنيين وعسكريين في إسرائيل.

والسؤال هو: لماذا لا تعتقل إسرائيل مواطنيها بتهمة الإشادة بالإرهاب مثلا؟ لكن السؤال يبدو غبيا، لأن إسرائيل لا يمكن أن تعتقل نفسها، فهي كلها إرهاب.

ولماذا لا يقال عن إسرائيل إنها مجتمع الكراهية؟ هذا مستحيل، لأن الكراهية لم توضع من أجلهم بل من أجلنا نحن، فنحن من وضعت لهم مفاهيم الإرهاب والكراهية، ومعروف أن المنتج لا ينتج البضاعة لكي يستهلكها هو بل لكي بيعها لغيره، وهم يبيعون لنا هذه المفاهيم لنستهلكها.

وأنا أستغرب كيف يتحدث العرب عن شعارات لا يعرفها اليهود أصلا، كالتسامح والتعايش والحوار الديني، فهذه المفاهيم يستحيل أن تصل إليهم ولو بقينا نؤذن بها من أعلى الصوامع خمس مرات في اليوم. هذه العبارات معهم تشبه من يريد أن يتحاور مع رجل صيني قديم نام ألف عام بلغة عربية فصيحة، فلا هو يفهم العربية ولا هو يفهم حتى الصينية الحديثة.