برنامج الحداثيين لتدمير المغرب: إباحية وحشيش وخمر
ذ. إدريس كرم
هوية بريس – الإثنين 01 يونيو 2015
منذ مائة عام بشرت فرنسا الاستعمارية مواطنيها باستعادة المجد الروماني بالمغرب، ولما جوبهت بالمقاومة الشعبية بقيادة العلماء والشرفاء والمرابطين وكافة المواطنين، رمت الشعب المغربي بالجهل والتعصب، وابتكرت أساليب لتطويعه من قبيل تنظيم البغاء، وتقريب الخمور من الذين يعملون مع المحتلين وجنودهم باعتباره “مشروب الرجولة”، ونشر التدخين باعتباره “علامة على الرفاهية والتحضر والعمالة”، وتسخير نساء القبائل لإحياء الحفلات الماجنة قصد الترفيه عن الجنود منكسري المعنويات.
وبعد الاستقلال قام أيتام المستعمر بالدور الموكول لهم خير قيام، فكان منهم المَدَّاد، والشَدَّاد والكَدَّاد، ومعارض صاحب الدار، بحيث لم يتركوا للإصلاح خارج تلاؤمه مع المصلحة الفرنسية أي سبيل للظهور ناهيك بالإقرار، فالإدارة فرنسية، والتعليم فرنسي، والهوى فرنسي، بل حتى جمع النفايات فرنسي، حتى لا يتاح لغير فرنسا “شروى نقير”، مما يمكن أن يعود على الأمة الفرنسية بالفائدة حتى ولو كان “أجلكم الله” من الأزبال، فقد يكون بها ما يفيد، خاصة وأن أصحابها استعصوا على برادينها في الإخضاع والإذلال.
ولما لم تنفع الإكراهات والمؤامرات والانقلابات، جاء دور التخدير والتسكير والتحمير، فتبين عجز ذلك باللجوء إلى التلبيسات والتخمينات والتلفيقات، والبكاء والنحيب عن غياب الديموقراطية، وخنق الحريات، وانعدام تسامح القتيل مع القاتل، والمظلوم مع الظالم، والجائع مع سارقه، والخائف مع مرعبه.
وحتى عندما تم اعتماد الانتخابات وجاءت النتائج بما لا يريدون، قالوا بأن الأغلبية العددية لا عبرة بها في تمثيل المواطنين، فالحق ما أقرته فرنسا وممثلوها في البلاد، ولا صوت يعلوا على صوتها، ولذلك تباكت مع الباكين عن رفض عرض ما صار فضيحة الذين يريدون قتل مقومات الأمة المغربية خلقا ودينا، بعدما عملوا جادين في تفكيك موحديها لغويا ومرجعية باسم تحديث الأصالة والتمكين للحداثة، بنشر الدعارة وتحرير زراعة المخدرات ونشرها، وإباحة الشذوذ، وتداول النساء باسم الحرية الفردية، في الوقت الذي ينهقون بالمناصفة والجندرة، وتقنين الزواج حفاظا على حقوق الطفولة التي لا يفرق الحداثيون بين بني الإنسان والحيوان فيها، إذ لا شيء يعلوا على شعار اللذة للجميع.
وهو ما أرادوا توزيعه بعدالة على كل المغاربة من خلال فقرات “موازين الداعرة” التي أشفت غليل الفرانكونيين الموتورين من نجاحات عاهل المغرب مع الأفارقة الذين رفضوا الاستمرار في العبودية والخضوع المذل للشركات الفرنسية والذوق الفرنسي والثقافة الفرنسية، التي لا ترى في إفريقيا غير الغرائبية وأنها خزان للموارد وسوقا للبضائع ويدا عاملة رخيصة، وحقل تجارب للعقاقير والأدوية والأمراض، ومكبا للنفايات السامة!!
إن موازين لها من اسمها نصيب، فهي جاءت لتعمم الإباحية والفساد والشذوذ الذي لم تسلم منه البشرية منذ ظهورها، والتي ما جاء الشرائع السماوية والقوانين الوضعية إلا لتقويم سلوك المنحرفين وإقامة الحجة على الضالين والضرب على يد المضلين الفاسدين الذين يريدون إشاعة الفحشاء والتجاهر بها لإفساد المجتمع وقهره واستعباده.
أما وقد جاءت الفرصة للضرب على يد العابثين بالأمة، من خلال التصويت في الانتخابات القادمة ضد الذين يعملون جهارا نهارا على تدمير شبابنا باسم الفن واللذة و”الرجولة” وتقليد مرضى الغرب، وخاصة الشذوذ الفرنسي الذي لم يعد له حد، ومقاطعة مواخير الفساد والإباحية سواء كانت أفلاما أم أقلاما أم نهيقا وشخيرا، ليخسر الذين يراهنون على الربح في الإتجار بأعراض المغربيات واستبلاد المغاربة، والضحك عليهم باستعبادهم وبيعهم في المزادات بين الشركات المنسوبة للتدبير المفوض، وقطع الطريق على الانقلابيين الجدد الذين يريدون تطويق المجتمع ونظامه بإيهامه أن الشعب يريد إباحية وحشيشا وخمرا ولذة تحت مظلة إمارة المؤمنين، فحاشى وكلا أن يبلغوا المراد ولو أنهم حولوا شعبان لـ”لعبان”، وفي العام القابل قد يحولون رمضان لـ”سكران”، “وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ“، وأنه سبحانه “لا يهدي كيد الخائنين“.