نبيل العياشي: الإحساس بالعطش خلال شهر رمضان لا يرتبط فقط بتزامنه مع فصل الصيف
هوية بريس – و م ع
الأربعاء 24 يونيو 2015
أكد الأستاذ نبيل العياشي، الأخصائي في علم الحمية والتغذية بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط أن الإحساس بالعطش الذي يشتكي منه العديد من الصائمين خلال شهر رمضان، لا يرتبط فقط بتزامن الشهر الفضيل مع فصل الصيف، بل هو أيضا نتيجة لاتباع نظام غذائي غير صحي.
وأوضح الأخصائي في التغذية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة حلول شهر رمضان الأبرك، أن الإكثار من تناول الأغذية المقلية والمملحات والسكريات، وخصوصا الاصطناعية، خلال فترة الليل يؤدي إلى الشعور بالعطش خلال يوم الصيام، بغض النظر عن الكمية المستهلكة من الماء ما بين وجبتي الإفطار والسحور.
وأضاف أن الصائم مدعو لاتخاذ مجموعة من الاحتياطات ليمر صيامه في أحسن الظروف، ولتفادي مشكل الاجتفاف الذي قد تكون له نتائج وخيمة على صحته، وأهمها اتباع نظام غذائي سليم.
ويرتكز هذا النظام -يضيف نبيل العياشي- على شرب كميات كافية من الماء ليلا وتناول أغذية تحتوي على الماء، خاصة أن رمضان يتزامن مع فصل الفواكه (البطيخ، الشمام، الخوخ وغيرها)، فضلا عن استهلاك الخضراوات بكميات كافية والتي تساعد على التخفيف من حدة العطش.
كما نصح بتجنب التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة خلال النهار، خاصة وأن فترة الصيام خلال شهر رمضان لهذه السنة تبلغ حوالي 16 ساعة.
وشدد الأخصائي في علم التغذية على أن شهر رمضان يجب أن لا يكون مرادفا للإفراط في الأكل والاستهلاك، معربا في الوقت نفسه عن أسفه بسبب “الاستعداد النفسي للأكل” لدى العديد من المغاربة حتى قبل حلول شهر رمضان، من خلال تحضير كميات كبيرة من الحلويات وتخزين المأكولات.
وأبرز أنه يتعين، في المقابل، التركيز على منافع الصيام على صحة الإنسان باعتباره فرصة لتنقية الجسم من السموم التي يراكمها طيلة السنة وخفض نسبة الكولسترول في الدم وفقدان الوزن الزائد، ومعالجة بعض المشاكل المرتبطة بالجهاز الهضمي، لكون الصوم “فترة راحة للجسم”.
وفند نبيل العياشي العديد من المعتقدات الخاطئة المرتبطة بشهر رمضان، ولاسيما الاعتقاد بأن كثرة الأكل ليلا تجنب الصائم الإحساس بالجوع نهارا، موضحا في هذا الصدد أنه يمكن بالفعل تخفيف الإحساس بالجوع والعطش “من خلال جودة الأغذية التي نتناولها وليس كثرتها”.
وأكد أن العادات الغذائية غير الصحية التي تطبع شهر رمضان لدى الكثير من المغاربة، لا سيما كثرة تناول المأكولات التي تحتوي على سعرات حرارية عالية، من حلويات ومقليات ومملحات، تؤدي إلى شعور الصائم بالإرهاق، بل وقد يعاني مع نهاية شهر رمضان من مشاكل زيادة الوزن وارتفاع نسبة الكولسترول والسكري ناهيك عن اضطرابات الجهاز الهضمي.
وشدد في هذا الصدد، على ضرورة أن يفطر الصائم على الماء والتمر، لأن تناول الحلويات أولا، ك “الشباكية ” على الخصوص، يعيق عملية الهضم ويؤدي إلى إصابة الصائم بالتخمة بعد الإفطار.
وبخصوص المصابين بأمراض مزمنة، أكد الأخصائي أنه يجب التعامل مع كل حالة على حدة، مشددا على أن الطبيب المعالج هو الوحيد الذي يقرر إمكانية صوم المريض من عدمه.
أما النشاط البدني، فيوصي به نبيل العياشي قبيل الإفطار بالنسبة للأشخاص المعتادين على ممارسة الرياضة، في حين دعا غير المعتادين عليها إلى ممارسة نشاط بدني بعد الإفطار. كما حذر في هذا الصدد الصائمين من خطورة ممارسة الرياضة خلال الصباح.
وخلص إلى أن شهر رمضان المبارك الذي يعتبر مناسبة للتعبد والقيام بمناسك دينية مقدسة لدى المسلمين، هو فرصة ثمينة لتنقية الجسم من كل السموم التي راكمها طيلة السنة.