صحف إلكترونية تتاجر من جديد بإشاعة «المنقبة المشرملة» بعد اعتقال مختلة عقليا
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
الجمعة 01 ماي 2015
استغلت بعض المنابر الصحفية الإلكترونية سابقا خبر إشاعة المنقبة التي تشرمل وجوه الفتيات بمدينة سلا قبل أن تنتقل إلى مدن الرباط وتمارة والبيضاء، وذلك من خلال الترويج للأخبار الزائفة سواء المتعلقة بحوادث الاعتداء التي بلغت إلى حدّ نشر خبر مفاده أن مستعجلات مدينة سلا استقبلت عشرات الفتيات المعتدى عليهن في وجوههن، مع استغلال صور لمنقبات، وصور لفتيات لا علاقة لهن بمدينة سلا، تعرضن لنفس الاعتداء في زمن سابق، وفي مدن أخرى.
وبعد أن تسببت الإشاعة ونشر أخبارها الزائفة في حالة من الخوف والذعر في صفوف بعض المواطنين خصوصا في مدينة سلا (أصل الإشاعة)، وعادت بالشر على عدد من المنتقبات اللواتي تعرضن للاعتداء من طرف الجهال والمتهورين بحجة أنهن المنقبة الإشاعة، بلغت حدّ إشهار سكين على المنقبة الشابة (أسماء.ع) لإجبارها على نزع نقابها من على وجهها!!
لا زال مع ذلك بعض الصحفيين المرتزقة من الأخبار الزائفة يتلاعبون بهذه الإشاعة مستغلين أحداث لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بموضوع الإشاعة المغرضة؛ فقد نشرت بعض المواقع أمس الخميس أن “مصدرا أمنيا أفاد أن عددا من المواطنين قاموا، صباح اليوم الخميس، باصطحاب سيدة من مواليد 1966 تبدو عليه أعراض خلل عقلي إلى مركز الشرطة الكائن بباب الأحد بمدينة الرباط، بعدما جرى ضبطها ترتدي جلبابا أسود وتحمل سكينا من الحجم الصغير.
وحسب المصدر الأمني، فالمعنية بالأمر تظهر عليها أعراض خلل عقلي، كما تبين أنها خضعت سابقا للعلاج النفسي على مراحل مختلفة، حيث باشرت مصالح الأمن بتنسيق مع السلطات المختصة إجراءات إيداعها مستشفى الأمراض العقلية بمدينة سلا.
وأضاف المصدر الأمني أن المعنية لم يصدر عنها أي سلوك عدواني اتجاه أي شخص، مؤكدا على ضرورة عدم الربط بين هذه الواقعة وبين إشاعة المرأة المنقبة التي سبق وأن كانت مدينة سلا مسرحا لها خلال الشهور الماضية، والتي عملت مصالح الأمن على نفيها في حينها”.
وفي المقابل، نشر أحدهم في موقع استطاع أن يحقق تقدما لافتا في الصحافة الإلكترونية (موقع نقول دائما أن له بعض المصداقية (والأصل لجريدته الورقية) التي ينبغي أن يحافظ عليها، وأن لا يترك المجال لمبتدئيه، كي يصعدوا على ظهر أخبار زائفة، لا مصداقية لها، ولا مهنية في نقلها، فيتسببوا للموقع في انتكاسة مدوية لمصداقيته ومهنيته)، الخبر بصيغة مخالفة؛ ملأها بالكذب والزور والبهتان، معنونا له بـ”أمن الرباط يلقي القبض على المنقبة المشرملة“، جاء فيه: “ألقت عناصر الأمن بالرباط، صباح اليوم الخميس، القبض على منقبة وهي تحاول “شرملة” فتاة بشفرة حلاقة من المرجح أنها “المنقبة” نفسها التي كانت قد روعت سكان الرباط وسلا قبل أسابيع.
وحسب مصادر أمنية، فإن الشرطة ألقت القبض على المشرملة قرب باب الأحد في الرباط، وهي تحاول “شرملة” فتاة بالمكان، إلا أن بعض المارة تدخلوا لمنعها وأمسكوا بها إلى أن حضرت الشرطة.
وأوضحت المصادر نفسها أن “المنقبة” كانت تحمل في حقيبة يدها مجموعة من شفرات الحلاقة والسكاكين، من المرجح أنها كانت تستعملها للاعتداء على الفتيات“.
ولك أيها القارئ الكريم أن تقابل وتقارن بين ما تم صبغه بالأحمر في كلا الخبرين، لترى حجم التزوير والبهتان في الخبر الثاني؛ وللإشارة فإن الموقع الذي نشر الخبر الأول عديم المصداقية والمهنية وأكثر نيلا من المتدينين (المنتقبة نموذجا)، ومع ذلك كان منصفا ومهنيا في نشر الخبر.
وللعلم كذلك، فمعد الخبر الزائف المغرض، هو نفس الصحفي الذي نشر خبر استقبال مستعجلات سلا لعشرات الفتيات ضحايا المنقبة المشرملة، الكاذب!!!
ومن نماذج هذا الارتزاق الصحافي وله علاقة بموضوعنا، ما نشره موقع آخر، يوما واحدا (الأحد 01 أبريل 2015) بعد بلاغ الأمن (نشر يوم: السبت 31 مارس 2015) الذي كذب فيه الإشاعة وفندها، ودعا المواطنين إلى الاطمئنان، مفاد هذا الخبر أن السلطات في الرباط ألقت القبض على “الشاب مشرمل الفتيات الذي يوهمهن في زي امرأة منتقبة”، وهو ما كان مستغربا وبشكل كبير من طرف المتابعين لموضوع الإشاعة، إذ أن مثل هذا الخبر كان سببا في استمرار الخوف والذعر عند بعض ضحايا الإشاعة الذين كانوا يقولون: “الأمن فقط كذب، وأراد أن يغطي على عجزه في اعتقال المنتقبة”!!!
في الأخير لا أجد إلا أن أذكر بخطر نشر الإشاعات والأكاذيب المحرمة شرعا، والمذمومة عقلا، والمتسببة عرفا ومجتمعيا في كوارث على عدة مستويات، من ذلك: انفضاح أمر بعض المرتزقة الذين يدعون أنهم يمارسون، مهنة المتاعب!!