رسالة مفتوحة إلى لبنى أبيضار
أحمد الشقيري الديني
هوية بريس – الثلاثاء 02 يونيو 2015
اضطررتني أن أرى في هذا الشهر المبارك جزء من الفلم الداعر “الزين اللي فيك” الذي تقمصت فيه شخصية عاهرة، خصوصا اللقطات البورنوغرافية منه (أستغفر الله)، تمارسين فيها الجنس بصورة وقحة مع ممثل لا أعرف اسمه، حتى يكون معنى لهذه الرسالة التي أرجو أن تصلك، ولا أكون ممن يرجمون بالغيب:
ـ إذا كان المال هو الذي دفعك لتصوير هذا المشهد القبيح، فقد خالطت أنا أسرا سورية مهاجرة لمدة طويلة، تركت وراءها كل ما تملك، فيها شابات لا تصلين أنت عشر معشار جمالهن، يفضلن الموت جوعا على أن يبعن أعراضهن..
ـ إذا كنت تبحثين عن الشهرة، فقد دخلت إليها من باب العهر، فربما تكونين أول مسلمة منذ أربعة عشر قرنا تنزع سروالها أمام ملايين المشاهدين، وتمارس الجنس أمام الملأ.. فكيف ستواجهين هؤلاء؟:
ـ كيف ستواجهين أمك وأباك في الدنيا إذا كانا على قيد الحياة، ويوم يقوم الناس لرب العالمين؟ أليس لهما حق عليك، وقد سوّدت وجوههما؟ ألم تفكري في حالهما إذا علما بهذا المنكر الشنيع؟
ـ كيف ستواجهين ابنتك إذا كبرت وسألها زملاؤها وزميلاتها عنك، مستهزئين ومتهكمين، أو متحرشين بها، أو ناعتين لها بـ”ابنة القح…”؟
ـ كيف ستواجهين أسرتك الصغيرة، من الأعمام والأخوال والعمات والخالات وأبناؤهم جميعا؟ هل تعلمين أنك بهذا الفعل الشنيع فد قطعت رحمك؟
ـ كيف ستواجهين الأمازيغ، وأنت تحملين لقبا منهم، وهم الأحرار الذين لا يرضون الانتقاص والذل والمهانة عبر التاريخ؟ ألم تفكري فيهم وفي اللقب الذي تحملينه منهم؟
ـ كيف ستواجهين المجتمع المغربي، والمرأة المغربية التي مرّغت سمعتها في التراب؟ وهي المرأة العفيفة المتعففة، التي ولجت عالم الشهرة من أبواب متفرقة؛ كم تريدين أن أحصي لك من العالمات المغربيات في شتى المجالات، في المغرب وخارج المغرب؟ والله الذي لا إله غيره إني لأعرف شابات مغربيات عرض عليهن رجال الملايين من أجل ليالي حمراء معدودة فرفضن، وفيهن الفقيرة المحتاجة..
بأي حق تشوهين سمعة بلد شقيق، لنا معه علاقات سياسية واقتصادية متينة؟ هل تظنين أن كل الخليجيين فسّاق فجّار مكبوتون باحثون عن اللذة؟ لا والله.. بل هم بشر ممن خلق، فيهم الصالح والطالح، وكم منهم من الصالحين ودون ذلك، ممن جاء باحثا عن امرأة مغربية، يتخذها زوجة ثانية أو ثالثة، ولو كان يعلم أن المغربيات بغايا كما تصورينهم في الدور الذي قمت به، ما طرق باب العفاف والاستعفاف من بيوتنا..
سمعت الشريط الذي تتحدثين فيه عن توبة مؤجلة، إلى ما بعد 5 أو 6 سنوات.. أتستهزئين برب العالمين؟
هل تعرفين كيف تتوبين من هذه الجبال من المعاصي التي راكمتها في لقطة واحدة؟
زنا ودعارة ومجاهرة ودعوة إلى الفجور وإعلان بها أمام العالم، وكلام ساقط؛ وإثارة سيكون لها الضرر البالغ على الشباب غير المتزوج الذي بمجرد الانتهاء من الامتحانات سيعكف على قاذوراتك، وقد يصادف ذلك شهر رمضان، فتحملين أوزارك وأوزارا مع أوزارك..
كم من فتاة ستستدرجينها لعالمك النتن من خلال ذلك العرض، فتحملين أوزارها وأوزار أسرتها المفجوعة؟
صناعة الجنس ماركة مسجلة لليهود، هم أهلها وروادها الأوائل ومسوّقوها، حطموا بها مجتمعات، فكيف ترضين أن تكوني معولا في أيديهم؟ كيف استدرجوك لهذا الدور الخطير على حياتك أولا؟ هل نسيت أننا في عالم الإرهاب الدولي؟ ها قد تقاطرت عليك التهديدات من كل حدب وصوب، فما أنت فاعلة؟
إيّاك أن تنتحري مرّة ثانية بوضع حد لحياتك، بعد أن انتحرت أمام الكاميرا عدة مرّات وجعلت مستقبلك سوادا غامضا.. لا.. فإن باب التوبة مفتوح، ولا يستطيع أحد أن يغلقه في وجهك.. فأنت أمة من إماء الله، هو سبحانه أعلم بحالك، وهو أعلم بقلبك، وهو وحده أعلم بالظروف التي دفعتك لهذا الإجرام، وبابه مفتوح، إن دخلت عليه ليلا قبلك، وإن دخلت عليه نهارا قبلك، وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: (يا ابن آدم: إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة)؛ (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).
أنصحك أن تغيري منزلك، وتنتقلي إلى مكان لا يعرفك فيه أحد، وتضعين النقاب إذا خرجت من البيت لئلا يعتدي عليك أحد، رغم أنك اعتديت على كرامة الملايين، وتغيري رقم هاتفك، وتقطعي نهائيا مع العصابة التي استغلت جهلك وربما فقرك وحداثة عهدك بعالم الأضواء، ثم تهتبلين الشهر المبارك، رمضان العظيم، للصلح مع الله والتوبة الصادقة النصوح، وكثرة السجود والركوع في تلك الليالي المباركة لعلك تصادفين نفحة من نفحات ربنا فيتجاوز عنك، وإذا تيسّر لك أن تؤدّي عمرة في رمضان وتعتكفين على إصلاح حالك مع الله، فإنه غفور رحيم، لكن لا تأكلي من ذلك المال الحرام أو تؤدي منه عمرة أو قربة، بل من شروط صحة التوبة أن تتصدقين به على الفقراء والأيتام والمساكين دون رجاء توابه، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.