تعليق الدكتور البشير عصام على مقولة: «المغاربة شعب منافق»
هوية بريس – البشير عصام
الأحد 31 ماي 2015
يتكرر في كلام الناس اليوم قولهم: ”المغاربة شعب منافق: ينكر الواحد منهم ما في المهرجان من مخالفات شرعية، ثم يذهب متخفيا ليتفرج، أو يبحث عن مقطع فيديو لينظر إليه!”.
وتعليقي على هذا الكلام المتكرر من أوجه:
1- هذا ليس خاصا بالمغاربة، بل هو موجود في الشعوب كلها.
2- فعل المعصية سرّا لا يكون بالضرورة عن نفاق أكبر، بل قد يقع المسلم في المعصية مع اطمئنان قلبه بالإيمان، ولكن يضعف إيمانه حال ارتكاب المعصية.
فاستعمال لفظ النفاق هنا -وهو مصطلح شرعي إسلامي- غير محمود. وهذا من المفاسد المعرفية الناتجة عن التساهل في الترجمة!
3- في الشرع: الإسرار بالمعصية خير من المجاهرة بها (كل أمتي معافى إلا المجاهرين). ففاعل المعصية متسترا خير من فاعلها مجاهرا. وتارك المعصية امتثالا خير منهما معا! والكثير من الناس اليوم يعكسون القضية، فيرون أن المجاهر أفضل، لجرأته وشجاعته في إظهار أفعاله!
4- في الشرع: يجب إنكار المنكر مطلقا. ومنكِر المنكَر مع الوقوع فيه، مع كونه مذموما لمناقضة فعله لقوله، خير من الواقع فيه دون إنكار على غيره.
5- الواقع في المعصية مع إقراره بكونها معصية، خير من الذي يسوّغها ويدعي عدم مخالفتها للشرع.
ولذلك: فالذاهب إلى المهرجان وهو يصرّح أن فعله حرام، خير من الجالس في بيته الذي يدافع عن المهرجان، ويلتمس له التسويغات العلمانية من قبيل: ”لم يجبر أحد الناس على الذهاب / لا ينبغي المنع لمخالفته للحريات الشخصية..”.