المساء: كيف يخترق الإنجيليون الأمن الروحي للمغاربة؟
هوية بريس – المساء (ع:2682)
السبت 16 ماي 2015
منذ قضية ترحيل منصري عين اللوح في مارس 2010، التي أثارت لغطا إعلاميا وسياسيا كبير، تنامى لدى جميع المتابعين لملف التنصير في المغرب إحساس بانحسار الظاهرة وتراجع حملات التبشير الأجنبية، التي كانت تطفو على السطح بين الفينة والأخرى.
لا يعني هذا أن التنصير قد توقف على التراب المغربي بقدر ما يؤكد حقيقة ساطعة في هذا المجال تتعلق ببروز استراتيجية تنصيرية جديدة عنوانها العريض: اعتماد المبشرين والمنصرين المحليين من أبناء الوطن لحمل مشعل التنصير وبناء شبكة كنسية محلية تحتضن وتستقطب المعتنقين الجدد وتؤطرهم. وفي هذا السياق ظهرت الكنائس السرية الإنجيلية في المدن الكبرى.
في غشت الماضي سافر 15 شابا مغربيا من معتنقي “المسيحية” إلى مالقة في جنوب إسبانيا. هناك كان في انتظارهم أحد أقطاب التبشير الإنجيلي في فرنسا سعيد أوجيبو. كان اللقاء الذي استمر أكثر من ثلاثة أيام يسعى إلى رصد أحوال المبشرين المغاربة الذين ينشطون على التراب المغربي ومناقشة أحوال الملتحقين الجدد بصفوف الطائفة الإنجيلية، إحدى أكثر الطوائف «المسيحية» نشاطا في مجال التبشير. كانت التعليمات واضحة وصارمة: الحذر من السلطات، العمل الجماعي والعمل السري. هذه الخلاصات الثلاث خارطة طريق لجيل جديد من المبشرين بالمسيحية في المغرب.
مبشرون من جلدتنا
منذ 2010 تكرست لدى المنظمات والهيئات “التبشيرية” الدولية المستقرة على بعد كيلومترات من شمال إفريقيا على سواحل إسبانيا، وقبرص، ومالطا وإيطاليا وغيرها قناعة مفادها أن المبشر الأجنبي، أو الرجل الأبيض الذي يحمل أنوار الإيمان المسيحي إلى دول المغرب العربي، لم يعد مرحبا به وأضحى مكشوفا للجميع سلطات أو مواطنين. تفتقت عبقرية هذه الجهات إذن عن استراتيجية جديدة تتمثل في تكوين دفعة من المغاربة الذين اعتنقوا «المسيحية» وتكليفهم بمهام التبشير بحثا عن فعالية وسرية أكثر.
أمين أحد هؤلاء الشباب المغاربة الذين اعتنقوا «المسيحية» يقول «لقد انتهى عصر المبشرين الأجانب والبعثات “التبشيرية”، انتهى زمن المطويات والأقراص المدمجة التي تهرب سرا إلى الوطن وتوزع خفية، في عصر الإنترنت والفضائيات أصبح كل من اعتنق «المسيحية» مبشرا بها». ولم يعد المبشرون يحتاجون إلى اللقاء المباشر مع تلاميذهم المفترضين «فالرسائل الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية والبرامج التلفزيونية المباشرة عوضت هذا بل إنها تحقق نتائج أكثر مما كان في السابق» يضيف أمين. النتائج الأكثر يقصد بها المزيد من «المؤمنين» المنتمين للطائفة الإنجيلية.
بمجرد أن يتصل مغربي أو جزائري أو تونسي بإحدى القنوات الفضائية أو يتواصل مع أحد المواقع الإلكترونية «التبشيرية» ليعلن رغبته في اعتناق المسيحية، يبدأ مسلسل الإدماج في الكنائس السرية المنتشرة في أرجاء الوطن. بعد أن يتم التواصل مع «المؤمن الجديد» تتم إحالته على مبشر محلي في أقرب نقطة يقطنها هذا الوافد الجديد ليلتحق بمجموعة من المتنصرين الذين شكلوا كنيسة سرية.
الكنائس السرية
يرتبط وجود الكنائس السرية بمرحلة يسميها الباحثون بمرحلة «النمو الكنسي» وتختلف التسميات التي تطلق على هذه الكنائس وفي هذا السياق، يرى محمد الساروتي الباحث في شؤون التنصير أن التسميات تختلف «فتارة تسمى بالكنائس المنزلية على الرغم من تحفظ بعض المسيحيين على هذه التسمية لاختلافها وتنوعها الكبيرين، وتارة أخرى تسمى بالكنائس السرية، أو الكنائس المحلية، أو الوطنية الصاعدة، أو الكنيسة البسيطة أو الكنيسة العضوية…». الخاصية المشتركة بين كل هذه التوصيفات أن الكنيسة السرية هي تلك التي لا تتبع لكنيسة رسمية معترف بها من طرف السلطات، إنها فضاء تعبدي وتعليمي للمتنصرين.
أمين لا يخفي أنه شارك في كنائس منزلية بالدار البيضاء، فهي في رأيه «مكان نتعلم فيه الكتاب المقدس ونتدارسه، ونقيم الصلوات ونقدم «الأعشار» ويكفي أن يتجمع لدينا عدد من 10 مسيحيين لنقيم كنيسة جديدة».
هذه الكنيسة لا تختلف عن غيرها من الكنائس إلا في سريتها وتعويض البناية الرسمية بمنزل أو شقة أو فيلا يلتقي فيها المتنصرون لممارسة طقوسهم «بما في ذلك طقس التعميد الذي يعتبر إيذانا بدخول المؤمن الجديد جماعة المسيحيين وقبول إيمانه وانتمائه» يضيف أمين.
وتنسجم أدوار الكنائس السرية مع التوجه التبشيري الجديد الذي ينزع نحو المزيد من السرية والاعتماد على ما يسمى «القادة المسيحيين المحليين» وفي هذا السياق يؤكد محمد الساروتي أن هذا النمط من الاجتماعات المنزلية السرية «هي الأحسن والأفضل أو هي الخيار الوحيد المتاح، خصوصا في الأوساط التي يحظر فيها العمل التنصيري، فتكون الكنائس المنزلية وسيلة ناجعة للإفلات من الرقابة، وفي الوقت ذاته آلية فعالة للتأثير في الأوساط التي تسمح باشتغالها». لكن هل تبقى هذه الكنائس مجرد تجمعات تعبدية أم أنها تتجاوز هذه الوظيفة؟
بؤر تنصيرية
إذا كانت الكنائس السرية أو المنزلية فضاء يحتضن المتنصرين المعمدين، الذين تم احتضانهم من الطائفة الإنجيلية بصفة رسمية، فإنها كذلك جماعات استقطاب للمعتنقين الجدد الذين أصبحوا هدفا للمبشرين. وإذا كانت الكنائس الرسمية المعترف بها من طرف الجهات الرسمية تلتزم بعدم ممارسة أي نشاط تبشيري في أوساط المغاربة، فإن الكنائس السرية تبقى متحررة من هذا الالتزام، مما يحولها إلى خلية تبشيرية ناشطة تمارس استقطابها بعيدا عن رقابة السلطات وأعين الفضوليين. هذا ما يؤكده الساروتي، الذي يقول: «إنها تجمعات كنسية ظاهرها الغالب اجتماع خفية للعبادة والصلاة وممارسة الطقوس الكنسية، وباطنها أنها بؤر للتخطيط وإعداد المواد التنصيرية في بعض الأحيان أو لاستقبالها في أغلبها». من هذا المنظور تحولت الكنائس المنزلية إلى وسائل هدفها التغطية على العمل التنصيري في المنازل «الخاصة» وإبعاده عن المساءلة، وغايتها تسهيل عملية الاستقطاب التنصيري، وفي الوقت ذاته جعله بعيدا عن الرقابة، سواء الأمنية أو المجتمعية باستغلال حرمة المنازل.
فعالية الكنائس السرية إذن لم يعد مشكوكا فيها وسواء كانت فضاءات تعبدية أو مجالات للاستقطاب، فإنها بالنسبة للمنظمات التنصيرية الدولية وسيلة ناجعة لتشكيل «شبكة المؤمنين» وتكريس واقع طائفي جديد في المغرب دون إثارة انتباه المعنيين بهذا الأمر. لكن كيف يتم تنظيم هذه الكنائس؟
كنائس عنقودية
إذا كانت الكنائس التقليدية كاثوليكية أو بروتستانتية أو أورثوذكسية لا تزال ترزح تحت ثقل التراتبية الإكليريكية أو ما يمكن تسميته بـ«البيروقراطية الإيمانية» التي تفترض وجود قس أو أسقف تقره الكنيسة الرسمية للإشراف على كل الأعمال التعبدية، فإن الكنائس السرية للإنجيليين تخلصت من كل هذه العوائق.
لا يحتاج المتنصرون المغاربة الذين يلتحقون بالكنائس السرية في الدار البيضاء وفاس والرباط وغيرها من المدن إلى انتظار راهب بابوي ليمارسوا طقوسهم ويتلقوا تعليمهم الديني. في هذا السياق يكشف أمين أن الكنائس السرية «طبعا يرأسها مبشر مغربي له تكوين في العلم بالكتاب المقدس لكن ليس له أي صفة إيكليريكية فهو ليس قسا ولا أسقفا ولا حتى راهبا، بل هو واحد من هؤلاء المؤمنين». فالإنجيليون لا يعترفون بالوساطة الدينية بين الرب وأتباعه وتنحو أنشطة الكنيسة المنزلية التي تخلو من الصلبان والأثاث الكنسي نحو البساطة القصوى شكلا ومضمونا.
لكن هذه البساطة داخل الكنيسة الواحدة تصبح أكثر تعقيدا وسرية في بناء شبكات الكنائس السرية مع بعضها. فالأتباع يعرفون بعضهم داخل الكنيسة الواحدة ويرتبطون بالمبشر المغربي الذي يرأس كنيستهم، لكنهم في الغالب يجهلون كل شيء عن الكنائس السرية الأخرى التي قد توجد في المدينة ذاتها بينما يعرف كل رؤساء الكنائس بعضهم البعض.
إنه تنظيم خلوي وعنقودي يحاول حماية الكنيسة السرية من الاختراق الأمني. ولمزيد من الاحتياط الأمني لا يسهل على المتنصرين الجدد إيجاد جماعة كنسية ينضمون إليها، بل إن عددا منهم ينتظر شهورا طويلة قبل إحالته على كنيسة سرية.
ويرتبط المبشرون المغاربة الذين يرأسون هذه الكنائس بتنظيمات تنصيرية دولية وإقليمية تنشط في الغالب في الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، هناك تعقد اللقاءات والمؤتمرات والدورات التكوينية لفائدة هؤلاء المنصرين الملزمين بدورهم بتقديم تقاريرهم إلى الجهات التي يتبعونها وعرض احتياجاتهم المادية التي تلزم لمواصلة نشاطهم التبشيري. والذي يجهله الكثير من المتنصرين المغاربة أن صورهم وأسماءهم تعرض في هذه اللقاءات خلال تقديم حصيلة العمل التنصيري بالمغرب، وكثيرا ما يتم التركيز على صور التعميد التي تعتبر أساسية في إحصاء أعداد المتنصرين وتقييم أداء المبشر. أحد هذه المؤتمرات الدولية المتخصصة في التنصير بشمال إفريقيا يعرف اختصار بـnap يعقد في مالطا برئاسة أحد المسؤولين المالطيين السابقين، الذي كان يتقلد إحدى أهم الوزارات في الحكومة المالطية، قبل أن يتقاعد ويتفرغ للنشاط التبشيري.
تعريب ومغربة
لا تقتصر البساطة داخل الكنائس السرية على عدم الحاجة إلى بناية رسمية أو إشراف أسقفي، بل تمتد كذلك إلى لغة التواصل والعبادة والتعليم. فكل الكتب و«الأدعية» والنصوص الدينية معربة بل ومنها جزء كبير تمت ترجمته إلى العامية المغربية واللهجات الأمازيغية المختلفة. وفي هذا السياق يروي أمين تفاصيل الطقوس التي تجري داخل المنزل «يقوم رئيس الكنيسة الذي يكون مبشرا مغربيا عارفا بالكتاب المقدس بتلاوة أجزاء منه إما وحده أو بصفة جماعية مع باقي الحاضرين باللغة العربية الفصحى، ثم يبدأ التعليم باستعمال الدارجة لشرح المضامين التي توجد في هذه الأجزاء المقروءة للحاضرين الذين ينتمون لكل الفئات الاجتماعية وكل الشرائح العمرية».
فرواد كنيسة الواحة بحي الوازيس بالدار البيضاء، وكنيسة الفرح بحي بورغون بالمدينة ذاتها، وكنيسة النور بالرباط، وكنيسة المنتصرين بفاس، وكنيسة الإخوة بسلا، كلهم يمارسون طقوسهم بالعربية والدارجة ولا يجدون صعوبات تواصلية في تعليمهم وعبادتهم ما داموا يحصلون على نسخ من الكتاب المقدس بالعربية ومراجع أخرى توفرها مكتبات شهيرة بالرباط تبيع مطبوعاتها علنا. كما أن كثيرا من التسجيلات والأفلام التي تروي قصة المسيح وتعرض دروسا في الدين المسيحي تتوفر اليوم بمختلف اللهجات واللغات المحلية بل إن بعضها حسب ما يرويه أحد معتنقي «المسيحية» قد تمت دبلجته في استوديوهات سرية بمراكش.
وإذا كانت الكنيسة السرية مكانا للتعبد في أيام الأحد فإنها تتمتع بخصوصية تميزها عن الكنائس الرسمية المعترف بها. فهي توفر لمرتاديها تعبدا بلغتهم الأم، بينما تعقد الصلوات في الكنائس الرسمية بالإنجليزية والفرنسية لفائدة الجاليات «المسيحية» الأجنبية المقيمة بالمغرب، كما أن هذه الكنائس السرية أصبحت بالنسبة لمرتاديها فضاءات للتواصل الاجتماعي وتقوية الأواصر والعلاقات بين روادها الذين تمتد علاقاتهم خارج الإطار الكنسي. بعكس بعض المتنصرين المغاربة الذين تجرؤوا وارتادوا الكنائس الكاثوليكية أو البروتستانتية الرسمية فجلهم لا يكشفون عن هوياتهم لبقية المرتادين الآخرين تحفظا واحتياطا.
مجلس للمسيحيين
في اللقاء المنعقد بمدينة مالقة الإسبانية، خرج المشاركون تحت إشراف المبشر سعيد أوجيبو الذي ينشط في أوساط الجالية المغاربية بفرنسا، بخلاصة أساسية مفادها أن الكنائس السرية ورغم فعاليتها فإنها تظل عاجزة عن تجميع أعداد كبيرة من «المؤمنين» نظرا لطابعها السري. كما اتفقوا على أن هذا النوع من الكنائس يفتقر للتمويل من أجل توسيع نشاطاته رغم ما يقدمه بعض أعضائها من «أعشار» في إطار ما ينص عليه الدين المسيحي. وفي هذا الإطار يكشف أمين أن «هذه الأموال التي تجمع داخل الكنيسة السرية من طرف رئيس الكنيسة يتم صرفها في إطار أعمال خير وبر بإشراف من الرئيس وعضوين آخرين يشكلون لجنة مختصة».
نقطة الضعف هذه التي تجعل الكنائس السرية عاجزة عن التوسع وتجميع القدرات والتطور هي التي دفعت المشاركين في هذا اللقاء إلى الاتفاق على ضرورة خلق هيئة سرية أكبر سيطلق عليها «مجلس المسيحيين المغاربة» سيعهد إليها بمهام صياغة مشروع تنصيري محلي يلزم جميع الناشطين كما تتكلف بتوحيد كلمتهم حتى يكون هناك مخاطب وحيد تستطيع المنظمات والهيئات الدولية التنصيرية التواصل معه ودعمه. فهل سينجح الإنجيليون المغاربة في توحيد كنائسهم وحمل مشعل التنصير نيابة عن الرجل الأبيض؟
ويكيليكس: 90 في المائة من المغاربة المسيحيين تنصروا على يد مواطنيهم
في سنة 2011 كشفت برقية سرية للسفارة الأمريكية نشرها موقع «ويكيليكس» -المتخصص في نشر الوثائق السرية- أن 90 بالمائة من المغاربة المنصرين اعتنقوا «المسيحية» على يد أشقائهم المغاربة أو بتتبع القنوات الأجنبية عبر الأقمار الاصطناعية، بينما اعتنق 10 بالمائة فقط «المسيحية» بفعل الحملات «التبشيرية» الأجنبية.
وتطرقت الوثيقة الشهيرة إلى الحيل التي يلجأ إليها المنصرون في محاولة للالتفاف على القانون، مثل اعتماد المغاربة الذين تحولوا إلى النصرانية أنفسهم في نشر النصرانية بين المغاربة.
وتضمنت البرقية المرسلة إلى وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن، والمؤرخة بتاريخ 9 مارس 2009 أن وارن كوفسكي -مسؤول الشؤون الخارجية بمكتب الحرية الدينية الدولية، الملحق بالخارجية الأمريكية- زار المغرب في أواخر 2008، والتقى مسؤولين بالبعثة الدبلوماسية الأمريكية بالرباط، الذين أمنوا له الزيارة، والتقى شخصيات ومسؤولين حكوميين وأساتذة جامعيين، ومسؤولين بمجالس علمية محلية، بالإضافة إلى راعي الكنيسة البروتستانتية الدولية بالرباط.
وحسب الوثيقة التي نشرتها مواقع وصحف في 2011، فإن تقديرات كوفسكي ومسؤول بالبعثة الدبلوماسية الأمريكية، تشير إلى وجود ما بين 3000 و4000 مغربي «مسيحي» بالمغرب يؤدون شعائرهم الدينية بالكنيسة كل أسبوع، و«آخرون كثر لهم تجارب شخصية في التحول إلى (المسيحية) بالمغرب».
والتقى مسؤول الشؤون الخارجية بمكتب الحرية الدينية مغاربة «مسيحيين» -حسب الوثيقة- واطلع على طريقة تحولهم من الإسلام إلى «المسيحية»، وما سموه بـ «الاضطهاد الذي يتعرضون إليه».
وأشارت الوثيقة التي تضم 28 تقريرًا إلى أن القس جون لوك بلان -رئيس المجلس «المسيحي» للكنائس بالمغرب- سعى إلى «تصحيح الوضع القانوني للمغاربة (المسيحيين)، وشرعنة التحول من الإسلام إلى (المسيحية)»، من خلال العمل على إقرار «نظام أساسي لـ(المسيحيين)»، من أجل ذلك التقى آنذاك بأحمد توفيق -وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية- وبأحمد عبادي -الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء-.
وحسب الوثيقة، فإن خالد الزروالي -العامل ومدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية المغربية- اجتمع في مقر الوزارة مع مسؤول الشؤون الخارجية بمكتب الحرية الدينية الدولية، ودبلوماسي أمريكي في المغرب، واعتبر الزروالي خلال اللقاء أن تقرير مكتب الحرية الدينية هو منتوج للحركة الإنجيلية الأمريكية، مقترحًا أن يتم إدماج شخصيات مسلمة في أعمال مكتب الحريات الدينية، لإعطاء مصداقية للتقارير التي يصدرها.
ويذكر أحد التقارير أن مسؤول الشؤون الخارجية بالمكتب المذكور علم هو والدبلوماسي الأمريكي بالرباط أن مكتب دوليا لـ«التبشير» (IMB) يتوفر على ممثلين له بالمغرب، وتحدث ديفيد هاتون أحد «المبشرين» الأمريكيين الذي يشتغل مع المكتب المذكور بالمغرب عن مهمته المتمثلة في تشجيع التبادل الثقافي واللغوي لدى الطلاب المغاربة، برعاية أحد المكاتب الدولية.