الكوت ديفوار تجدد دعمها الراسخ لمقترح الحكم الذاتي المغربي (البيان الختامي)
هوية بريس – و م ع
الجمعة 05 يونيو 2015
جددت الكوت ديفوار التأكيد على الدعم الراسخ للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي موسع لمنطقة الصحراء في إطار السيادة والوحدة الوطنية والترابية للمغرب.
وجاء في البيان المشترك الذي توج، اليوم الجمعة 05 يونيو، زيارة العمل والصداقة التي قام بها الملك محمد السادس للكوت ديفوار، أن الرئيس الحسن واتارا، “جدد التأكيد على الدعم الراسخ للكوت دي فوار للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي موسع لمنطقة الصحراء في إطار السيادة والوحدة الوطنية والترابية للمغرب”.
وتابع البيان أن الرئيس الإيفواري أشاد بجهود المغرب الرامية إلى إيجاد حل نهائي للنزاع الإقليمي بخصوص قضية الصحراء المغربية.
في ما يلي نص البيان المشترك الصادر في ختام زيارة العمل والصداقة التي قام بها الملك محمد السادس لجمهورية الكوت ديفوار من 30 ماي إلى 5 يونيو 2015:
“بدعوة من فخامة الحسن واتارا، رئيس جمهورية الكوت ديفوار، قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بزيارة صداقة وعمل لجمهورية الكوت ديفوار من 30 ماي إلى 5 يونيو 2015.
وتندرج هذه الزيارة في إطار تعزيز الشراكة القوية والطموحة والمربحة للطرفين، القائمة بين البلدين في كافة القطاعات، وكذا تمتين المشاورات السياسية المنتظمة بين قائدي البلدين بشأن القضايا الإفريقية والدولية. وخلال السنوات الثلاث المنصرمة، تطورت الشراكة بين البلدين بشكل كبير، حيث تم التوقيع على نحو 50 اتفاقية تعاون، من ضمنها العديد من الاتفاقيات التي تهم الاستثمار وإنجاز مشاريع تنموية.
وقد جعلت هذه النتائج الايجابية للغاية، من هذه الشراكة نموذجا مجددا للتعاون جنوب جنوب بين بلدين إفريقيين، شراكة متينة في أسسها، وجوهرية من حيث مضمونها، ومتنوعة من حيث الفاعلين فيها، تستلهم من الإرادة المشتركة لقائدي البلدين في قيادة شراكة استراتيجية بين المغرب والكوت ديفوار.
وفي هذا السياق، مكنت زيارة جلالة الملك من القيام بتتبع مدى إنجاز المبادرات والمشاريع التي تم إطلاقها في غضون السنوات الأخيرة.
وخلال هذه الزيارة، وقع الجانبان عددا من الاتفاقيات الجديدة بين الحكومتين، واتفاقيات بين القطاعين الخاصين بالبلدين في مجالات الأبناك والفلاحة والعقار والصناعة والبنيات التحتية والتكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال والسياحة والنقل.
كما كانت زيارة جلالة الملك مناسبة لإطلاق أشغال تهيئة وتثمين خليج كوكودي الذي يشكل ورشا ضخما ونموذجا رائدا للتعاون بين البلدين.
وفي إطار تعزيز الشراكة الاقتصادية المتقدمة بين البلدين كذلك، ترأس جلالة الملك وفخامة الرئيس الحسن واتارا حفل تنصيب لجنة الدفع الاقتصادي، التي تجمع الفاعلين من القطاعين الخاص والعام بالبلدين. وكان النهوض بالتنمية البشرية حاضرا خلال الزيارة الملكية، خصوصا من خلال تهيئة محطة مجهزة للتفريغ في “غراند لاهو”، وكذا إنجاز مركب للتكوين المهني في مهن البناء والأشغال العمومية والفندقة والمطعمة، حيث تقوم هذه المشاريع على تقاسم الخبرة والتجربة، بما يقوي أواصر الصداقة المتينة والتضامن القوي بين البلدين.
وقد اطلع الحسن واتارا رئيس جمهورية الكوت ديفوار، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على التقدم المنجز في مسلسل المصالحة الوطنية وإعادة البناء في الكوت ديفوار، وكذا على ما تم إحرازه من تقدم في التحضير للانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر 2015. من جهته أشاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المغرب، بعودة السلم والاستقرار إلى الكوت ديفوار، وعبر جلالته عن دعمه للرئيس الحسن واتارا، وللحكومة والشعب الايفواريين، في ما يبذلونه من جهود في سبيل إعادة بناء وتقويم اقتصاد البلاد مع تأكيد جلالته على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في أجواء جيدة. وأشاد فخامة السيد الحسن واتارا برؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس بخصوص النهوض بالسلم، والاستقرار، وتنمية إفريقيا كما جاءت في خطاب صاحب الجلالة بأبيدجان في مارس 2014.
وإيمانا منهما بأن إفريقيا يجب أن تساعد نفسها بنفسها، أكد قائدا البلدين على ضرورة تضافر جهوديهما من أجل، من جهة، مد وتوسيع تعاونهما ليشمل سائر منطقة شمال غرب إفريقيا، ومن جهة أخرى، مكافحة الأشكال الجديدة للجريمة، لاسيما الإرهاب والجريمة الإلكترونية والقرصنة البحرية والاتجار بالمخدرات. كما حثا المجتمع الدولي على مضاعفة الجهود للقضاء على هذه الآفات.
وفي هذا الشأن، جدد قائدا البلدين التأكيد على التزامهما بتفعيل فضاء شمال غرب إفريقيا الذي سبق ودعوا إلى تأسيسه خلال الزيارة الرسمية التي قام بها فخامة الرئيس الحسن وتارا للمغرب.
من جانب آخر، يزخر فضاء شمال غرب إفريقيا بفرص مهمة لتجميع الطاقات والتعاون بين الدول التي تشكله وذلك في المجالات الاستراتيجية كالبيئة، والأمن الغذائي، والصحة، والطاقة، والربط البيني اللوجيستي، وتجميع الموارد، وتبادل الخبرات. وبإمكانه أن يشكل، بهذا الصدد، منطقة للإقلاع المشترك والاستقرار.
وهكذا فإن إطارا من هذا القبيل يمكن أن يمثل فضاء للتشاور السياسي والتنسيق الأمني وأساسا للاندماج الإقليمي المربح لكافة دول المنطقة. ويربط هذه البلدان تاريخ مشترك، ومجموعة قيم، وتشابه في تحديات التنمية والتهديدات متعددة الأشكال التي تواجهها، إضافة إلى إرادة للرقي إلى قطب مندمج لتنمية وازدهار القارة.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس الحسن واتارا دعمه القوي للإسراع بإبرام اتفاق للشراكة الاقتصادية بين المغرب والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وبخصوص النزاعات بإفريقيا، دعا جلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس واتارا إلى إيجاد حلول سياسية مستدامة وشاملة للأزمات التي تعرفها القارة وخاصة منطقة غرب إفريقيا.
وبهذا الشأن، أشاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس بقيادة الرئيس الحسن وتارا التي سمحت بتسوية سلمية لمختلف هذه الأزمات. وأشاد فخامة السيد الحسن واتارا بجهود المغرب الرامية إلى إيجاد حل نهائي للنزاع الإقليمي بخصوص قضية الصحراء المغربية، وجدد التأكيد على الدعم الراسخ للكوت ديفوار للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي موسع لمنطقة الصحراء في إطار السيادة والوحدة الوطنية والترابية للمغرب.
وفي ختام زيارته، عبر جلالة الملك محمد السادس لفخامة السيد الحسن واتارا، وللحكومة والشعب الإيفواريين، عن صادق تشكراته على الاستقبال الحار والأخوي الذي خصص لجلالته”.