الشيخ المصطفى لقصير يوجه رسالة إلى الملك ويطالبه بإلغاء «مهرجان موازين»
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
الأحد 07 يونيو 2015
قال الشيخ المصطفى لقصير في مقطع مصور له معلقا على ما أثاره مهرجان موازين وما تضمنه من فحش ومجون في دورته الأخيرة أنه “من باب ما أوجب الله علينا من البيان، ومن باب إبراء الذمة والإعذار إلى الله، ومن باب وبدافع حبنا لديننا، وحبنا لأخلاقنا، وحبنا لقيمنا النابعة من هذا الدين، وانطلاقا من حبنا لبلدنا من أن تشاع فيها الفاحشة، التي ما شاعت في قوم إلا ابتلاهم الله بالعذاب، ولولا ذلك ما تكلمنا..”.
فقد جاء فيما وصفه بالرسالة الأولى “رسالتي إلى رمز وحدة هذه البلاد، إلى رمز سيادة هذه البلاد، إل رمز فخر هذا البلد، إلى جلالة الملك محمد السادس.
رسالتي ليست نصيحة.. (بل رسالة) ولو كنت أعلم أنه بإمكاني أن أبلغ رسالتي شفاها من فمي لأذنه، فعلت هذا ويشهد الله، ولكن لعلمي أنه لا يمكنني الوصول.
الرسالة هذه نابعة ودافعها أن جلالة الملك وفقه الله للخير فيه بعض الصفات، وهو ما جرأني على الكلام معه.. فحلم الملك وتواضعه هو ما حملنا على إرسال هذه الرسالة.
وكذلك حبنا لملك البلاد، فقد لا نرضى بعض الأعمال، ولا نرضى بعض التصرفات، وهذا لا يطعن في حبنا له، فهو ملك البلاد أحب من أحب وكره من كره.
رابعا، دفعنا لهذه الرسالة حرصنا على أمن هذا البلد، لأننا رأينا أن تتابع هذه الأحداث أمر مقصود؛ فيلم يطعن في عرض المغاربة، موازين، عاريات “فيمن”، كله متسلسل، لا يمكن أن يكون ذلك اعتباطا؛ هذه مكيدة، هذه دسيسة تريد أن تعبث بأمن هذا البلد.
والذي دفعنا لهذه الرسالة يا ملك المغرب حفظكم الله، أن إمارتكم مستمدة من الإسلام الذي يدين به الشعب المغربي، فأمير المؤمنين مصطلح شرعي جاء به الإسلام، فإذا ذهب الإسلام من المغرب ذهبت إمارة المؤمنين؛ بينهما تلاحم، فاستمداد إمارتكم، من دين هذا الشعب المسلم، دفعنا للكلام ودق ناقوس الخطر لأخذ موقف مشرف في وجه هذا التيار المفسد.
والذي دفعنا أيضا بعض مواقفكم المشرفة، ولا نقول هذا الكلام -ويشهد الله- مجاملة إنما نقول، من باب “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”، من باب “الاعتراف لذوي الفضل بفضلهم”، تعلمون قبل شهر وقبل شهر آخر، كانت معركة ساخنة، بين العلمانيين وبين العلماء في قضية الإجهاض، العلمانيون يصرون على أنه يجب وضع قانون للإجهاض، طبعا هم يعرفون لماذا، لأنهم لما فتحوا باب الزنا، سينتج عن الزنا حمل، إذن هذه الحامل، لها قانون يحملها أن تجهض، واحتدم الصراع فانتصر ملك المغرب في النهاية لما أقره الشرع، وهذه من المناقب التي تحسب له، نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته.
الأمر الآخر هو حرصنا على استدامة تعلق الشعب المغربي بجنابكم السامي، فنحن نعلم أن الشعب المغربي يحب ملكه، وأن هذا الحب يريد هؤلاء السفلة الذين ينظمون هذه المهرجانات التي تسير في الاتجاه المعاكس لقيم المغاربة، إنما يريدون بهذه المهرجانات المستفزة، يريدون أن يغيروا قلب الشعب على ملكم، يريدون أن يحدثوا النفرة بين الشعب وملكه.
الناس الآن يقولون: كيف يكون هذا المهرجان السافل، هذا المهرجان الساقط، هذا المهرجان الذي ضرب بعرض الحائط كل معاني الحياء، ومعايير الحياء، كيف يكون تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، لأن المنظمين للمهرجان يرفعون يافطة مكتوب عليها: “تحت الرعاية السامية لجلالة الملك”؟
وهم بهذا الفعل يغورون قلوب الشعب على ملكهم، ويشحذونه بالكراهية ضد ملكهم؛ فيقول الناس: كيف يقبل أمير المؤمنين بهذا الفحش، وبهذا العهر، وبهذا التفسخ، فتتقلب قلوب الناس على ملكهم، وهذا لا نريده، وهذا ما يسعى إليه منظمو هذه المهرجانات السافلة الساقطة.
هذا ما يسعون إليه، يريدون أن يوسعوا الهوة بين الملك وشعبه، تساءل كثير من الناس كما قلنا: كيف يقبل أمير المؤمنين هذا المهرجان الذي يخدش الحياء؟ والحال أنهم دلسوا على الناس برفع هذه اليافطة.
ومن مطالبنا؛ نطلب من جلالة الملك أن يقطع الطريق على هؤلاء المفسدين، أن يرفع رعايته السامية على هذا المهرجان، أن لا يرفع اسمه على هذا المهرجان، أن لا يفتتح هذا المهرجان باسمه، لأنه يسيء لإمارة المؤمنين، ويسيء لسمعته، ويسيء لقيمته ويسيء لمنزلته في قلوب شعبه.
والذي يدفعنا أيضا للكلام وتوجيه ما ينبغي توجيهه أن هؤلاء المفسدين يتلقون دعما ماديا من خارج بلادنا، بغرض أن يحدثوا الفتنة في الأمة، وأن يحدثوا الفساد في البلاد، هذا الفساد الذي لا يمكن بحال من الأحوال أن يسكت عنه الشعب المغربي المسلم، نعم؛ لا أقولها مجاملة، هذا ما نعتقده، الناس على فطرة الإسلام؛ يوجد بعد ويوجد نفور، ويوجد تعاطي للمحرمات، ولكن هذا كله لا يبيح لنا أن نخرج هؤلاء الناس من دائرة الإسلام، ففيهم خميرة الإيمان، وفيهم حمية الدين، فالشعب المغربي لا يسكت عن هاته الانتهاكات، فلابد أن يتدارك الأمر قبل أن يتسع الخرق على الراقع.
هذه هي رسالتي لملك مغربنا حفظه الله، ونسأل الله عز وجل أن تحل منه محل القبول، وأن يعتبرها صيحة غيور عليه وعلى مكانته، وعلى استقرار هذا البلد، وننتظر من جلالتكم ردا مشرفا، ننتظر من جلالتكم ردا يعيد الاعتبار للقيم النبيلة، يعيد الاعتبار للحياء، يعيد الاعتبار للهوية التي يعيش عليها الشعب المغربي المسلم، فنحن في انتظار ردكم على هذا المجون وهذا السفور الذي تحدى كل شيء في هذا البلد، ونسأل الله أن يوفقكم لذلك، وأن يعينكم عليه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، آمين“.
وأما الرسالة الثانية فوجهها لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.