الملك ترأس حفل تقديم رؤية استراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية أمس الأربعاء
هوية بريس – و م ع
الخميس 21 ماي 2015
ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الأربعاء بالقصر الملكي بالدار البيضاء، حفل إطلاق الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية (2015-2030).
وبهذه المناسبة، قدم رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، عمر عزيمان، أمام جلالة الملك، الخطوط العريضة لهذه الرؤية التي تجسد الاهتمام الخاص الذي ما فتئ جلالة الملك يوليه لإصلاح المدرسة المغربية كرافعة استراتيجية لتطور المجتمع.
وأضاف أن هذه الرؤية القائمة على مقاربة تشاركية وتشاورية تتطلع إلى تشييد مدرسة جديدة تكون مدرسة للإنصاف وتكافؤ الفرص، مدرسة الجودة للجميع، ومدرسة لاندماج الفرد والتطور الاجتماعي.
تعميم إلزامية التعليم ما قبل المدرسي
وأشار إلى أن مدرسة الإنصاف وتكافؤ الفرص تمر بالضرورة عبر سلسلة من سياسات القطيعة والتغيير، وتروم تعميم إلزامية التعليم ما قبل المدرسي، ووضع تمييز إيجابي لفائدة المدرسة القروية.
وأوضح أن هذا المبدإ يعني أيضا ضمان الولوج إلى المدرسة والتكوين للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وإعادة الثقة في المدرسة التي يتعين عليها أن تصبح مدرسة تفاعلية أكثر فأكثر.
وأبرز أن أي إصلاح كبير يتطلب أيضا سلسلة من السياسات المجددة تروم بالخصوص ضمان مدرسة الجودة بالنسبة للجميع.
إعادة التفكير في التكوين والتأهيل في مهن التدريس
ولبلوغ هذه الأهداف، يقول عمر عزيمان، يتعين إعادة التفكير في التكوين والتأهيل في مهن التدريس وإعادة النظر في المناهج البيداغوجية ومراجعة البرامج وتوضيح الاختيارات اللغوية وإقامة حكامة جيدة والنهوض بالبحث العلمي والابتكار.
وتتمثل الرافعة الثالثة للرؤية الاستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية في مدرسة اندماح الفرد والتطور الاجتماعي، والتي تتطلب ايضا سياسات مركبة تروم تطوير مدارك التلاميذ والطلبة، وتحقيق اندماجهم الفعال في مجتمع المواطنة والديموقراطية.
ومن جهة أخرى، شدد عزيمان على أن نجاح هذا الإصلاح رهين بتعبئة مجتمعية شاملة وإرساء آليات مجددة من شأنها تمكين المدرسة من أداء مهامها في أحسن الظروف، وضمان تتبع وتقييم مختلف اختلالات دعامات الإصلاح والقيام بالتصحيح والتقويم اللازمين في الوقت المناسب.
تقويم الاختلالات
من جهته أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، أن هذه الرؤية تميز مرحلة جديدة في مسلسل إصلاح منظومة التربية الوطنية.
وبعد أن أبرز المشاركة الفعالة للوزارة في المشاورات التي أفضت إلى بلورة هذه الرؤية، جدد بلمختار التزام وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني من أجل التفعيل الأمثل لتوصيات تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
كما أكد بلمختار استعداد وزارته للعمل من أجل تقويم الاختلالات وبناء مدرسة مغربية في مستوى انتظارات وتطلعات المغرب، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية المتضمنة في الخطاب التاريخي ل 20 غشت 2013.
وفي أعقاب هذا الحفل تقدم للسلام على جلالة الملك، حفظه الله، أعضاء مكتب المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
حضر هذا الحفل رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بلمختار، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر لحسن الداودي، وأعضاء مكتب المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.