على هامش توقيف الدكتور نور الدين قراط من خطبة الجمعة بسبب انتقاده لـ«موازين»
هوية بريس – أحمد الشقيري الديني
الإثنين 08 يونيو 2015
في هذا البلد السعيد، الجميع له الحق في الكلام والنقد والمناقشة إلا العلماء وخطباء المساجد، لا يجوز لهم الكلام في ما تتناوله الصحافة أو رواد مواقع التواصل الاجتماعي أو نواب الأمة في البرلمان أو القضايا الحية التي تشغل بال الشباب..
الجميع ينتقد مهرجان “موازين” بسبب ما يقدمه من عهر أو بسبب ميزانيته غير المراقبة، لكن إذا انتقده عالم أو خطيب يتم فصله من مهامه، ثم نتساءل فيما بعد: لماذا العلماء صامتون؟ لماذا الشباب معرضون عن العلماء الرسميين؟
سبق عزل رئيس المجلس العلمي لمدينة الدار البيضاء بعد تدبيجه بيانا قويا ضد استقدام مهرجان “موازين” الشاذ العالمي “إلتون دجون”.. كما عزل عدة خطباء مساجد لنفس السبب..
الغريب أن العلماء والخطباء لا يملكون سوى الكلمة يبلغونها بالحكمة والموعظة الحسنة، وهم أعرف الناس بصياغة الكلام وحدوده ومناسبته، فخطؤهم قليل وصوابهم كثير، بينما غيرهم يصيب قليلا ويخطئ كثيرا..
لا أتصور توقيف خطيب جمعة إلا في الحالات التالية:
ـ أن يناصر حزبا سياسيا على آخر، لأن المسجد مفتوح للجميع؛
ـ أن يدعو للعنف ويحرض عليه بشكل صريح إلا في حالة النفير العام للجهاد بإذن من رئيس الدولة؛
ـ أن يقضي بين الناس ويصدر الأحكام في حق أشخاص أو هيئات بعينها لأن هذا من اختصاص القضاء؛
ـ أن يدعو للتمييز العنصري كأن يفضل عرقا على آخر أو جنسا على آخر؛
ـ أن يدعو لمذهب أقلية ويناصره، كأن يدعو للتشيّع ويزينه للناس في بيئة سنية؛
ـ أن يحدث أزمة ديبلوماسية من خلال استهداف دولة أجنبية لنا معها مصالح..
* على أن تتم صياغة هذا في قوانين يخطر بها الأئمة والعلماء، أما أن يتم احتقارهم وإذلالهم من خلال عزلهم بحسب الهوى ودون تعليل أو مرجع قانوني فلن يفتح إلا أبواب الشرور والتطرف والعنف والاشتغال بعيدا عن مراقبة العلماء الفضلاء.