«توسيع العرض التربوي للبكالوريا المهنية، مدخل للتنمية المحلية» شعارا ليوم تواصلي بجهة طنجة تطوان
هوية بريس – عماد بنحيون
الثلاثاء 26 ماي 2015
تحت شعار: “توسيع العرض التربوي للبكالوريا المهنية، مدخل للتنمية المحلية”، نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان بتنسيق مع المديرية الجهوية لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، بالمعهد العالي لتكنولوجيا الفندقة والسياحة بالفنيدق يوم الأربعاء المنصرم يوما تواصليا حول البكالوريا المهنية؛
وقد حضره إلى جانب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان، مدير الحياة المدرسية بالوزارة والمدير الجهوي لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، ومديرو معاهد التكوين المهني والنواب الإقليميون لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والمكلفون بتنسيق التفتيش الجهوي ورؤساء المصالح بالنيابات الجهة ومديرو الثانويات التأهيلية المعنية باحتضان مسالك البكالوريا المهنية وعينة من الأساتذة العاملة بها، وبعض مفتشي ومستشاري التوجيه التربوي بالجهة.
وفي كلمته بالمناسب ركز المدير الجهوي لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل على أهمية الحدث والانعكاسات الإيجابية لتوسيع العرض التربوي للبكالوريا المهنية.
ومن جهته أكد د عبد الوهاب بنعجيبة مدير الأكاديمية في كلمته على أن النظام التربوي في بلادنا يعرف ثورة حقيقية على مستوى الاهتمام والانفتاح على المجال المهني وحاجيات سوق الشغل، وهو ما يقتضي إدماج التربية والتكوين المهني، بل إدماج التربية والتكوين المهني والبحث العلمي، مبرزا أن دور التربية هو إدماج التلميذ في مجتمعه، وهو ما لا يمكن بلوغه إلا بتضافر جهود المسؤولين عن التربية والتكوين المهني والمسؤولين عن الاقتصاد الوطني.
مضيفا في الآن ذاته، أنه نظرا للتطور الاقتصادي الذي تعرفه جهة الشمال الغربي للمملكة، فقد تم إحداث سبع مسالك وشعب للبكالوريا المهنية، الأمر الذي يستدعي تكثيف حصص الإعلام المدرسي على مستوى الجهة لإطلاع التلاميذ وأولياء أمورهم على هذه الشعب وخصوصياتها وآفاقها.
وارتباطا بذات السياق دعا د عبد الوهاب بنعجيبة إلى ضرورة القيام بحملة تحسيسية لتلاميذ التعليم الابتدائي قصد انفتاحهم على عالم المهن والتكوين المهني والأنشطة الاقتصادية بالتنسيق مع مختلف المتدخلين في هذا المجال. كما أكد على ضرورة التفكير في وضع تصور لإحداث مسالك مهنية في بعض الإعداديات والثانويات وتزويدها بالدعم الكافي واللازم منبها إلى ضرورة التركيز في إحداث هذه المسالك، على المرونة التي تسمح لها بالتكيف مع تطورات وتحولات سوق الشغل، من جهة، وتسمح للتلميذ بالحركية من مسلك إلى آخر، من جهة ثانية.
ومن جهته قدم مدير الحياة المدرسية بالوزارة، عرضا وافيا عن البكالوريا المهنية، استهله بالإشارة إلى أن استكشاف المهن هو أحد التدابير الأساسية التي سيتم التركيز عليها في السنة المقبلة من حيث التعريف بالمهن والتشجيع على الإقبال عليها، مبينا أن الغرض من البكالوريا المهنية هو تهييء التلميذ لأن يكون مبادرا، وأن إحداثها يتأسس على مرجعيات عدة، على رأسها توجيهات صاحب الجلالة السامية والميثاق الوطني للتربية والتكوين، وخصوصا الدعامة الثالثة التي تدعو إلى ربط منظومة التربية والتكوين بالمحيط الاقتصادي. وأنها ستقوم على مقاربة تشاركية مندمجة تنبني على التربية والتعليم والتكوين المهني، مبرزا أن نظام الامتحان فيها لن يعرف أي تغيير إلا ما سيمس المحتوى بمقتضى ما ستعرفه المناهج من تغييرات تبعا لطبيعة وحاجة وأهداف المسلك.
كما قدم مشروع الخريطة المدرسية لمسالك البكالوريا المهنية والمؤسسات التي ستحتويها على المستوى الوطني، حيث حظيت جهة طنجة تطوان بالمرتبة الرابعة من حيث عدد المؤسسات المحتضنة لمسالك البكالوريا المهنية موزعة على نيابات طنجة (3 مؤسسات) وتطوان (مؤسستان) والمضيق الفنيدق (مؤسستان).
وارتباطا بذات الموضوع قدم ذ الإسماعيلي مجموعة من المبادئ العامة لتحقيق المرجعيات على مستويي المحتوى والمنهجية كمراعاة الغاية المزدوجة من البكالوريا المهنية المتمثلة في ولوج المهن ومتابعة الدراسة والتكوين، وضمان التوازن في المواد العلمية مع البكالوريا العلمية والتقنية والتطوير التدريجي للوعاء الزمني المخصص للتعليم المهني وذلك حرصا على ترك باب الخيار مفتوحا أمام التلميذ. وقد انتهى العرض إلى تحديد النتائج وما ينتظر منها المراجعة والتثبيت على مستوى مشاريع الخريطة المدرسية والتوجيه والجسور والتقويم والأطر المرجعية والنصوص المنظمة للتكوين لنيل البكالوريا المهنية.
وقد تطرق السيد مدير الحياة المدرسية، أيضا، إلى ظاهرة مقلقة يعرفها المسار الإعدادي تمثلت في عدم التحاق 45000 تلميذ من الناجحين في شهادة التعليم الابتدائي في السنة الماضية بالتعليم الإعدادي تنضاف إليهم آلاف أخرى في السنة الأولى والثانية والثالثة إعدادي جلهم من الوسط القروي ومن الإناث. الأمر الذي يفرض تقديم بديل مهني يتناسب مع طبيعة ونشاط المنطقة، مما حتم الشروع في التفكير في خلق تكوين مهني في مجالات الفلاحة والصناعة التقليدية والسياحة لتلاميذ الإعدادي، في انتظار توسيع العرض مستقبلا.
ومن جهته قدم رئيس مصلحة الخريطة المدرسية بالأكاديمية عرضا تضمن مكونات توسيع العرض التربوي للبكالوريا المهنية. ركز فيه د. محمد العمرتي سفيان على تقديم معطيات تتعلق بتطور وتوسيع العرض التربوي بالجهة على مستوى التعليم الثانوي التأهيلي من حيث تغطية جماعات الجهة، وتطور عدد المؤسسات وعدد التلاميذ خلال السنوات الخمس الأخيرة: 55ثانوية و65786 تلميذا (2011)، 87 ثانوية و81805 تلميذا (2015)، وتطور نسب النجاح كما ونوعا، ليخلص إلى تجربة الجهة على مستوى الجذع المشترك الصناعي التي تؤشر نتائج التلاميذ على نجاحها، مقدما في الأخير الخريطة المقترحة للبكالوريا المهنية بجهة طنجة تطوان.
ليختتم برنامج العروض بهذا اليوم بعرض المكتب الجهوي للتكوين المهني وإنعاش الشغل، قدمت فيه صورة تفصيلية عن المديرية الجهوية للشمال الغربي على مستوى الهيكلة والمهام والمسار التطوري وإمكانيات التكوين والتأطير التي توفرها مؤسسات التكوين العديدة على صعيد الجهة.
وقد تمحور النقاش في هذا اليوم على مجموعة من العناصر تمثلت أهمها في مشكل التنقل والتأمين الناتج عن بعد الثانوية عن المعهد المتخصص للتكوين المهني وضعف التبادل الإعلامي بين مؤسسات التربية الوطنية ومؤسسات التكوين المهني (البحث عن إمكانية توحيد لمنظومة لمسار بين قطاع التربية الوطنية وقطاع التكوين المهني، وتوفير معلومات دقيقة عن المسالك الجديدة لإعلام التلاميذ في الوقت المناسب قصد توجيههم إليها).
وفي مستهل رده، أكد مدير الحياة المدرسية، على أن المذكرة المنظمة ستنشر في أقرب الآجال على موقع الوزارة وأن المناهج جاهزة وفي المستوى. أما مسؤولية التأمين فستؤخذ محمل الجد بالنسبة للمؤسسات البعيدة نسبيا عن مؤسسات التكوين، غير أنه نبه إلى ضرورة تفادي هذه المشاكل في الاقتراحات المقبلة، وختم مداخلته بالتأكيد على تكثيف الجهود في الأسبوعين المقبلين للتعريف بالجذوع المشتركة للبكالوريا المهنية على مستوى المستويات المعنية بها.
وفي كلمته الختامية بالمناسبة تطرق د. عبد الوهاب بنعجيبة مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان، إلى أن مشكل النقل والتأمين سيتم حله في إطار شراكات بين الجماعة والأكاديمية وجمعية النقل المدرسي، كما أشار إلى أن البكالوريا المهنية رهينة بتطور سوق الشغل، ما يفرض نوعا من الاستقلالية لتحقيق الجودة والتطوير. كما دعا، من جهته، إلى تكثيف جهود فريق التوجيه على مستوى الجهة في ما تبقى من الموسم الدراسي لإعلام التلاميذ بمستجدات هذه المسالك للبكالوريا المهنية ومساعدتهم على التوجيه لضمان إقبال أكبر عدد من المترشحين عليها.