تهافت الحداثة اليسارية.. لشكر وخطابه نموذجا
هوية بريس – طارق الحمودي
الأربعاء 03 يونيو 2015
لعل زماننا هذا زمن تهافت الفكر العلماني الحداثي اليساري خاصة بامتياز، فالقوم بارت سلعتهم، وفسدت زراعتهم، وقد ضرب لنا أحد منظريهم مثالا واضحا بينا للضعف المعرفي الناتج عن موقف سلبي من المعارف الشرعية.
ففي لقاء معه قريب على إحدى القنوات المغربية تحدث عن بعض خلافاته مع بعض الجهات واصفا الحديث النبوي: “أنصر أخاك ظالما أو مظلوما” بأنه مثل جاهلي.
ولإنصاف الرجل، فما حصل له ناتج عن أحد سببين، إما انه لا يعرف أنه حديث، وإما أنه فعلا يرى أن هذا الحديث جاهلية.
أما الاحتمال الأول فمعتبر، فالقوم لا يعرفون نبي الإسلام حق المعرفة.
وأما على الاحتمال الثاني فلعل الرجل يعتقد أنه مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، بسبب ما ظنه من قبح العبارة.
وهذا الاحتمال يُخَرَّج على طريقة الثراثرة في رد الأحاديث بدعوى أنها تخالف العقل، وسبب هذا المنهج.. جهلهم باللغة وعلومها وتفسيرات النصوص الشرعية.
قد كان هذا الكلام أو قريب منه تقوله العرب، لكنه صار حكمة محكمة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى نصرة الظالم فقال: “تحجزه عن الظلم“.
ففاته أن كلمة العرب هذه قد تحولت إلى حديث نبوي، وأن معنى نصرة الظالم ليست نصرته في ظلمه، بل في كفه عن ذلك.
ونصيحتي بهذه المناسبة، أن يجتهد الشباب في تحقيق العبودية في أنفسهم وإظهارها ونشرها بين الناس، وتوفير كل الإمكانيات المتاحة لترميم العلاقة بين السماء والأرض التي أفسدها أمثال هؤلاء مدة من الزمن، فعليكم بالعلم النافع، والعمل الصالح، فهو سبيل تحقيق الارتقاء الطبيعي للأمة، والطريقة الوحيدة لتجديد الدين في قلوب العباد ومؤسسات البلاد.
في هدوء وروية وتؤدة، وحكمة وعقل وإخلاص، سيكون على أهل الوفاء لهذا البلد القيام بمسؤولية إصلاح ما أفسد الناس من دين الله تعالى القائم على تحقيق مصالح العباد في الدنيا والآخرة.
يبدو أن حالة من العافية تسري في بدن المجتمع المغربي، شيئا فشيئا، وهو أمر يبعث على الأمل الصادق في نهضة حقيقية ولو بعد حين.
فعلى العلماء والدعاة والمثقفين الصالحين وأهل الفكر الصادقين أن يوجهوا هذه الروح السائرة المنتشرة، وعلى الساسة أن يوظفوا هذه الانتعاشة لتحقيق تنمية متكاملة ونافعة، والله الموفق.