الشيخ حماد القباج يرد على افتراءات «الأحداث» عليه في رده على فيلم عيوش
هوية بريس – ذ. حماد القباج
الجمعة 29 ماي 2015
تعرضت قبل 3 أيام لهجمة من صحيفة (لوموند) وكاتبتها السيدة (Ruth grosrichard).. وذلك بسبب موقفي من فيلم المخرج نبيل عيوش..
وقد اعتبرت الصحيفة مطالبتي بمنع عرض الفيلم ومحاكمة صاحبه: فتوى سلفية تنبع من مشاعر الكراهية!
كما جزمت الكاتبة بأنني حذفت المنشور بعد 24 ساعة!
هذه المزاعم الكاذبة؛ أعادت نشرها يومية الأحداث المغربية في عددها الصادر أمس الخميس؛ وقد نقلتها دون أن تكلف نفسها عناء التحقق والتثبت من صحة تلك الادعاءات؛ مما يدعونا لتجديد التساؤل عن مهنية ومصداقية هذه الجريدة التي أضرت كثيرا بالنسيج المجتمعي المغربي..
ولو عملت الجريدة بمقتضى المهنية وتثبتت؛ لعلمت أنني رددت تلك المفتريات وكشفت الحقيقة بشأنها؛ ووضحت:
1- أن موقفي هو موقف وطني يشترك فيه عدد كبير من المغاربة بما فيهم فنانون رفضوا المستوى الهابط للفيلم واعتبروه ماسا بكرامة المغاربة.
ولا بأس أن أذكر هنا بموقف الأستاذة فاطمة الإفريقي التي صرحت في صفحتها الشخصية على (الفايسبوك) بأن الفيلم مبتذل ومخل بالحياء، وأنه يعاني من هشاشة، وشخصياته غير مقنعة”.
قالت: “ولذلك لم يتلق الدعم”.
وهو موقف كثير من الفنانين غيرها..
الأستاذ عبد الواحد الفاسي -نجل الزعيم علال الفاسي- بدوره انتقد الفيلم بشدة وصرح بأنه “يهدف إلى خلق مجتمع منفصل عن قيمه وأخلاقه”، وذلك في كلمته بمناسبة انعقاد اجتماع المجلس الوطني لجمعيته قبل أيام ..
كما أن الشبيبة الاستقلالية نظمت وقفة احتجاجية أمام البرلمان؛ نددت فيها بالمخرج نبيل عيوش وفيلمه الساقط، ورفعت شعارات أشد بكثير مما عبرت به أنا في تدوينتي..
فلماذا تخفي جريدة الأحداث هذه الحقائق وتركز على من وصفته -لحاجة في نفسها- بـ”المقرب من صاحب فتوى زواج الصغيرة”؟؟
2- موقفي لا علاقة له بالإفتاء الشرعي؛ ولست مخولا بإصدار الفتاوى؛ فهذا له رجاله الذين نطالبهم بهذه المناسبة أن يخبروا الشعب المغربي عن الفتوى الشرعية في الموضوع: هل توافق ما طالبنا به من منع عرض الفيلم ورفع دعوى قضائية ضد صاحبه أم لا؟؟
3- الدعوى القضائية رفعتها الجمعية المغربية للدفاع عن المواطن ضد المخرج عيوش والممثلة لبنى أبيضار.
مما يؤكد أن المخرج وفريقه فعلا أضروا بالوطن والمواطن، ولا يحتاج المغاربة لـ(فتوى سلفية) كي يدركوا مدى فداحة ما أقدم عليه ذلك الفريق باسم الفن.
4- إن الاستنكار الذي عبرت عنه بعد ساعات قليلة من نشر أحد مقاطع الفيلم غير المسؤول..
ذلك الاستنكار؛ لقي استحسانا وتجاوبا كبيرين من شرائح واسعة من المواطنين المغاربة الذين يرفضون أن يوظف الفن والسينما لخدمة مخطط التطبيع مع الفاحشة في المجتمع، وترسيخ ثقافة قبول الظواهر المنحرفة كالدعارة..
ولم أحذف ذلك الاستنكار من صفحتي الرسمية كما ادعت ذلك صحيفة (لوموند) ومقلدتها صحيفة الأحداث المغربية..
وأدعو القرّاء الكرام لمراجعة المنشور في صفحتي الرسمية؛ ليتأكدوا من تعمد الصحيفتين للكذب.
إن كوني أول شخصية عمومية تستنكر هذا الفعل غير الأخلاقي، وتدعو لصيانة المغاربة من بذاءاته الساقطة؛ هو شرف وطني أشكر الله على توفيقه لي وأعتز به؛ فكيف أحذفه وأتراجع عنه؟!
5- لقد نشرت بعد تدوينة الاستنكار تدوينة أخرى أكدت فيها على أن كون ظاهرة الدعارة؛ أمرا واقعيا؛ لا يسوغ تناولها بذلك الشكل البذيء الساقط الجارح لكرامة المرأة كما فعل المخرج نبيل عيوش..
بل يمكن للفن أن يتناول الظاهرة ويقدم حلولا لعلاجها دون النزول إلى تلك المستويات غير المشرفة.
فإنكارنا لذلك المنكر لا يعني أننا نجحد واقعا، أو نتنكر لضحاياه، ولكننا نرفض عرضه بما يؤدي إلى التطبيع معه، وإيهام أن المغرب بلد الدعارة والشذوذ الجنسي كما يسعى لذلك بعض الفاسدين الذين يريدون أن يكون الجميع من أهل الفجور والفساد!
وختاما أؤكد؛ أن موقفي لا علاقة له بالفتوى، ولست مفتيا..
بل هو نداء وجهته للجهات المسؤولة بصفتي مواطنا حريصا على سمعة بلده وقيمها الأخلاقية..
كما أؤكد أنني من دعاة التعايش والانفتاح والتواصل، ولا أتبنى سلوك الكراهية التي تعني رفض الآخر والحقد عليه..
لا أقول هذا ادعاء ولا تصنعا؛ بل هو موقف شرعي مبدئي قائم على التوجيه القرآني الكريم: {لا ينهاكم الله على الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم}.
وقال سبحانه: {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}.
ومقالاتي ومحاضراتي شاهدة على ذلك وناطقة به؛ فلتبحث (الأحداث) عن شخص آخر تلبسه قميصها البالي المخرق بالكذب والدعوة إلى المنكر الذي تسميه زورا: صحافة وعملا إعلاميا!!